19 أبريل 2025 19:40
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

التحديات الراهنة أمام الفصائل الفلسطينية … غياب المصالحة واستمرار الجرائم الإسرائيلية

تتوالى الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية في ظل تصعيد غير مسبوق، مما يثير تساؤلات حول الدور الذي تلعبه الفصائل الفلسطينية في هذه المرحلة الحرجة من الصراع. فبينما يتعرض الشعب الفلسطيني لإبادة ممنهجة على يد الاحتلال الإسرائيلي، تتواصل محاولات تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية الكبرى، وعلى رأسها حركتا فتح وحماس. ورغم أهمية هذه المصالحة في تعزيز وحدة الصف الفلسطيني لمواجهة تحديات الاحتلال، إلا أنها لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن، بل تزداد الأوضاع تعقيدًا في ظل الخلافات السياسية بين مختلف الأطراف.

استهداف القيادات الفلسطينية
في الأسابيع الأخيرة، تكثف إسرائيل من عملياتها العسكرية في قطاع غزة، مستهدفةً قيادات حركة حماس ومواقعها العسكرية. كان من أبرز الأهداف القيادي البارز في حماس صلاح البردويل، والذي تم اغتياله بعد يوم واحد من استهداف زميله إسماعيل برهوم، عضو المكتب السياسي للحركة. وقد تركزت الهجمات على مراكز القيادة والسيطرة التابعة لحماس، مما أسفر عن مقتل عدة قادة ميدانيين. هذا التصعيد العسكري يأتي في وقت حساس بالنسبة للفصائل الفلسطينية التي تعيش حالة من الانقسام الداخلي، حيث تتواجد غالبية قيادات حماس في الخارج، خاصة في قطر ولبنان وسوريا، ما يجعلها في مأمن نسبيًا من الاستهداف المباشر.

الحالة الداخلية للفصائل الفلسطينية
وبينما يستمر الاحتلال في استهداف القيادات الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة، يشير الخبراء إلى أن الجزء الأكبر من قيادات حماس وفتح يتواجد خارج الأراضي الفلسطينية، وخاصة في قطر التي تُعد مركزًا رئيسيًا لإدارة الملفات السياسية والعسكرية. ويُلاحظ أن حركة حماس، التي كانت قد اضطرت إلى البحث عن ملاذات آمنة في دول أخرى بسبب الضغوط الدولية، قد استعادت حضورها في الدوحة عقب فترة من التضييق الأمريكي. هذا التواجد الخارجي لبعض قيادات الفصائل يثير تساؤلات حول تأثيره على القضية الفلسطينية، إذ يعزز من التوجهات المنقسمة بين الفصائل ويعقد من إمكانيات التنسيق الفعّال لمواجهة الاحتلال.

الدور المصري والمقترحات لتوحيد الصف
مصر، التي تلعب دورًا محوريًا في مساعي المصالحة الفلسطينية، تواصل جهودها الحثيثة لإنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس. وقد استضافت القاهرة خلال الأسابيع الماضية وفدًا من حركة فتح، برئاسة الفريق جبريل الرجوب، لبحث آخر المستجدات في قطاع غزة والضفة الغربية في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي. وفي هذا السياق، قدم الرجوب عددًا من الأفكار لتشكيل شراكة وطنية فلسطينية تشمل جميع الفصائل، بما في ذلك حماس، لإعادة بناء الوحدة الفلسطينية التي تضررت بشدة جراء الانقسامات المتلاحقة.

أخبار تهمك

"بلبن" من الصعود السريع إلى السقوط المدوي.. أزمة قانونية وشكوك تلاحق العلامة التجارية - 1 - سيناء الإخبارية

“بلبن” من الصعود السريع إلى السقوط المدوي.. أزمة قانونية وشكوك تلاحق العلامة التجارية

غزة تحت وطأة القصف… أزمة صحية خانقة تهدد حياة الآلاف وسط استهداف المرافق الطبية - 3 - سيناء الإخبارية

غزة تحت وطأة القصف… أزمة صحية خانقة تهدد حياة الآلاف وسط استهداف المرافق الطبية

وتطرح مصر منذ نحو عشرين عامًا مقترحًا لتشكيل إطار جديد لمنظمة التحرير الفلسطينية يضم جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس والجهاد الإسلامي. هذا الإطار قد يمثل خطوة هامة نحو توحيد الجهود الفلسطينية لمواجهة الاحتلال، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهد تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق. ولكن رغم الجهود المكثفة، فإن التوافق بين الفصائل لا يزال بعيدًا، إذ تبقى الخلافات السياسية والعقبات الداخلية عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق هذه الوحدة المنشودة.

الوجود الفلسطيني في الخارج وتأثيره على القضية
تتعدد أماكن تواجد الفصائل الفلسطينية في الخارج، فبعضها في الدول العربية مثل قطر ولبنان وسوريا، بينما يتواجد البعض الآخر في دول أوروبية. يساهم هذا التوزيع في تباين المواقف والآراء بين الفصائل، حيث تؤثر المصالح الاستراتيجية للدول التي تستضيف قادة الفصائل على تفاعلات هذه الفصائل مع بعضها البعض. كما أن الخلافات حول سبل إدارة ملفات القضية الفلسطينية، مثل التهدئة وتبادل الأسرى، تزيد من تعقيد المشهد السياسي الفلسطيني، وتؤثر سلبًا على القدرة على تنسيق المواقف والعمل المشترك.

التحديات الإنسانية والمعاناة اليومية
على الصعيد الإنساني، يعاني الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من حصار خانق يستمر منذ سنوات، إضافة إلى التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر الذي يؤدي إلى مقتل العشرات من المدنيين وتدمير البنية التحتية. ويضاف إلى ذلك استمرار إغلاق المعابر، مما يعوق وصول المساعدات الإنسانية الضرورية لسكان القطاع. هذه الأوضاع تزيد من تعقيد المشهد الفلسطيني، حيث يواجه الفلسطينيون تحديات يومية في الحصول على الماء والغذاء، بينما يستمر الاحتلال في توسيع ما يسمى بـ “المنطقة العازلة” على الحدود مع غزة، ويكثف من عملياته البرية والجوية.

المصالحة الفلسطينية: آفاق النجاح أو الفشل؟
رغم المساعي العديدة لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، يظل الوضع الفلسطيني يرزح تحت وطأة الانقسام الذي ساهم في تفكيك الوحدة الوطنية. ويؤكد الخبراء أن المصالحة الفلسطينية تحتاج إلى جهد جماعي من جميع الأطراف، لكن استمرار الخلافات السياسية الداخلية، سواء داخل حركة فتح أو بين حركتي فتح وحماس، يظل أحد أكبر العوائق. وفي هذا السياق، يبرز دور مصر كمحور رئيسي في هذه الجهود، حيث تتمتع بعلاقة قوية مع كافة الفصائل الفلسطينية، وهي الأكثر قدرة على الضغط من أجل إنهاء الخلافات وإعادة بناء الوحدة الوطنية.

وتستمر التحديات الفلسطينية في التصاعد في ظل الهجمات الإسرائيلية المستمرة والانقسامات الداخلية التي تعاني منها الفصائل الفلسطينية. وفي ظل هذا الوضع المعقد، تتزايد الحاجة إلى تحقيق مصالحة شاملة وتوحيد الصف الفلسطيني، من خلال الإطار الجديد لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي قد يكون مفتاحًا لحل الأزمات الداخلية وتعزيز قدرة الفلسطينيين على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ومع استمرار الجهود المصرية في هذا الاتجاه، تظل الأسئلة حول مدى قدرة الفصائل الفلسطينية على تجاوز خلافاتها والاتفاق على استراتيجية مشتركة للتصدي للاحتلال قائمة.