5 ديسمبر 2024 04:15
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الضفة الغربية على حافة الهاوية.. المستوطنون يترقبون عودة ترامب لضم أراضي الفلسطينين

تشهد الضفة الغربية المحتلة تطورات غير مسبوقة، مع تصاعد وتيرة الاستيطان بشكل كبير، ما يشكل تحولًا جذريًا في معالم الأرض ومستقبلها السياسي.

وبينما تتحول القرى الفلسطينية إلى جزر معزولة وسط بحر من المستوطنات المتزايدة، يتطلع المستوطنون الإسرائيليون وقادة اليمين المتطرف في إسرائيل إلى احتمالية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يرون في ذلك فرصة ذهبية لتسريع مخطط “ضم” الضفة الغربية، بما يعزز سيطرة الاحتلال ويضعف آمال الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.

التحولات الكبرى في الاستيطان: أرقام قياسية وتصعيد ممنهج
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” نقلًا عن وكالة “رويترز”, شهدت الضفة الغربية في العام الماضي إقامة 43 بؤرة استيطانية جديدة، وهو عدد قياسي لم يسبق تسجيله منذ عقود.

كما تم الاستيلاء على آلاف الأفدنة من الأراضي الفلسطينية، مما أدى إلى محاصرة القرى الفلسطينية وجعلها معزولة وسط محيط من المستوطنات المتوسعة بسرعة كبيرة.

وأشار التقرير إلى أن عودة بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية قبل عامين، عبر ائتلاف يميني متطرف، كان لها دور كبير في تسريع هذه التحولات.

ومنذ ذلك الحين، تصاعدت أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين، ما أدى إلى فرض عقوبات أمريكية على بعض النشطاء المشاركين في النشاطات الاستيطانية، في محاولة للحد من التوتر المتصاعد.

الضفة الغربية على حافة الهاوية.. المستوطنون يترقبون عودة ترامب لضم أراضي الفلسطينين

أعلام الاحتلال ترفرف على قمم التلال وتحولات على الأرض
في الأسابيع الأخيرة، انتشرت أعلام دولة الاحتلال على قمم التلال في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، في خطوة تعكس فرض السيطرة وتثير مخاوف الفلسطينيين من توسع نفوذ المستوطنين.

وتأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه الفلسطينيون نزوحًا متزايدًا عن أراضيهم بفعل الضغوط المتزايدة من المستوطنين، الذين باتوا يتعاملون مع الأراضي المحتلة وكأنها ملكية إسرائيلية خالصة.

بشار القريوتي، وهو أحد سكان قرية قريوت المجاورة لمستوطنتي شيلو وعيلي، قال لـ*”رويترز”*: “ما نراه اليوم هو تنفيذ فعلي لخطة الضم على أرض الواقع. المستوطنون يواصلون البناء دون انتظار أوراق رسمية، والقرى الفلسطينية أصبحت محاصرة بجزر استيطانية تمنع التواصل بينها”.

آمال المستوطنين في عودة ترامب: تعزيز الدعم لمخطط الضم
أعرب المستوطنون الإسرائيليون عن تفاؤلهم الكبير بإمكانية عودة ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، حيث يعتبرونه حليفًا قويًا للمشروع الاستيطاني في الضفة الغربية. وقال يسرائيل ميداد، وهو مستوطن يؤيد مخطط الضم: “لدينا آمال كبيرة في أن يدعم ترامب خطواتنا.. نحن متفائلون”.

وأضاف التقرير أن المستوطنين احتفلوا بترشيح ترامب لعدد من الشخصيات الداعمة للاستيطان، مثل مايك هاكابي، السفير الذي يرى أن الضفة الغربية ليست أرضًا محتلة ويفضل وصف المستوطنات بـ”المجتمعات”.

الضفة الغربية على حافة الهاوية.. المستوطنون يترقبون عودة ترامب لضم أراضي الفلسطينين

وفي السياق ذاته، صرّح وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسئيل سموتريتش، أن حكومته تأمل في أن تُنفذ مخطط الضم بحلول العام المقبل بدعم من إدارة ترامب، ما من شأنه أن يقضي تمامًا على فرص تحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

توسع استيطاني قياسي وعنف متزايد
يشير تقرير صادر عن منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية المناهضة للاستيطان إلى أن معدل بناء المستوطنات في الضفة الغربية بلغ مستويات غير مسبوقة في عام 2023.

كما أوضح التقرير أن الاحتلال أعلن تحويل نحو 6 آلاف فدان من أراضي الضفة إلى “أراضٍ حكومية”، مما يسهل إقامة المستوطنات عليها، وهو ما يمثل أكبر توسع سنوي منذ عقود.

وترافق هذا التوسع مع تصعيد في عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، لا سيما في المناطق المحيطة بمستوطنتي شيلو وعيلي. وأدى ذلك إلى تنديدات دولية وعقوبات أمريكية وأوروبية ضد مستوطنين متورطين في هذه الأعمال العدائية.

تحولات جذرية في الواقع الفلسطيني
منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967، تحولت المنطقة إلى ساحة مواجهة دائمة بين الفلسطينيين والمستوطنين. وتُعتبر المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهو موقف أيدته محكمة العدل العليا التابعة للأمم المتحدة في يوليو الماضي.

ومع ذلك، فإن الواقع على الأرض يشير إلى أن التوسع الاستيطاني أصبح أمرًا شبه يومي. فإلى جانب إقامة البؤر الاستيطانية الجديدة، يتم شق الطرق وتمهيدها لخدمة المستوطنين، ما يغير معالم الأرض ويزيد من صعوبة تحقيق التواصل الجغرافي بين المناطق الفلسطينية.

خلاصة: الضفة في مواجهة المصير المجهول
بينما تستمر الضغوط على الفلسطينيين بفعل التوسع الاستيطاني المتزايد، تتجه الأنظار إلى التطورات السياسية المرتقبة في الولايات المتحدة، حيث قد تلعب إدارة ترامب الجديدة، في حال فوزه بالرئاسة، دورًا حاسمًا في رسم مستقبل الضفة الغربية.

وفي الوقت الذي يترقب فيه المستوطنون تحقيق طموحاتهم بضم الضفة، يبقى الفلسطينيون يواجهون واقعًا أكثر تعقيدًا، حيث تتحول أرضهم إلى مزيج من المستوطنات والبؤر الاستيطانية التي تلتهم المساحات وتتركهم في مواجهة عزلة متزايدة.