11 فبراير 2025 10:08
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

العلاقات المصرية – الأمريكية.. شراكة متينة رغم الإختلاف في وجهات النظر

شهدت العلاقات المصرية – الأمريكية على مدار العقود الماضية مراحل من التقارب والتباعد، وفقاً للمتغيرات الإقليمية والدولية، إلا أنها ظلت قائمة على أسس استراتيجية تعكس المصالح المشتركة بين البلدين.

فمنذ قطع العلاقات في ستينات القرن الماضي، ثم استئنافها في عهد الرئيس الأسبق أنور السادات، مروراً بفترات التعاون والدعم خلال الثمانينات والتسعينات، وصولاً إلى الألفية الجديدة، ظلت هذه العلاقة خاضعة لتوازنات السياسة والمصالح، لا سيما في ملفات حقوق الإنسان والملفات الإقليمية الساخنة.

وفي إطار جهود تعزيز هذه الشراكة، بدأ وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، زيارة إلى واشنطن، الأحد، يلتقي خلالها كبار المسؤولين وأعضاء في الكونجرس، في خطوة تعكس اهتمام القاهرة بتوطيد العلاقات الثنائية في هذه المرحلة.

العلاقات المصرية - الأمريكية.. شراكة متينة رغم الإختلاف في وجهات النظر - 5 - سيناء الإخبارية

أخبار تهمك

أوروبا تدخل سباق الذكاء الاصطناعي.. قمة باريس تعلن التحدي أمام واشنطن وبكين - 1 - سيناء الإخبارية

أوروبا تدخل سباق الذكاء الاصطناعي.. قمة باريس تعلن التحدي أمام واشنطن وبكين

تحقيق وثائقي لقناة كان العبرية بعنوان "كيف تمكّن يحيى السنوار من خداعنا بهذه الطريقة، وجعل إسرائيل تبكي رغم أنفها " - 3 - سيناء الإخبارية

تحقيق وثائقي لقناة كان العبرية بعنوان “كيف تمكّن يحيى السنوار من خداعنا بهذه الطريقة، وجعل إسرائيل تبكي رغم أنفها “

شراكة استراتيجية راسخة

أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، في تصريحات صحفية ، أن العلاقات بين البلدين تمتد لأربعة عقود وتتميز بخصوصية تفاعلية بين مؤسسات الدولتين، حيث يشمل التعاون مجالات عدة، منها العسكرية والأمنية والاقتصادية والتعليمية والصحية، بما يخدم المصالح المشتركة للطرفين.

وأوضح خلاف أن «التباينات في وجهات النظر أمر طبيعي بين الدول، حتى بين الشركاء، لكن ذلك لا يمس جوهر الشراكة الاستراتيجية القائمة على المصالح المتبادلة».

وأشار إلى أن زيارة وزير الخارجية المصري إلى واشنطن في هذا التوقيت تعكس متانة العلاقة وحرص الطرفين على التنسيق المستمر.

محطات تاريخية بين الصراع والتعاون

مرت العلاقات المصرية – الأميركية بمحطات متعددة تراوحت بين التوتر والتعاون، فقد شهدت فترة الرئيس جمال عبد الناصر توتراً ملحوظاً بلغ ذروته بقطع العلاقات في أعقاب حرب 1967.

إلا أن هذه العلاقة أخذت منحى أكثر تعاوناً في عهد أنور السادات، خاصة بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل برعاية أميركية عام 1979، والتي أعقبها تقديم واشنطن مساعدات عسكرية سنوية لمصر بقيمة 1.3 مليار دولار.

 

وفي عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، اتسمت العلاقة بالاستقرار النسبي رغم التباينات، حيث شهدت فترات تجميد جزئي للمساعدات، مثلما حدث عام 2007 بسبب ملف أنفاق غزة، قبل أن تتحسن الأجواء مجدداً مع زيارة الرئيس باراك أوباما للقاهرة عام 2009.

إلا أن الأوضاع تغيرت عقب ثورة 25 يناير 2011، حيث دعمت واشنطن تنحي مبارك، مما أحدث توتراً في العلاقة بين البلدين.

العلاقات المصرية - الأمريكية.. شراكة متينة رغم الإختلاف في وجهات النظر - 7 - سيناء الإخبارية

تفاهمات رغم الاختلافات

مع وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة عام 2014، شهدت العلاقات المصرية – الأمريكية منحى إيجابياً رغم استمرار بعض الملفات الخلافية، لا سيما المتعلقة بحقوق الإنسان والمساعدات العسكرية. فقد قررت واشنطن عام 2017 حجب جزء من المساعدات لأسباب حقوقية، وهو ما اعتبرته القاهرة «سوء تقدير لطبيعة العلاقة الاستراتيجية».

لكن في المقابل، أبدت الإدارة الأمريكية تقديراً لدور مصر في قضايا المنطقة، مثل أزمة سد النهضة والوساطة في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، حيث لعبت القاهرة دوراً محورياً في وقف إطلاق النار في غزة عام 2021، وهو ما حظي بإشادة الرئيس جو بايدن.

ورغم التوترات التي شهدها ملف المساعدات العسكرية خلال ولاية بايدن، إلا أن الخارجية الأمريكية أقرت في سبتمبر 2024 تقديم المساعدات كاملة، معتبرة ذلك ضرورة لمصلحة الأمن القومي الأميركي.

آفاق مستقبلية

مع بداية ولاية دونالد ترامب الثانية، أبدى الأخير حرصه على استثناء مصر وإسرائيل من أي مراجعات للمساعدات الخارجية. إلا أن العلاقات شهدت توتراً جديداً في أعقاب طرحه مقترح «تهجير» سكان غزة إلى مصر والأردن، وهو ما قوبل برفض قاطع من القاهرة وعمان.

وفي هذا السياق، يرى السفير محمد العرابي، رئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، أن العلاقات المصرية – الأمريكية رغم التباينات، ستظل قائمة على أسس قوية، مشيراً إلى أن زيارة وزير الخارجية المصري إلى واشنطن تحمل أهمية كبيرة في ضوء التطورات الإقليمية، خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

ويتوقع العرابي أن تستمر الشراكة بين البلدين نظراً لمكانة مصر الإقليمية وتأثيرها في الملفات الحيوية، مؤكداً أن الدبلوماسية المصرية لديها القدرة على الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة رغم أي خلافات.

 

العلاقات المصرية - الأمريكية.. شراكة متينة رغم الإختلاف في وجهات النظر - 9 - سيناء الإخبارية

من جانبه، يرى المحلل السياسي نبيل ميخائيل، أن واشنطن والقاهرة لن تفرطا في شراكتهما، مشيراً إلى أن التعاون العسكري والاستخباراتي سيظل ركيزة أساسية للعلاقة بين البلدين، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، مثل أزمات السودان وليبيا وإثيوبيا.

وفي ظل هذه المعطيات، تبقى العلاقات المصرية – الأمريكية مزيجاً من التفاهمات والتباينات، لكنها تظل في جوهرها قائمة على المصالح المتبادلة، وهو ما يجعلها مرشحة للاستمرار رغم أي خلافات عابرة.