القصة الكاملة لمكاتب إسرائيلية تُخرج الغزيين من تحت القصف بدافع الهجرة

بعد الجدل الكبير اللي أثارته منشورات بعض سكان قطاع غزة عن فرص مغادرة القطاع، خاصة في ظل الحديث المتزايد عن مكاتب محاماة إسرائيلية تقوم بتنسيق إجراءات الهجرة للخارج، ظهرت معلومات وتفاصيل دقيقة تكشف طبيعة هذه التحركات، والأشخاص المتورطين فيها، ومن بينهم محامي إسرائيلي يُدعى يورام يهودا.
وبحسب ما تم تداوله عبر منصات متعددة، تبين بالفعل أن هناك محاميًا إسرائيليًا يحمل هذا الاسم ويعمل في تل أبيب، لكن تقارير وتحقيقات نشرتها مصادر إسرائيلية تؤكد أن هذا الشخص متورط في قضايا جنائية سابقة، وقد تم سحب رخصة المحاماة منه، بسبب مخالفات قانونية وأخلاقية.
شهادة متخصص في الشأن الإسرائيلي
كشف الدكتور تيسير عابد، المتخصص في الشأن الإسرائيلي، بعد متابعته لتعليقات الإسرائيليين حول أحاديث الغزيين المتعلقة بملف الهجرة، أن هناك بالفعل محاميًا إسرائيليًا يُدعى يورام يهودا من تل أبيب، وهو الاسم الذي تم تداوله على نطاق واسع مؤخرًا كمنسق مزعوم لترتيبات سفر العائلات من قطاع غزة.
لكن المفاجأة أن هذا المحامي – بحسب ما تبين من مراجعة خلفيته القانونية – هو شخصية مثيرة للجدل، وله سجل جنائي حافل، وتم سحب رخصته القانونية سابقًا.
تعليق أحد العارفين بالمحامي يهودا قائلًا:
“اتضح أن هناك بالفعل محامٍ بهذا الاسم، وقد كان متورطًا في قضايا جنائية سابقة. ومن المحتمل أنه غادر السوق الإسرائيلية إلى أسواق أخرى لا تعير ماضيه اهتمامًا.”
وقد ظهرت إحدى القضايا التي تورّط فيها يهودا على موقع Jobles، والتي تبيّن تفاصيل صراعه القضائي، حيث تراكمت عليه ديون بقيمة 120 ألف شيكل، ورفعت زوجته السابقة دعوى قضائية ضده بسبب عدم دفع نفقة الأطفال، مما أسفر عن صدور مذكرة توقيف بحقه.
وخلال استجوابه في القضية، وردت عنه تهديدات صريحة تجاه زوجته، حيث قال: “إذا وجدتك في غرفة وحدك مرة أخرى، فلن تخرجي منها على قيد الحياة.”
وجاء في قرار المحكمة ما يلي:
“المحكمة مصدومة ومذهولة من أقوال المدعى عليه، فهو لم يكتفِ بالتدخل المتواصل لمدة ساعة ونصف في مجرى الإدلاء بالشهادة، بل أدلى بتعليقات تجاه الشاهد قد تبدو تهديدًا.”
وقد أُدين المحامي يورام يهودا جزئيًا في قضايا تأديبية، منها ما يتعلّق بعدم سداد النفقة، والتصريحات التهديدية، وصدر بحقه حكم بالإيقاف عن ممارسة مهنة المحاماة لمدة 10 أشهر، إلى جانب فترة إيقاف سابقة يقضيها حاليًا بسبب مخالفات أخرى.
وفي ضوء الضجة التي أثارها الحديث عن تهريب الغزيين عبر “مكاتب محامين”، بدأ بعض الناشطين في قطاع غزة وخارجه تداول معلومات تتعلق بآلية خروج بعض العائلات مؤخرًا عبر مطار رامون، دون المرور بالمعابر الرسمية المعروفة مثل معبر رفح.
الناشط الفلسطيني جهاد خضرة، المقيم في اليونان، نشر عبر صفحته الشخصية منشورًا قال فيه:
“باختصار وبدون مقدمات، أنا بسعى أطلع أهلي من غزة بأي طريقة كانت، ووصلت للمعلومات اللي حذكرها.
وفي حال جد معي أي جديد ببلغكم. أنا ما بديش أهلي يموتوا وخلي الكل يستفيد.”
بحسب ما جمعه من شهادات، فقد ارتفعت نسبة المغادرين من قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة، وتحديدًا عبر مطار رامون. تشير تقارير غير رسمية إلى مغادرة أكثر من 11 ألف مواطن من القطاع خلال الأشهر الأربعة الماضية، متجهين نحو دول في جنوب شرق آسيا وأوروبا الشرقية.
الآلية التي يجري الحديث عنها تقوم بها جهات يقال إنها تعمل من القدس، بالتنسيق مع مؤسسات إغاثية داخل أراضي 1948، حيث تُرسل للعائلات نماذج توكيل قانوني ليقوموا بالتوقيع عليها لصالح محامين إسرائيليين، على رأسهم المحامي المذكور يورام يهودا.

نموذج من التوكيل القانوني
نموذج من التوكيل بعد الترجمة 👆
ووفقًا لتلك المعلومات، يتكفل المحامون لاحقًا بترتيب كل الإجراءات الخاصة بالسفر، بما في ذلك استخراج التأشيرات، والتنسيق مع الجهات الإسرائيلية، وترتيب الرحلات عبر مطار رامون إلى دول مثل ماليزيا، إندونيسيا، أو دول أوروبية، مقابل مبالغ مالية يتم تحصيلها من كل فرد عند المغادرة، مع وعود بتوفير رعاية من الدولة المستضيفة.
وتؤكد شهادات أن بعض الأشخاص وصلوا بالفعل إلى أديس أبابا، وألمانيا، والنمسا، وبلجيكا، واليونان.
أما الجهات الإسرائيلية، فتشير بعض التقارير إلى أن “دائرة الهجرة” الإسرائيلية تتكفل بجزء من تكاليف السفر، مع طلب ضمانات من العائلات التي لها أقارب في الخارج، وتعهدات بعدم العودة إلى قطاع غزة لفترة لا تقل عن 6 سنوات.
وفيما يتعلق بالشق الرسمي، أوضحت مصادر متعددة أنه لا يوجد أي مغادرة لغزة عبر معبر رفح مؤخرًا إلا لفئات محددة، وهم:
المرضى بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية أو الصليب الأحمر.
حملة الجنسيات الأجنبية.
حالات لمّ الشمل العائلي.
موقف المغادرين من غزة
وذكرت التقارير أن كل من غادر غزة خلال هذه الفترة خرج بتنسيق رسمي بين الجهات المعنية، ومن خلال معابر مثل رامون أو عبر الأردن، وبالتنسيق مع السفارات والقنصليات ذات العلاقة.
القناة الإسرائيلية 14 نقلت عن الصحفي هيلل بيتون أن 190 فلسطينيًا من حملة الجنسيات المزدوجة غادروا غزة عبر الأردن، وسافروا إلى 12 دولة أوروبية، وتوزّع المغادرون على النحو التالي:
- النمسا: 12 شخصًا
- إيرلندا: 26 شخصًا
- بلجيكا: 11 شخصًا
- بريطانيا: 9 أشخاص
- ألمانيا: 37 شخصًا
- هولندا: 8 أشخاص
- إسبانيا: 23 شخصًا
- بولندا: 3 أشخاص
- كندا: 14 شخصًا
- روسيا: 7 أشخاص
- السويد: 37 شخصًا
- فرنسا: 61 شخصًا
وتُظهر هذه الأرقام حجم الظاهرة المتسارعة، وسط غياب معلومات رسمية واضحة.
تعليقات 0