22 أبريل 2025 16:51
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الهجرة مقابل الخيانة.. خطة الموساد الجديدة لاختراق غزة

بينما يقبع أهالي قطاع غزة تحت وطأة أوضاع إنسانية مأساوية نتيجة الحرب والحصار المتواصل، ظهرت أساليب جديدة تقودها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وفي مقدمتها الموساد، لاستغلال معاناة السكان.

الأسلوب هذه المرة أكثر مكرًا: إغراء بالهجرة الطوعية خارج القطاع مقابل تقديم معلومات أمنية حساسة، في خطوة تعني ببساطة تحويل الراغبين في الخروج إلى أدوات تجسس.

الهجرة مقابل الخيانة.. خطة الموساد الجديدة لاختراق غزة - 1 - سيناء الإخبارية

خلية أفيخاي

تحقيقات ميدانية ومصادر مطلعة كشفت عن مخطط منسق تقوده مجموعة من النشطاء المثيرين للشك، الذين بات يُطلق عليهم لقب “خلية أفيخاي”.

هؤلاء النشطاء روجوا بشكل متزامن عبر حساباتهم لمنح توكيلات لمحامٍ إسرائيلي يُدعى يورام يهودا، ظهر في الصورة كوسيط للهجرة، غير أن الحقيقة كانت أعمق وأخطر من ذلك.

يورام يهودا، المعروف بتخصصه في قضايا الطلاق، لا تربطه أي صلة رسمية بملفات الهجرة أو الشؤون الفلسطينية، ومع ذلك، بدأ رقمه يُتداول بين الناس.

ومن تواصلوا معه، أو مع من يجيب على هذا الرقم، تفاجأوا بأسئلة تحمل طابعًا أمنيًا واضحًا: الاسم الكامل، رقم الهوية، معلومات عن الجيران والعائلات المجاورة، وحتى تفاصيل دقيقة عن السكن.

بحسب شهادات من داخل القطاع، فإن من يرد على هذه المكالمات يتحدث العربية بطلاقة، ويُرجّح أنهم ضباط في جهاز الموساد، يستغلون رغبة الناس في الهروب من أتون الحرب لاستدراجهم واختراق النسيج المجتمعي.

الهجرة مقابل الخيانة.. خطة الموساد الجديدة لاختراق غزة - 3 - سيناء الإخبارية

تعليق النشطاء

الناشط ماجد مقداد كشف عن دور شخص يُدعى محمد أبو حجر، يُشتبه بتعاونه مع الاحتلال، في الترويج لإعلانات “المنسق” الإسرائيلي التي توهم الناس بإمكانية الهجرة الآمنة، لكن عبر توكيلات قانونية تمنح الاحتلال سيطرة كاملة على ممتلكات المواطنين، وتفتح الباب لاحقًا لتجنيدهم كعملاء.

أما الناشط محمد عبد الباري، فأكد انتشار روايات كاذبة عن تسهيلات السفر، تُدار من خلال شبكات احتيال تستغل حاجة الناس، مشيرًا إلى أن معظم العروض تعتمد على مستندات مزيفة ولا تمت بصلة لأي جهة رسمية.

الكاتبة بيسان محمود بدورها حذرت من رسائل نصية وصلت إلى عدد من المواطنين، تدعوهم للتواصل مع ما يُسمى “كابتن إسرائيلي” لتنسيق السفر عبر معبر نتساريم، ضمن خطة أمنية ممنهجة تستهدف الشباب تحديدًا.

بيان رسمي من الإعلام الحكومي في غزة

وفي هذا السياق، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانًا رسميًا برقم (798)، أكد فيه أن ما يُروّج عبر وسائل التواصل حول ترتيبات للهجرة الجماعية ما هو إلا معلومات مضللة تندرج ضمن حملة خبيثة يقودها الاحتلال.

البيان شدد على أن الاحتلال يستخدم وثائق قانونية مزيفة لا قيمة لها، في محاولة لتجميل وجه مخطط التهجير الجماعي الذي فشل في فرضه بالقوة.

الهجرة مقابل الخيانة.. خطة الموساد الجديدة لاختراق غزة - 5 - سيناء الإخبارية

البيان أوضح أن الهجرة ليست مخرجًا آمنًا، بل فخ مرسوم بدقة، داعيًا المواطنين إلى الحذر وعدم الانسياق خلف هذه الإشاعات، والإبلاغ الفوري عن أي جهة مشبوهة، والتعامل فقط مع القنوات الرسمية، مع محاسبة كل من يشارك في الترويج لهذه الحملات.

ما يجري ليس مجرد عروض سفر وهمية، بل عملية أمنية ممنهجة تهدف إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني من الداخل، مستغلة المعاناة الإنسانية كسلاح خبيث، مقاومة هذا النوع من الحرب تبدأ بالوعي، والتبليغ، ورفض الانجرار خلف وعود ظاهرها إنساني وباطنها خيانة.