انقسام داخل الجيش الإسرائيلي….دعوات متصاعدة لوقف الحرب مقابل استعادة الأسرى

في تطور غير مسبوق يعكس تصاعد التوتر داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وقع المئات من الجنود والضباط على عريضتين جديدتين طالبوا فيهما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوقف الحرب على غزة، والعمل فوراً على استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع. هذه الخطوة تعكس اتساع دائرة الاحتجاج داخل الجيش وتزايد الضغط الداخلي على الحكومة الإسرائيلية.
دعم شعبي ورسمي متزايد لتحركات الجنود
التحركات العسكرية هذه حظيت بدعم واسع من مختلف أطياف المجتمع الإسرائيلي، شمل عائلات الأسرى، وقادة عسكريين وسياسيين سابقين، وأكاديميين ونشطاء ومعارضين. وأكد الداعمون أن استمرار العمليات العسكرية يعرّض حياة الأسرى للخطر ويقوّض فرص إعادتهم بسلام.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن الورقة الأهم التي تملكها المقاومة في غزة حالياً هي الأسرى الإسرائيليون، محذراً من أن استرجاعهم دون اتفاق واضح لوقف الحرب سيُفقد المقاومة أي أداة تفاوضية مستقبلاً. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدعم استمرار السيطرة الإسرائيلية على القطاع، رافضة أي انسحاب منه، وهو ما قد يُمهّد لجولة جديدة من التصعيد.
اتهامات مباشرة لنتنياهو واحتجاج من وحدات النخبة
موقع “والا” الإسرائيلي نقل عن الموقعين على العرائض اتهامهم لنتنياهو بالتحريض ضد سلطات إنفاذ القانون ومحاولة عرقلة التحقيقات في قضايا الفساد. كما كشف الموقع عن انضمام مئات الجنود من وحدات حساسة، مثل وحدة السايبر الهجومي ومنظومة العمليات الخاصة، إلى المطالبات بوقف الحرب.
أخبار تهمك
صحيفة “يديعوت أحرونوت” أوضحت أن أكثر من 200 عنصر من سلاح البحرية، إضافة إلى 150 جندياً من لواء “غولاني” النخبوي، وقعوا على عرائض تطالب بإعادة الأسرى ولو تطلب الأمر وقفاً فورياً لإطلاق النار. وفي الساعات الأخيرة، انضم الآلاف من جنود الاحتياط من مختلف الأسلحة، من ضمنهم طيارون في سلاح الجو، إلى حملة المطالبة بوقف الحرب.
حالة طوارئ داخل الجيش
رداً على هذه التحركات، عقد رئيس الأركان إيال زامير جلسة طارئة لبحث تداعيات هذه الأزمة غير المسبوقة داخل الجيش. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن القيادة العسكرية تعتبر هذه الظاهرة خطيرة وتسعى لاحتوائها وتجنب تسييس الجيش.
ووفقاً لتقارير إسرائيلية، ستجري القيادة محادثات مع الجنود الموقعين على العرائض خلال الأيام المقبلة، بهدف تهدئة الأوضاع وتقليل أثر هذا الانقسام على وحدة الجيش.
تضامن مدني ورسمي مع مطالب الجنود
نحو 200 من عائلات الأسرى ونشطاء أعلنوا دعمهم الكامل لتحركات الطيارين والجنود، مؤكدين أن استمرار العمليات العسكرية يهدد حياة الأسرى، وقد تسبب في مقتل 41 منهم سابقاً. واتهم البيان الحكومة بتعطيل مبادرة أمريكية قدمها الرئيس الأسبق دونالد ترامب، والتضحية بحياة الأسرى لأغراض سياسية.
وفي خطوة لافتة، انضم رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك إلى قائمة الموقعين على العرائض، مؤكداً أن وقف الحرب أصبح ضرورة ملحة لاستعادة الأسرى وإنقاذ حياتهم.
الحكومة تتوعد وتحذر
من جهتها، أكدت رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن مفاوضات “مكثفة” تُجرى حالياً لإعادة الأسرى، دون الكشف عن تفاصيل. في المقابل، وصفت الحكومة تحركات الجنود بأنها “تمرد ورفض للخدمة العسكرية”، ولوّحت باتخاذ إجراءات عقابية ضد الموقعين.
كما أشارت القناة 13 إلى وجود استعداد داخل الحكومة لتقديم بعض التنازلات في المفاوضات، بشرط عدم المساس بالهدف المعلن المتمثل في “القضاء على حماس”.
أزمة داخلية تهدد التماسك
ما تشهده إسرائيل اليوم من تحركات داخلية واسعة النطاق، يعكس انقساماً عميقاً حول جدوى استمرار الحرب في غزة. وبينما تسعى الحكومة لتبرير العمليات العسكرية، تتصاعد الأصوات داخل الجيش وخارجه مطالبة بوقف الحرب حفاظاً على حياة الأسرى، وتفادياً لمزيد من التصدعات في الداخل الإسرائيلي.
تعليقات 0