تصعيد عسكري عنيف في غزة ومساعٍ دولية لوقف القتال

تواجه غزة موجة قصف إسرائيلية هي الأعنف منذ انتهاء الهدنة الأخيرة، وسط تحركات مصرية وضغوط غربية لمحاولة وقف التصعيد. ورغم استمرار القتال، يؤكد طرفا النزاع أنهما لم يغلقا باب التفاوض، مما يفتح المجال أمام عدة سيناريوهات محتملة.
تحركات دبلوماسية وضغوط دولية
أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالات مع مسؤولين أوروبيين، بينهم كايا كالاس، وإسبين بارث إيد، وخوسيه مانويل ألباريس، شدد خلالها على ضرورة ممارسة الاتحاد الأوروبي ضغوطًا على إسرائيل لوقف عدوانها فورًا.
كما دعا رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى تحرك دولي فوري لإجبار إسرائيل على الالتزام بوقف إطلاق النار.
على المستوى الأوروبي، أكدت كايا كالاس لوزير الخارجية الإسرائيلي أن الضربات الأخيرة على غزة “غير مقبولة”، فيما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال لقائه بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، على ضرورة وقف القتال فورًا واستئناف المفاوضات برعاية أمريكية.
أخبار تهمك
في أول تحرك عربي جماعي، عقدت جامعة الدول العربية اجتماعًا طارئًا على مستوى المندوبين الدائمين، بناءً على طلب فلسطين. ودعا مندوبها الدائم، مهند العكلوك، إلى فرض عقوبات على إسرائيل، وعزلها سياسيًا، وملاحقتها قانونيًا، بالإضافة إلى منع طيرانها من التحليق في الأجواء العربية.
3 سيناريوهات محتملة
يرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة للموقف الراهن:
- وقف إطلاق النار مقابل تنازلات من حماس، تشمل تسليم محتجزين وضمانات سياسية.
- استمرار القتال، بهدف فرض شروط جديدة على حماس، قد تشمل نزع سلاحها أو إخراجها من المشهد السياسي.
- فرض تسوية شاملة، برعاية أمريكية وعربية، تتضمن صفقة تبادل رهائن ومعتقلين.
أما المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، فيرى أن السيناريوهات المتاحة محدودة وتعرقل جهود الوسطاء، مع استمرار إسرائيل في التفاوض تحت النار.
ويرجح أن تضطر حماس إلى تقديم تنازلات، أو أن تتدخل الأطراف العربية لفرض تسوية شاملة ضمن إطار زمني محدد.
في المقابل، أكد مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب مستعدة للتفاوض إذا وافقت حماس على تسليم المزيد من الرهائن، معتبرًا القتال “وسيلة ضغط تفاوضي”.
من جانبه، شدد طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، على أن الحركة لم تغلق باب التفاوض، لكنها تطالب إسرائيل بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والبدء بتنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة.
مستقبل المفاوضات تحت النار
امتدت المرحلة الأولى من الهدنة 6 أسابيع، تم خلالها الإفراج عن 33 رهينة (من بينهم 8 جثث) مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني. بينما أيدت إسرائيل مقترحًا أمريكيًا لتمديد الهدنة حتى منتصف أبريل، ترفض حماس أي شروط جديدة وتطالب بالالتزام بالاتفاق السابق.
يرى مطاوع أن تمسك حماس بالمرحلة الثانية يربك جهود الوسطاء، معتبرًا أن الحركة لو وافقت سابقًا على التمديد، لكان نتنياهو قد سقط بسبب أزماته الداخلية، لكن استمرار القتال بات الآن يتجاوز مطالبها.
ويشير إلى أن التوافق الإسرائيلي-الأمريكي لن يتغير، إذ تشترط تل أبيب الإفراج عن جميع الرهائن دون مرحلة ثانية، وإلا ستواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها.
تعليقات 0