عودة الحصبة تهز أمريكا وإسرائيل.. انتشار مقلق وتحذيرات عاجلة

في مشهد أثار حالة من القلق والذعر، سجّلت الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بمرض الحصبة، الفيروس المعدي الذي كان يُعتقد أنه شارف على الانقراض.

وكشفت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) عن تسجيل 884 حالة إصابة مؤكدة بالحصبة منذ بداية 2025، مقارنة بـ285 حالة فقط في العام الماضي، مع اعتبار ولاية تكساس الأكثر تضررًا بتسجيلها 624 حالة وحدها.

وشملت الإصابات 30 ولاية ومنطقة أمريكية، وأسفرت حتى الآن عن دخول 94 مصابًا إلى المستشفيات ووفاة 3 أشخاص.

وفي الأراضي المحتلة، أصدرت وزارة الصحة الإسرائيلية تحذيرات عاجلة بعد تسجيل حالة إصابة جديدة في تل أبيب، لشخص قادم من لندن انتقل عبر وسائل النقل العام، مما زاد المخاوف من تفشي الفيروس بين السكان.

أسباب التفشي.. تراجع معدلات التطعيم

بحسب الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، فإن امتناع قطاعات واسعة من السكان في أمريكا وإسرائيل عن تلقي اللقاحات بعد جائحة كورونا ساهم بشكل مباشر في عودة الحصبة، مؤكدًا أن المرض يصبح خطيرًا وقاتلًا عند تجاهل التطعيم أو العلاج المبكر.

ما هي الحصبة وأعراضها؟

الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى، ينتقل عن طريق الرذاذ المتطاير من سعال أو عطس الشخص المصاب. وتبدأ أعراضه عادةً بحمى وسعال جاف، مع سيلان الأنف والتهاب العينين، يليها ظهور طفح جلدي يبدأ من الوجه ثم ينتشر لباقي الجسم.

ولا تقتصر مخاطر الحصبة على الأعراض الظاهرة فقط، بل قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل فقدان البصر، الالتهاب الرئوي، الإسهال الحاد، والتهاب الدماغ، وهي مضاعفات قد تفضي إلى الوفاة في بعض الحالات.

الحصيلة العالمية المقلقة

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تسببت الحصبة في وفاة أكثر من 107,500 شخص حول العالم خلال عام 2023، معظمهم من الأطفال غير المطعّمين.

ورغم الجهود المبذولة، لا تزال العديد من الدول، بما فيها إسرائيل والولايات المتحدة، تواجه صعوبة في القضاء الكامل على الفيروس بسبب تراجع معدلات التطعيم.

وفي مشهد يعكس الخطر المتصاعد، سجلت أوروبا وأستراليا كذلك حالات إصابة جديدة، مما دفع السلطات الصحية إلى إصدار تحذيرات متتالية لمواطنيها، وسط دعوات مكثفة لتلقي جرعتي لقاح “MMR” كأفضل وسيلة للوقاية.