19 أبريل 2025 22:39
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

غزة تحت وطأة القصف… أزمة صحية خانقة تهدد حياة الآلاف وسط استهداف المرافق الطبية

في مشهد إنساني مأساوي، تتواصل الكارثة الصحية في قطاع غزة وسط تصاعد العمليات العسكرية، التي تضع القطاع الصحي في مواجهة تحديات غير مسبوقة تهدد حياة الآلاف من المدنيين. القصف المتواصل على البنية التحتية، واستهداف المستشفيات والمراكز الطبية، إلى جانب الحصار المفروض على القطاع، يسهم في تفاقم الأزمة، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.

مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأرض، أصبحت المستشفيات في غزة على حافة الانهيار. المستشفيات الكبرى مثل “الشفاء”، “الأقصى”، و”ناصر” أصدرت نداءات عاجلة تطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ النظام الصحي في القطاع، الذي يواجه أزمة غير مسبوقة بسبب الدمار المستمر للبنية التحتية الصحية والنقص الحاد في الإمدادات الطبية. هذه المستشفيات، التي تعد الشريان الرئيسي للقطاع الطبي في غزة، تعاني من نفاد الأدوية الأساسية، في حين يعاني أكثر من 200 ألف مريض يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب من تهديدات مباشرة لحياتهم بسبب غياب العلاجات الأساسية.

ومع اشتداد القصف على مناطق عدة في القطاع، تتزايد الدعوات لمحاسبة المسؤولين عن استهداف الأطفال والمرضى بشكل خاص. وفقًا للمصادر الطبية في غزة، فإن الاستهداف المباشر للأطفال في الهجمات العسكرية، إلى جانب التجويع الطبي الممنهج، يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف. في العديد من الحالات، تم منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لعلاج الأطفال والمرضى، مما يضاعف من معاناتهم ويعرضهم لمخاطر الموت المحقق.

وقال أحد الأطباء في مستشفى شهداء الأقصى: “نواجه مذبحة حقيقية، الأطفال والمرضى في كل مكان، وحالاتهم الصحية تتفاقم في ظل عدم وجود أدوية أو معدات طبية لعلاجهم”. وأضاف أن العديد من الأطفال الذين أصيبوا في الهجمات العسكرية لا تتوفر لهم العناية الطبية اللازمة، في ظل تدمير المستشفيات وقلة الموارد.

أخبار تهمك

البابا تواضروس يترأس قداس عيد القيامة المجيد في أجواء روحانية بالكاتدرائية المرقسية - 1 - سيناء الإخبارية

البابا تواضروس يترأس قداس عيد القيامة المجيد في أجواء روحانية بالكاتدرائية المرقسية

صقور مصر والصين يحلقون في تدريب جوي مشترك يعزز التحالف الاستراتيجي - 3 - سيناء الإخبارية

صقور مصر والصين يحلقون في تدريب جوي مشترك يعزز التحالف الاستراتيجي

من جانب آخر، يهدد نقص الوقود بتوقف العديد من المستشفيات عن العمل، حيث تعتمد المستشفيات في غزة على مولدات كهربائية لتشغيل أجهزة العناية المركزة وغرف العمليات في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر بسبب القصف على محطات الكهرباء. وتؤكد وزارة الصحة في غزة أن العديد من المستشفيات الكبرى في القطاع لن تتمكن من مواصلة العمل لفترة طويلة إذا استمر نقص الوقود، مما سيؤدي إلى توقف عمليات إنقاذ الحياة ويعرض حياة العديد من المرضى للخطر.

في ظل هذه الأزمة المتفاقمة، ناشدت وزارة الصحة في غزة والمستشفيات الكبرى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لتقديم الدعم الطبي والإغاثي. تأتي هذه المناشدات في وقتٍ حرج، حيث يعجز النظام الصحي في غزة عن تلبية احتياجات السكان في ظل تدمير المرافق الصحية، وقلة الإمدادات الطبية، وإغلاق المعابر. وكشفت التقارير عن أن المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى غزة كانت أقل من حاجة القطاع، في حين أن المجتمع الدولي لم يقدم بعد الدعم الكافي لضمان استمرار تقديم الرعاية الصحية للمصابين.

وأصدرت المستشفيات في غزة بيانًا مشتركًا أكدت فيه ضرورة فتح المعابر فورًا للسماح بدخول الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود. “نحن بحاجة إلى كل شيء، من الأدوية الأساسية إلى الوقود الذي يشغل مولدات الكهرباء. إذا لم يتم تزويدنا بهذه المواد في أسرع وقت، فإن الوضع سيصل إلى نقطة اللاعودة”، قال المتحدث باسم مستشفى الشفاء.

تظل الطواقم الطبية في قطاع غزة في مواجهة مستمرة مع الموت، حيث يعمل الأطباء والممرضون في ظروف غير إنسانية، بين الأنقاض، وسط تهديد مستمر من القصف الذي يستهدف المرافق الطبية. ورغم هذه الظروف المأساوية، يواصل العاملون في القطاع الصحي تقديم خدماتهم للمصابين، لكنهم يواجهون صعوبة كبيرة في توفير العناية اللازمة في ظل شح الموارد. يعبر أحد الأطباء عن معاناتهم بقوله: “نحن لا نعرف كيف نواصل العمل في هذه الظروف، لكننا نعلم أن حياة المرضى في أيدينا، وسنواصل محاولاتنا لإنقاذهم مهما كانت التحديات.”

ومع تواصل القصف وتدمير البنية التحتية، بات من الضروري أن يتدخل المجتمع الدولي لإنقاذ حياة آلاف المدنيين في غزة. يجب أن يكون فتح المعابر وتقديم الإمدادات الطبية جزءًا أساسيًا من أي استجابة عاجلة من قبل المجتمع الدولي، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح والحفاظ على النظام الصحي في القطاع.

إن الوضع في غزة يتطلب تحركًا عاجلاً وحلولًا طويلة المدى لضمان عدم تكرار هذه الكارثة الإنسانية في المستقبل. في ظل تزايد الضغوط على القطاع الصحي والطواقم الطبية، لا بد من تقديم الدعم الفوري، ليس فقط لإغاثة الجرحى، بل أيضًا لإنقاذ الأرواح التي تهددها نقص الإمدادات وتدمير المرافق الطبية.