مكالمة استراتيجية بين بوتين وشي.. التحالف بين روسيا والصين في مواجهة الضغوط الغربية

في خطوة تعكس متانة العلاقات بين موسكو وبكين، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ مكالمة هاتفية استغرقت أكثر من ساعة ونصف، تزامنًا مع استعداد موسكو، بعد الاتفاق مع واشنطن، لإنهاء الحرب الأوكرانية وإحلال السلام بين البلدين.
المكالمة جاءت في وقت حساس، وسط محاولات أمريكية للإيقاع بين روسيا والصين، حيث كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسعى إلى إضعاف الروابط بين موسكو وبكين عبر إبراز التباين في مصالحهما، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
محاولات أمريكية لم تفلح
منذ عودته إلى البيت الأبيض، يحاول ترامب التقرب من بوتين، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تقليص التحالف الروسي-الصيني، الذي يعتبره البعض تهديدًا للمصالح الأمريكية.
أخبار تهمك
إلا أن شي جين بينغ أكد أن بلاده وروسيا “صديقتان حقيقيتان مرّتا معًا في السراء والضراء”، ليدحض بذلك التكهنات الأمريكية، وفقًا للصحيفة.
وبحسب خبراء دوليين، فإن فكرة إقناع بوتين بالتحالف مع الولايات المتحدة ضد الصين هي “ساذجة”، حيث تعتمد موسكو وبكين على بعضهما اقتصاديًا واستراتيجيًا،
وهو ما أشار إليه سيرجي رادشينكو، أستاذ الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز.
تحالف استراتيجي يعزز النفوذ الروسي-الصيني
رغم بعض الاختلافات في وجهات النظر حول قضايا دولية معينة، فإن روسيا والصين نجحتا في بناء شراكة استراتيجية قائمة على التعاون الوثيق، إذ توفر بكين دعمًا اقتصاديًا لموسكو من خلال شراء النفط الروسي، وتصدير التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج، بحسب صحيفة “جلوبال تايمز” الصينية.
كما يتشارك البلدان في معارضة الهيمنة الغربية بقيادة واشنطن، ما يعزز توافقهما الجيوسياسي، وفقًا لـ”نيويورك تايمز”.
زيارة مرتقبة تعزز الشراكة
في مايو المقبل، من المتوقع أن يزور الرئيس الصيني موسكو لحضور احتفالات الذكرى السنوية لانتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وفقًا لوكالة “رويترز”.
الزيارة تأتي في توقيت حساس، حيث تسعى موسكو وبكين إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي، بينما يلمّح الكرملين إلى استعداد الصين للمساهمة في حل النزاع الأوكراني سلميًا.
رسالة واضحة: تحالف لا يتزعزع
في ظل الضغوط الغربية ومحاولات واشنطن التفريق بين موسكو وبكين، تؤكد الصين وروسيا أن تحالفهما قائم على المصالح المتبادلة ولن يتأثر بأي طرف ثالث. فهل نشهد في المرحلة المقبلة تحولًا جديدًا في موازين القوى العالمية؟
تعليقات 0