26 ديسمبر 2024 21:22
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

نتنياهو بين مطرقة القضاء الدولي وسندان الأزمات الداخلية.. هل تكتب المحاكم نهايته السياسية

في تطورات تُلقي بظلالها على المشهد السياسي الإسرائيلي، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطًا مزدوجة تُهدد مستقبله السياسي.

فبينما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه، تنتظره في 2 ديسمبر المقبل جلسة قضائية حول قضايا فساد قديمة، ما يضعه في موقف غير مسبوق من الأزمات المتداخلة داخليًا وخارجيًا.

مذكرة الجنائية الدولية: عزلة سياسية خانقة

صدور مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية جعل نتنياهو في وضع مشابه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أصبح غير قادر على السفر بحرية.

الكاتب والباحث السياسي الحنان ميلر أكد في تصريحات خاصة أن هذه المذكرة تضيف طبقة جديدة من العزلة الدولية حول نتنياهو، وهو ما قد يُضعف من ثقة شركائه السياسيين في الكنيست على المدى الطويل، رغم وجود إجماع داخلي لدعمه في مواجهة المحكمة الدولية.

محاكمة الفساد.. خطر على مسيرته السياسية

مع اقتراب موعد مثوله أمام القضاء، يجد نتنياهو نفسه عاجزًا عن تأجيل هذه المحاكمة التي قد تُشكل خطرًا مباشرًا على بقائه السياسي.

ميلر أشار إلى أن استمرار الضغوط الداخلية للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق حول إخفاقات 7 أكتوبر يزيد من تعقيد موقفه، خاصة مع افتقار المعارضة الإسرائيلية إلى قوة كافية لاستغلال هذه الأزمات بشكل فعّال لإضعافه.

الحرب في غزة ولبنان: هل تكون طوق النجاة

الأزمات القانونية والسياسية التي تحيط بنتنياهو تُلقي بظلالها على قراراته العسكرية. يرى ميلر أن استمرار الحرب في غزة ولبنان قد يُستخدم كوسيلة لصرف الأنظار عن أزماته الداخلية، إلا أن هناك ضرورة ماسة للتوصل إلى تهدئة مع حزب الله لفصل الساحة اللبنانية عن غزة، وهو ما قد يساهم في إنهاء الصراع مع حماس بشكل أسرع.

وأضاف أن تعيين وزير دفاع ضعيف مثل يسرائيل كاتس يُظهر محاولات نتنياهو للسيطرة على القرارات الأمنية، لكنه يظل عاجزًا عن إطالة أمد الحرب إلى ما لا نهاية.

سيناريوهات المستقبل: مصير نتنياهو على المحك

بين العزلة الدولية والمحاكمات الداخلية، يبدو نتنياهو أمام مفترق طرق قد ينهي مسيرته السياسية الطويلة.

ورغم رهاناته على تغييرات دولية مثل عودة ترامب للرئاسة الأميركية، فإن استمرار هذه الضغوط القانونية والسياسية يجعل مستقبله غامضًا.

فهل ينجح نتنياهو في تجاوز هذه العواصف أم أنها ستكتب نهاية حقبته السياسية بطريقة درامية غير متوقعة؟