تشهد الولايات المتحدة موجة حر قاسية من المتوقع أن تجتاح أنحاء واسعة من البلاد، بدءًا من الغرب الأوسط ووادي أوهايو وصولاً إلى وسط المحيط الأطلسي والشمال الشرقي. وتشير التوقعات إلى أن درجات الحرارة سترتفع بشكل ملحوظ خلال الأسابيع المقبلة، لتصل إلى 90 درجة فهرنهايت (32 مئوية) أو أكثر في العديد من المدن الكبرى، بما في ذلك شيكاجو وواشنطن العاصمة ومدينة نيويورك وهارتفورد وبوسطن.
و تُعد موجة الحر القاسية التي تواجهها الولايات المتحدة حاليًا بمثابة جرس إنذار للتحديات الهائلة التي يفرضها تغير المناخ. ونحتاج إلى العمل الجاد على خفض انبعاثات الكربون، واتخاذ خطوات حاسمة لحماية كوكبنا وصحة الأجيال القادمة.
تحذيرات من مخاطر صحية جسيمة:
أوضحت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS) أن هذه الموجة الحارة قد تستمر حتى 26 يونيو، ما يجعلها أول موجة حر في هذا الموسم بالنسبة لملايين الأشخاص، مما يزيد من المخاطر الصحية. وتُعد موجات الحر من أكثر الظواهر الجوية فتكًا في الولايات المتحدة، حيث تتسبب في وفاة المئات سنويًا.
وتزداد خطورة هذه الموجة الحارة بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة، مما يخلق شعورًا حارًا للغاية ويصعب على الجسم تنظيم درجة حرارته.
وتُنصح السلطات السكان باتخاذ خطوات وقائية للحد من مخاطر موجة الحر، مثل شرب الكثير من الماء، وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة، وارتداء ملابس خفيفة فضفاضة، والتحقق من كبار السن والمرضى.
تأثير هائل على مختلف القطاعات:
وتأتي موجة الحر هذه في الوقت الذي لا تزال فيه البلاد تعاني من آثار موجة الحر التي اجتاحت جنوب شرق الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة. وقد أدت موجة الحر السابقة إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي، وتلف المحاصيل، وزيادة حالات دخول المستشفيات.
وتُشير التوقعات إلى أن موجات الحر ستصبح أكثر شيوعًا وشدّة في المستقبل، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة والاقتصاد.
تغير المناخ يُفاقم الأزمة:
يحذر الخبراء من أن تغير المناخ الناجم عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يجعل موجات الحر أكثر حدة وطولاً في جميع أنحاء العالم. ففي مدينة فينيكس بولاية أريزونا، وصلت درجات الحرارة إلى 113 درجة فهرنهايت (45 مئوية) في وقت سابق من هذا الشهر، وهو أعلى رقم قياسي تسجله المدينة على الإطلاق.
دعوات عاجلة للحد من انبعاثات الكربون:
وتدعو المنظمات البيئية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتصدي لتغير المناخ، وتخفيف آثاره على المجتمعات.
