أنصار ترامب يتجاهلون استطلاعات الرأي.. هل يكسب الجمهوريون السباق الرئاسي رغم توقعات الخسارة
في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تزداد الشكوك حول دقة استطلاعات الرأي في تحديد هوية الفائز، خاصة عندما يكون المرشح الجمهوري هو الرئيس السابق دونالد ترامب. فقد أظهرت تجارب سابقة، في عامي 2016 و2020، عدم اتساق هذه الاستطلاعات مع النتائج النهائية، ما جعل أنصاره لا يعتمدون كليًا على نتائجها.
ففي عام 2016، كانت استطلاعات الرأي تشير بشكل واضح إلى تفوق مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، التي نالت دعمًا شعبيًا أكبر بفارق 2.8 مليون صوت، إلا أن ترامب فاجأ الجميع بفوزه بأصوات المجمع الانتخابي ليصبح رئيسًا للولايات المتحدة. وفي 2020، كانت الآمال معلقة على فوزه بفارق كبير أمام الرئيس الحالي جو بايدن، إلا أن السباق انتهى بفوز بايدن بعد معارك حاسمة في الولايات المتأرجحة.
دروس من الماضي: تراجع ثقة الجمهوريين في استطلاعات الرأي
يقول سكوت كيتر من معهد “بيو” أن ترامب ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة، يبدوان متقاربين في استطلاعات الرأي على الصعيد الوطني، وفي الولايات السبع الرئيسية التي قد تحسم النتيجة.
ويضيف كيتر أن أحد أسباب عدم ثقة أنصار ترامب في استطلاعات الرأي يعود إلى أن العديد من مؤيدي ترامب يرفضون المشاركة في تلك الاستطلاعات أو التحدث إلى منظميها، خاصة في الولايات المتأرجحة حيث يظهر تأثير ذلك بشكل أكبر.
هذا الأمر أكد عليه تشارلز فرانكلين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماركيت بولاية ويسكونسن، الذي أوضح أن ناخبي ترامب لا يثقون بوسائل الإعلام أو منظمي الاستطلاعات، مما يجعلهم يمتنعون عن المشاركة، ويضع تحديات كبيرة أمام مصداقية الاستطلاعات.
تناقضات متزايدة بين نتائج استطلاعات الرأي وتوجهات الناخبين
وفقًا لاستطلاع أجرته “وول ستريت جورنال”، يتقدم ترامب بنسبة 49% مقابل 46% لهاريس، بينما تُظهر استطلاعات أخرى تقدم هاريس بنسبة طفيفة، مما يعكس تقاربًا كبيرًا بينهما. ويرى المحللون أن نساء الضواحي، اللواتي كُنّ غالبًا محافظات، صوّتن بأغلبية للديمقراطيين في 2020، وهو تحول غير متوقع ألقى بظلاله على نتائج الاستطلاعات حينها، ومن الممكن أن يؤثر هذا الاتجاه مجددًا في الانتخابات القادمة.
قلق متزايد تجاه اتجاه البلاد ونتائج الاستطلاعات
ومع إجراء معهد “إبسوس” استطلاعًا في منتصف أكتوبر، تبيّن أن 63% من الأمريكيين يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ، لكن الانقسام ظل حاضرًا حول المرشح الذي يمكنه تصحيح المسار، ما يعكس حالة عدم اليقين التي تسيطر على المشهد السياسي الأمريكي.
ومع دخول السباق الرئاسي مراحله النهائية، يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كان ترامب سيعيد مرة أخرى كسر توقعات الاستطلاعات، أم أن الثقة المتزايدة في هاريس ستقودها إلى البيت الأبيض.
تعليقات 0