شهدت المواجهات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني فجر اليوم هجوماً صاروخياً مكثفاً من قبل الحزب على قاعدة “رامات ديفيد” الجوية الإسرائيلية.
والهجوم الذي يُعد الأبعد مدى منذ بداية المواجهات في 8 أكتوبر، استهدف القاعدة الاستراتيجية جنوب شرقي حيفا بعشرات الصواريخ، ما أدى إلى تصاعد حالة التوتر في المنطقة إلى مستويات خطيرة.
هجوم صاروخي على “رامات ديفيد”
أعلن “حزب الله” اللبناني، في بيان صدر فجر اليوم، مسؤوليته عن الهجوم، مؤكدًا إطلاقه عشرات الصواريخ من طراز “فادي 1″ و”فادي 2” على القاعدة الجوية “رامات ديفيد”.
وتُعتبر هذه القاعدة من بين أهم المواقع العسكرية الإسرائيلية، حيث تُستخدم كمطار عسكري رئيسي لسلاح الجو الإسرائيلي، وتقع في سهل مرج ابن عامر جنوب شرقي حيفا.
وقد أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان عبر منصة “إكس”، أن “حزب الله” أطلق أكثر من 100 قذيفة صاروخية نحو حيفا، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح متفاوتة جراء الشظايا، وفق ما أفاد به جهاز الإسعاف الإسرائيلي.
وعلى إثر هذا الهجوم، أعلنت سلطات الاحتلال عن إغلاق المدارس في شمال البلاد وحظر التجمعات العامة، في محاولة لحماية المدنيين من القصف الصاروخي المستمر.
الرد الإسرائيلي: قصف عنيف على جنوب لبنان
لم يتأخر الرد الإسرائيلي، حيث شنت الطائرات الحربية غارات واسعة النطاق على جنوب لبنان، مستهدفة ما وصفته “بآلاف” المنصات الصاروخية التابعة لحزب الله.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه قصف ما يزيد على 400 منصة صاروخية في الضربات التي نفذت يوم السبت، في ضربة وُصفت بأنها الأوسع نطاقًا على مواقع حزب الله منذ بداية النزاع.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الوطنية أن الغارات الإسرائيلية استهدفت بلدات حدودية في الجنوب اللبناني ومناطق مفتوحة في البقاع الغربي، ما أدى إلى وقوع دمار كبير في المناطق المستهدفة. و
تزامن ذلك مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن استعداده لمواجهة محتملة مع حزب الله في غضون الساعات القادمة، مشيرًا إلى أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار التصعيد.
تصاعد التوتر بعد اغتيال قادة “حزب الله”
تأتي هذه الهجمات في أعقاب استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لعدد من قادة حزب الله، بينهم القيادي إبراهيم عقيل، مسؤول العمليات في الجماعة، وأحمد محمود وهبي، قائد العمليات العسكرية لقوة “الرضوان”، الذراع العسكرية لحزب الله.
ووفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي، تم اغتيال هؤلاء القادة في عملية نُفذت عصر الجمعة استهدفت مبنى سكنياً في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأكد “حزب الله” رسمياً اغتيال قياداته في الضربة الإسرائيلية.
وفي الوقت الذي ارتفعت فيه حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت إلى 45 قتيلاً، أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن اتخاذ تدابير وقائية في مناطق حيفا وشمال البلاد، حيث أصدرت تعليمات للسكان بالبقاء قرب الملاجئ وتقليل التجمعات في الأماكن العامة والمغلقة.
استعداد إسرائيلي لتوسيع العمليات العسكرية
ومع استمرار التصعيد المتبادل بين الجانبين، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقد اجتماعًا طارئًا مع وزراء وقادة الجيش في مقر وزارة الجيش في تل أبيب، لبحث خيارات الرد على الهجمات الصاروخية لحزب الله.
وذكرت صحيفة “ذا تليجراف” البريطانية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد جنوب لبنان، مشيرة إلى تعهد نتنياهو بإعادة 60 ألف نازح إلى المستوطنات الشمالية بعد انتهاء العمليات العسكرية.
وأكد اللواء أوري جوردين، قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، أن قواته “عازمة على تغيير الواقع الأمني في أقرب وقت ممكن”، مشيراً إلى أن الهجوم الإسرائيلي الكبير على جنوب لبنان أصبح مسألة وقت.
وتدرس القيادة العسكرية الإسرائيلية عدة خيارات للتعامل مع التصعيد، تشمل الغارات الجوية الموسعة، أو شن هجوم بري واسع النطاق مشابه للعملية التي نُفذت في غزة، أو إنشاء “منطقة عازلة” تمتد من 10 إلى 20 كيلومترًا داخل الأراضي اللبنانية.
مخاوف من تصعيد أكبر
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، تتزايد المخاوف من تصاعد أكبر في المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، حيث تشير التقديرات إلى أن الساعات القادمة قد تشهد تصعيدًا أكثر حدة، مما قد يؤدي إلى توسيع رقعة الحرب في المنطقة. وفي حين يستمر الطرفان في التبادل المتواصل للضربات، يبقى السؤال حول مدى قدرة الجهود الدبلوماسية على احتواء هذا التصعيد الخطير قبل أن يتجاوز حدود السيطرة.
