كشفت صحيفة “إيكونوميست” البريطانية زيف الادعاءات الإسرائيلية بشأن الحرب على غزة، مؤكدة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي عاجز عن تحقيق هدفه المعلن بالقضاء على حركة حماس، رغم العدوان المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.
عمليات عسكرية متعثرة
في تقرير بعنوان “الجيش الإسرائيلي عالق في حلقة الموت بغزة”، أوضحت المجلة أن العمليات العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال في رفح الفلسطينية وشمال غزة، تكشف الكثير عن تعثر الجهد الحربي الإسرائيلي في القطاع. وأشارت إلى أن حماس، كغيرها من الحركات الفدائية، تسعى لتفادي المواجهة المباشرة مع عدو أفضل تسليحًا، مما يجعل المواجهة المباشرة في رفح غير محتملة.
استراتيجية حماس
ذكرت المجلة أن حماس قامت بنقل جزء من قواتها إلى أماكن أخرى في غزة، لكنها تركت كتيبة في رفح لمضايقة جيش الاحتلال. أما في حي الزيتون شمالي غزة، فهي المرة الثالثة التي يحارب فيها جيش الاحتلال مقاتلي حماس في هذا الحي منذ بداية الحرب العام الماضي، مما يعكس استمرارية الصراع وعدم وجود حل حاسم.
غياب الخطة الإسرائيلية
أشار تقرير “إيكونوميست” إلى أن حماس تسعى لإعادة السيطرة على مناطق أخرى في غزة، في ظل عدم امتلاك إسرائيل خطة لمنع ذلك، بعد ثمانية أشهر من الحرب. وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض الحديث عن ترتيبات الوضع في غزة بعد الحرب، مما أثار نفور الرئيس الأمريكي جو بايدن والقادة العسكريين الإسرائيليين.
أساليب حرب العصابات
وأضاف التقرير أن حماس تلجأ إلى أساليب حرب العصابات في مواجهة جيش أفضل تسليحًا، وأن القضاء على كتائب حماس في رفح يمثل أولوية لمسؤولين إسرائيليين. إلا أن الخبراء يرون أن مواجهة المقاومة المسلحة تتطلب تطهير المنطقة من المسلحين، ثم السيطرة عليها وإقامة بديل لضمان الاستقرار، وهو ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه، مما يترك فراغًا تسعى حماس لملئه.
الخلاف مع واشنطن
أشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة تفضل إدارة السلطة الفلسطينية للقطاع بعد الحرب، وهو ما يتعارض مع غياب الخطة الإسرائيلية. وأوضحت أن نتنياهو يرفض الحديث عن خطة لغزة بعد الحرب لتجنب إغضاب حلفائه من اليمين المتطرف الذين يرغبون في إعادة المستوطنات الإسرائيلية إلى القطاع.
تحذيرات المسؤولين
اختتم التقرير بالإشارة إلى تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت من أن إسرائيل ربما تتجه نحو إدارة عسكرية طويلة لغزة، وتحذير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من مواجهة إسرائيل لتمرد مستمر في القطاع. وأكدت المجلة أن غياب الخطة لتأمين غزة وحكمها يعني أن إسرائيل تقاتل في حرب بلا نهاية.
