اغتيال إبراهيم عقيل.. يسلط الضوء على واحدة من أكثر الوحدات غموضًا وقوة في المنطقة..تفاصيل
كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي، نقلًا عن مصادر إسرائيلية وأمريكية تفاصيل مثيرة حول عملية اغتيال إبراهيم عقيل، وأشار إلى أن الغارة التي نُفذت أمس الجمعة، أسفرت عن مقتل عدد من “القيادات العليا لقوة الرضوان بحزب الله”.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن “عقيل وقيادات قوة الرضوان كانوا في نفق تحت الأرض عند استهدافهم.
فاغتيال إبراهيم عقيل، سلط الضوء على واحدة من أكثر الوحدات غموضًا وقوة في المنطقة، وأثار تساؤلات حول طبيعة هذه القوة وتأثيرها على الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله.
وفي تفاصيل العملية، ذكرت مصادر إعلامية أن مقاتلة إسرائيلية من طراز “إف 35” نفذت الغارة على الضاحية الجنوبية في بيروت.
كما أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد رصدت مكافأة قدرها 7 ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات تفضي إلى الكشف عن هوية عقيل أو مكان تواجده أو إلى اعتقاله أو إدانته.
وفقًا لشبكة ويكيبيديا فإن “قوة الرضوان”، المعروفة أيضًا باسم “قوات الحاج رضوان”، هي وحدة النخبة في حزب الله اللبناني، تأسست هذه القوة بعد حرب لبنان عام 2006، وسميت تيمنًا بالاسم الحركي لمؤسسها عماد مغنية، الذي كان يلقب بـ”رضوان” واغتيل عام 2008.
وفقًا لمصادر استخباراتية إسرائيلية، تضم قوة الرضوان حوالي 2500 مقاتل مدرب تدريبًا عاليًا، وتعتبر هذه القوة بمثابة رأس الحربة في العمليات البرية والهجومية لحزب الله، حيث تتميز بقدرتها على التسلل والاقتحام، بما في ذلك عمليات التوغل عبر الحدود.
تتمثل المهمة الرئيسية لقوة الرضوان في التسلل إلى إسرائيل، وخاصة المستوطنات في شمال البلاد، وبحسب صحيفة واشنطن بوست، تخشى الأوساط الإسرائيلية من إمكانية اجتياح هذه القوة لمنطقة الجليل في حال نشوب حرب شاملة.
تمتلك قوة الرضوان ترسانة متطورة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، وقد شاركت هذه القوة في تدريبات عسكرية علنية في مايو 2023، حاكت خلالها عمليات التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية.
تتميز قوة الرضوان بخبرة قتالية واسعة، اكتسبها معظم مقاتليها من خلال مشاركتهم في الحرب السورية، إذ وفقًا لمصدر مقرب من المجموعة، تحدث لصحيفة واشنطن بوست شريطة عدم الكشف عن هويته، نظرًا لحساسية الموضوع، فإن غالبية أفراد قوة الرضوان شاركوا في القتال في سوريا.
وأضاف المصدر أن هؤلاء المقاتلين خاضوا معارك في ظروف بالغة الصعوبة، شملت مناطق صحراوية وجبلية، وحتى في ظروف الثلوج القاسية. هذه التجارب القتالية المتنوعة أدت إلى رفع مستوى تدريبهم وصقل خبراتهم بشكل ملحوظ.
أثبتت قوة الرضوان قدراتها القتالية في عدة مواقع إستراتيجية في سوريا، خاصة في مواجهة تنظيم داعش، إذ شاركت في معارك حاسمة في مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية، وكان لها دور بارز في استعادة مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا، حيث قدمت دعمًا حيويًا لقوات النظام السوري.
اغتيال إبراهيم عقيل.. يسلط الضوء على واحدة من أكثر الوحدات غموضًا وقوة في المنطقة..تفاصيل
كما شاركت في العمليات العسكرية في منطقة البوكمال الشرقية على الحدود مع العراق؛ مما عزز من سمعتها كقوة قتالية فعّالة.
هذه الخبرة القتالية المكثفة في مختلف الظروف والتضاريس جعلت من قوة الرضوان وحدة عسكرية متمرسة وقادرة على التكيف مع مختلف التحديات الميدانية.
تتميز قوة الرضوان بهيكل تنظيمي فريد يمنحها مرونة تكتيكية كبيرة.
فوفقًا لتحليلات الخبير الإسرائيلي، تال ببري، تنقسم القوة إلى وحدات صغيرة تسمى “شُعب”، كل منها تضم 7-10 مقاتلين.
هذه الوحدات تتمركز في جنوب لبنان، مما يوفر لها نقاط دعم لوجيستي إستراتيجية.
ومن المثير للاهتمام أن هذا التنظيم يمنح قادة الوحدات استقلالية تكتيكية كبيرة، حيث يمكنهم العمل دون الاعتماد على دعم لوجيستي خارجي قد يكون عرضة للخطر، ما يجعل من الصعب على القوات الإسرائيلية تعطيل عملياتهم أو قطع خطوط إمدادهم.
لا تقتصر قدرات قوة الرضوان على المهارات القتالية التقليدية فقط، فحسب ما أشارت شبكة ويكيبيديا، تضم القوة أيضًا مهندسين عسكريين مدربين في مجالات الحرب السيبرانية وجمع المعلومات.
هذا المزيج من المهارات التقليدية والحديثة يجعل من قوة الرضوان تهديدًا متعدد الأبعاد للقوات الإسرائيلية.
ومما يلفت الانتباه أيضًا، وفقًا لما أشارت الباحثة الإسرائيلية إيناف حلبي في صحيفة يديعوت أحرنوت، وجود ثلاث منشآت للرعاية النفسية في جنوب لبنان مخصصة لدعم أفراد قوة الرضوان.
منذ بدء التصعيد الأخير بين إسرائيل وحزب الله، لعبت قوة الرضوان دورًا محوريًا في العمليات العسكرية، إذ شاركت في هجمات متعددة ضد إسرائيل، مستخدمة مجموعة متنوعة من الأسلحة بما في ذلك راجمات الصواريخ والصواريخ المضادة للدروع والطائرات المُسيرة.
وقد أكد مصدر مقرب من حزب الله أن عناصر قوة الرضوان يتواجدون في الخطوط الأمامية للمواجهة مع إسرائيل، مما يؤكد على أهميتهم الإستراتيجية في إستراتيجية حزب الله العسكرية.
رغم قوتها وتدريبها المتقدم، تعرضت قوة الرضوان لخسائر كبيرة في الأشهر الأخيرة، فإلى جانب مقتل قائدها إبراهيم عقيل، خسرت القوة عددًا من قادتها الميدانيين البارزين، بمن فيهم على جعفر معتوق ووسام الطويل.
كما أشارت تقارير إسرائيلية إلى مقتل عدد كبير من عناصر القوة في سلسلة من التفجيرات استهدفت أجهزة الاتصال اللاسلكي في لبنان.
هذه الخسائر تشكل تحديًا كبيرًا لقدرة القوة على الحفاظ على فعاليتها القتالية في المدى القريب.
تعليقات 0