الاتحاد الأوروبي يبدأ مفاوضات انضمام أوكرانيا ومولدوفا رسميا.. حرب روسيا تلقي بظلالها ومعارضة من المجر
الاتحاد الأوروبي يفتح الباب أمام انضمام أوكرانيا ومولدوفا: رحلة طويلة نحو عضوية التكتل
بروكسل، 26 يونيو 2024:
في خطوة تاريخية، بدأ الاتحاد الأوروبي رسميًا، أمس الثلاثاء، محادثات انضمام كل من أوكرانيا ومولدوفا إلى التكتل، إيذانًا ببدء رحلة طويلة من شأنها أن تُغيّر خريطة أوروبا الجيوسياسية.
“لحظة تاريخية”
ووصف نائب رئيس الوزراء الأوكراني لشؤون التكامل الأوروبي، هذه اللحظة بأنها “تاريخية”، معبّرًا عن سعادته الغامرة ببدء مسار الانضمام الرسمي.
وصرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة بالفيديو: “لقد أصبح الحلم حقيقة”، مُشيرًا إلى طموحات بلاده العريقة في الانضمام إلى العائلة الأوروبية.
تحديات جمة في طريق الانضمام
وتأتي محادثات الانضمام في وقتٍ تواجه فيه أوكرانيا تحدياتٍ هائلة بسبب الحرب الدائرة مع روسيا.
كما واجهت مولدوفا بدورها العديد من الأزمات خلال الفترة الماضية، أثارت مخاوف من احتمالية امتداد تداعيات الحرب إليها، بدءًا من احتمال سقوط صواريخ خاطئة على أراضيها، وصولًا إلى أزمة طاقة خانقة بعد قطع موسكو لإمدادات الغاز.
رسالة أمل في خضم الأزمات
يُمثّل بدء محادثات الانضمام بريق أملٍ كبيرٍ لكل من أوكرانيا ومولدوفا، ويُؤكّد على التزام الاتحاد الأوروبي بدعمهما في مساعيهما نحو السلام والاستقرار والازدهار.
شروط الانضمام: رحلة طويلة لكنها مُمكنة
يتطلب انضمام أي دولة جديدة إلى الاتحاد الأوروبي استيفاء شروطٍ صارمة، حيث يجب عليها أن تجعل قوانينها ومعاييرها متوافقة مع نظيراتها الأوروبية في 35 مجالًا سياسيًا، تشمل حرية حركة البضائع والضرائب والطاقة والبيئة، وصولًا إلى الحقوق القضائية والأمن.
وتُعدّ الموافقة بالإجماع من قبل جميع الدول الأعضاء الـ 27 شرطًا أساسيًا للانضمام، مما يمنحها سلطة المطالبة بمزيد من العمل أو تأخير الإجراءات.
المجر: عقبة محتملة في طريق أوكرانيا
تُثير المجر، حليف روسيا في الاتحاد الأوروبي، قلقًا خاصًا بالنسبة لأوكرانيا، حيث سبق لها وأن استخدمت حق النقض (الفيتو) لمنع أوكرانيا من الانضمام إلى التكتل.
وبينما تُجري محادثات الانضمام حاليًا، لا تزال المجر تمتلك القدرة على تعطيل العملية، خاصةً مع توليها الرئاسة الدورية للمجلس في يوليو المقبل.
مخاوف من التوسع: الحفاظ على استقرار الاتحاد الأوروبي
يُدرك الاتحاد الأوروبي تمامًا الحاجة إلى التأكد من أن أي توسع يحافظ على استقراره الديمقراطي و تماسكه الداخلي.
فانضمام الدول الجديدة لا يعني فقط تبني القوانين الأوروبية، بل يتضمن أيضًا تغييرات جذرية في مؤسساتها، وهياكل السوق، وعلاقاتها الخارجية، مما قد يُسبب تحولات اقتصادية وسياسية هائلة.
التحديات الجيوسياسية: الأمن فوق كل اعتبار
تُشير صحيفة “بولوارك” الأمريكية إلى أنّ الوضع الجيوسياسي في أوروبا يُشكل تحديًا كبيرًا لآمال انضمام أوكرانيا ومولدوفا.
ففي ظل الحرب الدائرة في المنطقة، يتعين على الاتحاد الأوروبي “التخلي عن تركيزه التقليدي على الإصلاح التكنوقراطي وإعادة تقييم المنطقة مع التركيز على الأمن”، إذا كان يرغب حقًا في صدّ العدوان الروسي وضمان سلام واستقرار القارة الأوروبية.
تعليقات 0