الاحتلال يوسع دور كتيبة المتطرفين في العدوان على غزة وسط اتهامات بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان

13 يوليو 2024
كتيبة إسرائيل المتشددة وسمعتها السيئة
كتيبة إسرائيل المتشددة وسمعتها السيئة

كشف تحقيق أجرته شبكة “سي. إن. إن” الإخبارية الأمريكية أن القادة السابقين لكتيبة “نتساح يهودا”، الوحدة العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي المتهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، تم ترقيتهم إلى مناصب عليا في الجيش، وينشطون حاليًا في تدريب القوات البرية الإسرائيلية وإدارة العدوان على غزة.

شهادة جندي من نفس الكتيبة تؤكد فظائعها:

وأشار التحقيق إلى شهادة نادرة لجندي سابق في هذه الوحدة المتطرفة، الذي وصف القيادة بأنها “تشجع ثقافة العنف”، وهي قضية حددتها تحقيقات وزارة الخارجية الأمريكية. وفي أبريل، أعلنت الخارجية الأمريكية أن خمس وحدات عسكرية في جيش الاحتلال ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، قبل اندلاع الحرب على غزة.

ورغم ادعاء إصلاح أربع من هذه الوحدات، لا تزال الولايات المتحدة تفكر في حجب المساعدة العسكرية عن الوحدة المتبقية، “نتساح يهودا”، التي أنشئت في الأصل لاستيعاب اليهود المتطرفين في جيش الاحتلال. وقد أثار هذا الخبر ردود فعل غاضبة من كبار مسؤولي الاحتلال، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وفي رسالة حصلت عليها “سي. إن. إن”، أوضح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل على تحديد طريق للعلاج الفعال لكتيبة “نتساح يهودا”. وقد أكد مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون للشبكة أن بلينكن كان يشير إلى “نتساح يهودا”، المتهمة بارتكاب سلسلة من الانتهاكات على مدى السنوات العشر الماضية، بما في ذلك مقتل فلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية يبلغ من العمر 78 عامًا في عام 2022.

الاحتلال يوسع دور كتيبة المتطرفين في العدوان على غزة وسط اتهامات بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان
كتيبة بتساح يهودا الصهيونية المتطرفة داخل جيش الاحتلال

ترقية قيادات الكتيبة سيئة السمعة لمراتب عليا:

وباستخدام تكنولوجيا التعرف على الوجه، وجدت “سي. إن. إن” أن ثلاثة قادة سابقين لهذه الكتيبة، الذين كانوا مسؤولين عن الوحدة في وقت الانتهاكات، تمت ترقيتهم إلى مناصب عليا في جيش الاحتلال. وتحدثت الشبكة مع جندي سابق في الكتيبة، الذي فصّل حالات المعاملة القاسية والعنيفة للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

الكتيبة المجرمة تنشر ثقافة العقاب الجماعي للفلسطينيين:

وأشار الجندي السابق إلى أن قادة الوحدة دعموا بنشاط العنف لدى الجنود، محذرًا من أن ترقيتهم إلى مناصب عليا تخاطر بجلب نفس الثقافة إلى أجزاء أخرى من الجيش. وأضاف أن الوحدة معروفة بتنفيذ “العقاب الجماعي للفلسطينيين”، مستشهدًا بمهاجمة قرية فلسطينية بالقنابل الصوتية والغازية انتقامًا من الأطفال الذين رشقوا جنود الاحتلال بالحجارة.

وفي سياق تحقيقها، كشفت “سي. إن. إن” أن ماتي شيفاح، الذي كان يقود “نتساح يهودا” وقت مقتل الفلسطيني الأمريكي عمر الأسد، تمت ترقيته إلى منصب نائب قائد “لواء كفير”، الذي يشرف على “نتساح يهودا”، والآن يدرب جنود الاحتلال على القتال في غزة. كما تمت ترقية نيتاي أوكاشي وأوري ليفي، اللذين كانا مسؤولين عن الوحدة في وقت الانتهاكات، إلى مناصب عليا، حيث يشارك أوكاشي في الحرب على غزة، وليفي في المحادثات مع الأمريكيين لرفع العقوبات عن الكتيبة المتطرفة.

وأظهر التحقيق أن “نتساح يهودا” تحت قيادة شلومو شيران، شاركت في العدوان على مدرسة في بيت حانون شمالي غزة، حيث كان آلاف النازحين الفلسطينيين يحتمون. وأفاد شهود عيان بأن الجنود حاصروا المدرسة، وأطلقوا النار بشكل مفرط، وأجبروا الرجال على التعري قبل اعتقالهم.

وأكد الجندي السابق أن السماح للكتيبة بالقتال في غزة بعد انسحابها من الضفة الغربية المحتلة إثر حوادث عنف يعد “أمرًا مثيرًا للسخرية والقلق”.