الاضرابات تشعل سماء فرنسا.. أزمة المراقبين الجويين تلغي آلاف الرحلات.. وتعديل الرواتب أبرز الحلول

25 مايو 2024
الاضرابات تشعل سماء فرنسا.. أزمة المراقبين الجويين تلغي آلاف الرحلات.. وتعديل الرواتب أبرز الحلول

يشهد قطاع الطيران في فرنسا اضطرابات واسعة النطاق نتيجة الخلافات المستمرة بين إدارة الطيران المدني والنقابات العمالية لمراقبي الحركة الجوية.

وأدت هذه النزاعات إلى موجة من الإضرابات المتكررة، مما أسفر عن إلغاء آلاف الرحلات الجوية وتسبب في فوضى عارمة للمسافرين وشركات الطيران في جميع أنحاء أوروبا.

شلل حركة السفر:

وتُشير التقديرات إلى أن رحلات جوية بنسبة 70% قد تم إلغاءها في مطار باريس أورلي، ثاني أكبر مطار في فرنسا، خلال يومي السبت والأحد الماضيين فقط، وذلك بسبب إضراب دعت إليه نقابة “مهندسي مراقبة الملاحة الجوية”.

وتأتي هذه الخطوة التصعيدية بعد فشل التوصل إلى اتفاق بين النقابة وإدارة الطيران المدني حول مسألة “نقص الموظفين” في المطار.

جذور الخلاف:

تعود جذور الأزمة إلى الاتفاق الذي تم توقيعه مؤخرًا بين إدارة الطيران المدني ونقابة “اتحاد الأغلبية لمراقبي الحركة الجوية”، والذي تضمن إصلاحات في نظام المراقبة الجوية في البلاد، بما في ذلك تعديلات على رواتب المراقبين.

ورفضت نقابتان أخريتان هما “مهندسي مراقبة الملاحة الجوية” و”اتحاد الطيران المدني” هذا الاتفاق، مُعتبرتين أنه لا يُعالج بشكل كافٍ “نقص العمالة” في مطار أورلي، ويُضعف الشبكة الإقليمية للمراقبة الجوية.

تأثير واسع النطاق:

لا تقتصر تداعيات هذه الإضرابات على المسافرين في فرنسا فحسب، بل تمتد لتشمل شركات الطيران والرحلات الجوية العابرة في جميع أنحاء أوروبا. تُلغي العديد من شركات الطيران رحلاتها المُتجهة إلى فرنسا أو تلك التي تمر عبر أجوائها، مما يُسبب اضطرابات كبيرة في جداول السفر وخطط المسافرين.

خسائر فادحة:

يُحذر خبراء الطيران من أن استمرار هذه الإضرابات قد يُؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة لشركات الطيران والقطاع السياحي في فرنسا، بالإضافة إلى إزعاج المسافرين وتكبدهم تكاليف إضافية بسبب تأخير أو إلغاء رحلاتهم.

دعوات للحوار:

يُناشد باتريس فيرجريت، وزير النقل الفرنسي، نقابات المراقبين الجويين المضربين إلى “التحلي بالمسؤولية” والعودة إلى طاولة الحوار.

وأشار الوزير إلى أن “الحوار الاجتماعي” قد أسفر عن “اتفاق متوازن” مع غالبية النقابات، مُؤكداً على ضرورة إيجاد حل وسط يُرضي جميع الأطراف لضمان استقرار حركة الطيران في البلاد.

تطورات مقلقة:

مع استمرار الإضرابات وتصاعد حدة التوتر، تبقى الأجواء مُغشاة بغيوم من القلق بشأن مستقبل قطاع الطيران في فرنسا، ومدى قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى حلول تُنهي هذه الأزمة وتُعيد الأجواء إلى طبيعتها.