التناقض في معاملة اللاجئين يفضح ألمانيا.. برلين تحسن استقبال الأوكرانيين.. والطرد والمهانة مصير السوريين

18 مايو 2024
التناقض في معاملة اللاجئين يفضح ألمانيا.. برلين تحسن استقبال الأوكرانيين.. والطرد والمهانة مصير السوريين

مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا عامها الثالث، ظهرت تناقضات ملحوظة في معاملة اللاجئين الذين يسعون لدخول الأراضي الألمانية هربًا من الصراع المميت في بلادهم.

أرقام اللاجئين:
وفقًا لأحدث البيانات، نزح نحو 3.7 مليون أوكراني داخليًا، بينما تم تسجيل حوالي 6.5 مليون لاجئ أوكراني على مستوى العالم. استقبلت ألمانيا أكبر عدد من هؤلاء اللاجئين، حيث بلغ عددهم نحو 1.13 مليون شخص، بحسب مجلة “ذا كونفرسيشن” الأمريكية.

في عام 2022، اتخذت ألمانيا تدابير سريعة لجلب اللاجئين الأوكرانيين بعد وقت قصير من بدء الهجوم الروسي. تم منح النازحين الأوكرانيين حقوق العمل الفورية والمزايا الاجتماعية، بما في ذلك الرعاية الطبية. وبخلاف طالبي اللجوء الآخرين، سُمح للأوكرانيين أيضًا بالسفر ذهابًا وإيابًا إلى بلدهم دون فقدان استحقاقاتهم، مما منحهم امتيازات لم تكن متاحة للآخرين.

تناقضات المعاملة:
انتقدت مجلة “ذا كونفرسيشن” هذا التناقض الحاد في معاملة السلطات الألمانية للاجئين على أساس جنسيتهم. في عام 2015، تم إعادة العديد من اللاجئين السوريين الذين سافروا سيرًا على الأقدام عبر البلقان والمجر والنمسا إلى الحدود الألمانية بعد أن قررت برلين إعادة فرض الضوابط على الحدود. وبهذا، أظهرت المعاملة غير المتساوية كيف تم تصنيف اللاجئين الأوكرانيين كفئة تستحق الوصول إلى أوروبا دون غيرهم.

القانون العرفي وتأثيره على اللاجئين:
في أوكرانيا، يحظر القانون العرفي على معظم الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا مغادرة البلاد، مما يعني أن غالبية اللاجئين الدوليين هم من النساء والأطفال. أظهرت الدراسات أن الجنس يلعب دورًا هامًا في تجارب النازحين ويمكن أن يؤثر على قرارات السياسة التي تؤثر عليهم بشكل مباشر، وعلى كيفية تمثيلهم وفهمهم وإدماجهم في البلدان المضيفة.

دعاية لدعم اللاجئات:
بتحليل 79 مقالة عن اللاجئات الأوكرانيات من وكالتي “دير شبيجل” و”دي تسايت”، والتي تم نشرها خلال السنة الأولى من الصراع الأوكراني الأخير، وُجد أن الخطاب السائد يصور المرأة الأوكرانية في ألمانيا على أنها تحافظ على سلامة الأطفال، وأنها قادرة على المساهمة في اقتصاد البلد المضيف. كما تركز التقارير على تطلعات المرأة الأوكرانية وخططها المستقبلية وأحلامها، إضافة إلى التنازلات العملية التي تقوم بها لتحقيق هذه التطلعات.

اللاجئة المثالية:
خلص التحليل إلى أن اللاجئة الأوكرانية يتم تصويرها كالشخصية المثالية، مشابهة لـ”ماري بوبينز” من فيلم ديزني الشهير، فهي تصل بشكل غير متوقع، تحمل القليل من الأمتعة، تتحدث بشكل جيد، حسنة الأخلاق، وقادرة على التأقلم مع حياة مضيفيها. هذا التصوير يؤدي إلى توقعات غير واقعية، حيث أن التركيز على إمكاناتهم في توفير فوائد اقتصادية أو ثقافية يمكن أن يحجب التحديات التي يواجهونها كبشر يبحثون عن مأوى من الصراع.

آثار التصوير الإعلامي:
رأت “ذا كونفرسيشن” أن مثل هذه الصور تضر في نهاية المطاف بجميع النازحين. من خلال رفع مستوى مجموعة واحدة، تلقي بظلالها على أولئك الذين لا تنطبق عليهم الشروط، وترفع التوقعات بشأن المساهمات التي يمكن للاجئين تقديمها. وبالتالي، أولئك الذين لا يستطيعون الاندماج في هذه الفئة “المثالية عمليًا” لأسباب متنوعة – سواء كانت اقتصادية أو مهنية أو ثقافية – قد يجدون أنفسهم مستبعدين أو مذمومين.