13 أبريل 2025 04:19
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الجارديان تكشف التناقضات الإسرائيلية: من مقتل المسعفين إلى شيرين أبو عاقلة

استمرارًا لمجازر الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن نمط مقلق يتمثل في تغيّر روايات الجيش الإسرائيلي بشأن استشهاد المدنيين، خاصة في حادثة مقتل 15 مسعفًا وعامل دفاع مدني فلسطيني في غزة، وهي حادثة تمثل جزءًا من سلوك متكرر في القضايا التي تشمل قتل المدنيين الفلسطينيين.

وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي ينفي في البداية تورطه في العديد من الحوادث، وفي بعض الأحيان، في سياق غزة، يشير إلى أن أحد صواريخ حركة حماس لم يصب هدفه، مما تسبب في وقوع الإصابات. وفي حالات أخرى، يزعم أن الضحايا كانوا مقاتلين أو أن مقتلهم كان نتيجة “أضرار جانبية” في سياق استهداف مقاتلين.

الجارديان تكشف التناقضات الإسرائيلية: من مقتل المسعفين إلى شيرين أبو عاقلة - 5 - سيناء الإخبارية

وتعتبر الصحيفة أن حادثة مقتل المسعفين في غزة ليست سوى أحدث مثال على كيفية تغيير إسرائيل لرواياتها بشأن الحوادث الكبرى. ففي حادثة مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها لاحتجاج في الضفة الغربية عام 2022، تم تغيير الرواية الإسرائيلية عدة مرات. ففي البداية، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، نفتالي بينيت، إلى أن أبو عاقلة “على الأرجح” قُتلت بنيران فلسطينية، ثم أصدر بيانًا بعد يومين وصف فيه الاتهامات “المتسرعة” التي تتهم أحد جنوده بالوقوف وراء عملية القتل بأنها “مضللة وغير مسئولة”. ومع ضغط شهادات الشهود، اعترف الجيش الإسرائيلي في النهاية بأن الجندي الإسرائيلي هو من أطلق النار عليها، وأن إصابتها كانت عن طريق الخطأ.

أخبار تهمك

شم النسيم … من احتفالات الفراعنة إلى فرحة المصريين اليوم - 1 - سيناء الإخبارية

شم النسيم … من احتفالات الفراعنة إلى فرحة المصريين اليوم

دار الكتب والوثائق القومية تحتفل بمرور 155 عامًا على إنشائها: رحلة من الإبداع والحفاظ على التراث - 3 - سيناء الإخبارية

دار الكتب والوثائق القومية تحتفل بمرور 155 عامًا على إنشائها: رحلة من الإبداع والحفاظ على التراث

وتستعرض الصحيفة، أن إسرائيل عند مواجهة أدلة تدحض رواياتها، تميل إلى تعديل تفسيراتها لتصوير الحادث على أنه “خطأ” أو مسؤولية فردية، نادرًا ما تكون نتيجة مشاكل نظامية أو أوامر عسكرية.

وفي قضية المسعفين الذين قُتلوا في 23 مارس، كان التفسير الأولي من الجيش الإسرائيلي عند اكتشاف الجثث في مقبرة جماعية هو أن سيارات الإسعاف كانت “تتقدم بشكل مريب نحو قوات الاحتلال دون مصابيح أمامية أو إشارات طوارئ”.

الجارديان تكشف التناقضات الإسرائيلية

الجارديان تكشف التناقضات الإسرائيلية: من مقتل المسعفين إلى شيرين أبو عاقلة - 7 - سيناء الإخبارية

لكن مع ظهور شهادات من شهود عيان وفيديو من هاتف أحد المسعفين القتلى، اتضح أن هذه الرواية كانت غير صحيحة، حيث كانت سيارات الإسعاف تسير بأضواء مضاءة، وكان المسعفون يرتدون سترات عاكسة.

ومع استمرار التحقيقات، بدأ الجيش الإسرائيلي في إطلاق مزاعم دون تقديم أدلة بأن بعض الشهداء كانوا على صلة بحركة حماس، حتى وإن كانوا عزلًا.

وفي وقت لاحق، استقر التفسير الإسرائيلي على أنه كان يُعتقد أن الجنود شعروا بأنهم كانوا تحت تهديد، وأن حماس استخدمت سيارات الإسعاف لنقل رجال وأسلحة.

الجارديان تكشف التناقضات الإسرائيلية: من مقتل المسعفين إلى شيرين أبو عاقلة - 9 - سيناء الإخبارية

غالبًا ما تدعم الرواية الإسرائيلية المتطورة مزاعم تُنشر عبر حسابات مؤيدة لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي.

في هذه الحادثة، نُشر فيديو عبر موقع “X” من حساب مؤيد لإسرائيل، يزعم أن الفيديو يظهر أحد القتلى وهو يحمل سلاحًا.

ومع ذلك، أظهر فحص الفيديو من قبل هيئة الإذاعة الألمانية “دويتشه فيله” أن ما كان مرئيًا كان مجرد ظل للأضواء، ما يثير الشكوك حول مصداقية هذه المزاعم.

يشير البعض إلى أن هناك نمطًا مستمرًا من التعتيم على هذه الحوادث، وهو ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا النهج يهدف إلى تعطيل التحقيقات.

وعندما يُجري الجيش الإسرائيلي تحقيقًا تحت إشراف مكتب المدعي العام العسكري، غالبًا ما تكون نتائجه غامضة، نادرًا ما تؤدي إلى توجيه اتهامات.

الجارديان تكشف التناقضات الإسرائيلية: من مقتل المسعفين إلى شيرين أبو عاقلة - 11 - سيناء الإخبارية

ووفقًا لتحليل أجرته منظمة “يش دين” لحقوق الإنسان، فإن الآلية التي أنشأتها هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي للتحقيق في جرائم الحرب المحتملة مصممة للتهرب من المسئولية مع إعطاء انطباع بوجود عملية جارية.

وأشارت الدراسة إلى أن أكثر من 81% من الشكاوى المُحالة إلى الجيش خلال الحملات العسكرية الكبرى خلال العقد الماضي تم غلقها دون تحقيق جنائي، بينما أدى 6% فقط من الحوادث إلى تحقيقات جنائية.

وأثار هذا الوضع تساؤلات حول مصداقية الرواية الإسرائيلية، ليس فقط في الأوساط المألوفة، بل أيضًا في ألمانيا، التي تُعد من أقوى داعمي إسرائيل في أوروبا.

فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، كريستيان فاجنر، بعد ظهور تسجيل فيديو للحادث المتعلق بالمسعفين، إن “هناك تساؤلات جوهرية حول تصرفات الجيش الإسرائيلي الآن”. وأضاف: “هناك حاجة ماسة إلى تحقيق ومحاسبة الجناة”، مشيرًا إلى أن التحقيق الكامل في الحادث سيكون “مسألة تؤثر في نهاية المطاف على مصداقية الدولة الإسرائيلية”.

كما أشار الصحفي الإسرائيلي عاموس هاريل في صحيفة “هآرتس” إلى أن كل هذه المناورات الإعلامية قد تخفي الحقيقة الأكثر قسوة، وهي أن جميع الفلسطينيين في غزة، بمن فيهم المدنيون، يُعتبرون تهديدًا يجب مواجهته بالقوة المميتة.