السلاح يفرّق أمم ويجمّع أنظمة..  بوتين وكيم يتحديان الغرب بتبادل التكنولوجيا و الذخائر و الأغذية

20 يونيو 2024
بوتين وكيم
بوتين وكيم

بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، زيارة رسمية تستغرق يومين إلى كوريا الشمالية، في إشارة جديدة على تعمق التحالف بين موسكو وبيونج يانج الذي يثير قلق الحلفاء الغربيين بقيادة الولايات المتحدة، حسبما ذكرت شبكة “سي. إن. إن” الإخبارية الأمريكية.

أعلن الكرملين أن الرئيس بوتين التقى بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في بيونج يانج هذا الأسبوع، بهدف تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين.

أول رحلة لبوتين إلى كوريا الشمالية منذ عقدين

تعد هذه الزيارة الأولى لبوتين إلى كوريا الشمالية منذ أكثر من عشرين عامًا، وتشير إلى اعتماد روسيا على بيونج يانج للحصول على الذخائر اللازمة للحرب في أوكرانيا، وفقًا لموقع “أكسيوس” الأمريكي. وتعد هذه الرحلة نادرة لبوتين خارج روسيا، وهي الثانية منذ فوزه بولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية هذا العام.

في الشهر الماضي، اتفق بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينج خلال زيارته للصين على تعميق العلاقات الاستراتيجية بين بلديهما، وأدانا ما وصفاه بـ”السلوك العدواني من جانب الولايات المتحدة”.

تعمق العلاقات بين موسكو وبيونج يانج

تطورت العلاقة بين موسكو وبيونج يانج بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، لكنها تعززت مؤخرًا بسبب الحرب في أوكرانيا واستمرار عزلة كوريا الشمالية بسبب برامجها النووية. تحتاج روسيا إلى ذخائر إضافية لضرب أهداف في أوكرانيا، بينما تحتاج كوريا الشمالية إلى واردات غذائية وتكنولوجيا حديثة، بما في ذلك القدرات الفضائية والوصول إلى النظام المالي العالمي للتهرب من العقوبات الغربية.

زيارة كيم إلى روسيا

تعمقت العلاقات بين البلدين بشكل خاص بعد زيارة كيم إلى روسيا في سبتمبر الماضي، حيث زودت كوريا الشمالية روسيا بملايين الصواريخ وقذائف المدفعية، بحسب تقارير أمريكية.

تداعيات على السياسة الأمريكية

تؤدي الشراكة بين روسيا وكوريا الشمالية إلى تعقيد السياسة الخارجية للولايات المتحدة، حيث يبدو أن روسيا مستعدة لتقديم الدعم لكوريا الشمالية، ما يصعب على الولايات المتحدة فرض العقوبات عليها.

مكاسب متبادلة

منذ اجتماع كيم وبوتين، أرسلت كوريا الشمالية نحو 260 ألف طن من الذخائر إلى روسيا، مما ساعدها في الحفاظ على معدل إطلاق النار في أوكرانيا. وفي المقابل، تسعى كوريا الشمالية للحصول على طائرات مقاتلة وصواريخ أرض-جو ومركبات مدرعة من روسيا، بالإضافة إلى مساعدات اقتصادية وعسكرية.

تخفيف العقوبات

أحد المكاسب الرئيسية لكوريا الشمالية من علاقتها المزدهرة مع روسيا هو تخفيف العقوبات. فقد منعت روسيا فرض عقوبات إضافية على كوريا الشمالية في عامي 2022 و2023، وأطلقت سراح ملايين الدولارات من الأصول الكورية الشمالية المجمدة في المؤسسات المالية الروسية، مما ساعد بيونج يانج على تجنب بعض العقوبات.

و تستمر هذه العلاقات في تحدي العقوبات الغربية، مما يزيد من تعقيد المشهد الدولي ويعزز موقف كوريا الشمالية في المنطقة.