السلطات الأمريكية تنشر 60 ألف جندي.. 78 مليون مواطن يدلون بأصواتهم وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة
كثفت السلطات الأمريكية استعداداتها الأمنية بشكل غير مسبوق قبيل الانتخابات الرئاسية التي تجري اليوم، في ظل أجواء مشحونة بالتوتر السياسي وتزايد المخاوف من احتمال حدوث أعمال عنف واحتجاجات. وتأتي هذه الإجراءات في محاولة لتأمين العملية الانتخابية وطمأنة الناخبين على استقرار الأجواء الانتخابية.
وتشمل الخطة الأمنية وضع قناصة على أسطح مراكز فرز الأصوات الرئيسية في المدن الكبرى، وذلك لحماية العاملين والمشرفين على العملية الانتخابية وضمان سلاسة سيرها.
كما تم تجهيز هذه المراكز بأزرار طوارئ لإطلاق الإنذارات السريعة في حال وقوع أي طارئ، إلى جانب نشر طائرات مسيرة لمراقبة الأوضاع وتأمين المواقع الانتخابية من الجو طوال فترة التصويت. ولم تقتصر التدابير على هذه المواقع فقط، بل تم نشر دوريات أمنية إضافية في الشوارع لتعزيز الحضور الأمني وفرض الاستقرار في جميع أنحاء المدن.
وفي ولايتَي نيفادا وواشنطن، تم تفعيل الحرس الوطني بشكل احترازي لمواجهة أي اضطرابات محتملة. وصرح حاكم نيفادا، جو لومباردو، بأن الحرس الوطني سينتشر في لاس فيجاس وكارسون سيتي بواقع 60 عنصراً، لضمان دعم السلطات المحلية وتعزيز الأمان، مؤكداً أن هذا الانتشار يأتي كإجراء احترازي مشابه للانتخابات السابقة.
ومن جهة أخرى، أكدت رئيسة شرطة العاصمة واشنطن، باميلا سميث، على اتخاذ إجراءات مشددة شملت تفعيل كامل لقوات الشرطة، حيث سيتم توزيع الضباط للعمل بنظام النوبات المستمرة لمدة 12 ساعة، لضمان التغطية الأمنية الشاملة لجميع أنحاء المدينة، مع استعداد لاستدعاء قوات إضافية من ولايات أخرى في حال الحاجة.
كما قامت السلطات بوضع حواجز وقائية حول المواقع الحساسة في واشنطن، بما في ذلك البيت الأبيض ومبنى الكابيتول هيل، لتجنب تكرار أي حوادث مماثلة لما حدث في اقتحام الكابيتول خلال انتخابات عام 2020.
وأشارت الإذاعة الوطنية الأمريكية “NPR” إلى أن حاكم ولاية واشنطن، جاي إنسلي، قد سبق وأعلن عن وضع قوات من الحرس الوطني في حالة استعداد لدعم البنية التحتية الحيوية المتعلقة بالانتخابات. كما أكدت شرطة بورتلاند بولاية أوريجون على زيادة أعداد الموظفين في يوم الانتخابات وما بعده، على الرغم من عدم تلقيها أي تهديدات مباشرة تتعلق بالانتخابات.
مخاوف من تصاعد العنف ورفض نتائج الانتخابات
يأتي هذا الاستنفار الأمني في ظل المخاوف المتزايدة من احتمالية عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية إذا جاءت لصالح المرشحين الديمقراطيين. وقد استندت هذه المخاوف إلى تصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أعرب صراحة عن عدم قبوله لنتائج الانتخابات المقبلة إلا إذا اعتبرها “عادلة”، محذراً من أن فوزه الوحيد يمكن أن يضمن استقرار البلاد.
ويشير ترامب إلى خسارته في انتخابات 2020 كجزء من مؤامرة ديمقراطية ضد إرادة الناخبين، معتبراً أن خسارته المقبلة ستكون “سرقة” أخرى.
وفي تجمع انتخابي حديث له في بنسلفانيا، صرح ترامب بأنه كان يجب أن يظل في منصبه بعد انتخابات 2020، مؤكدًا عدم رضاه عن نتائجها. وفي خطابه أمام حشد من مؤيديه، قال إن البلاد قد تصبح “شيوعية” أو “تذهب إلى الجحيم” إذا خسر السباق الانتخابي. في المقابل، وصفت نائبته المحتملة، كامالا هاريس، ترامب بـ”الفاشي” الذي يسعى إلى فرض “سلطة غير مقيدة” على البلاد.
استعدادات أمنية شاملة لأصحاب الأعمال والمواطنين
بينما تعمل السلطات على تعزيز التدابير العامة، اتجهت العديد من المؤسسات والشركات لتأمين ممتلكاتها بشكل فردي. وقد قام بعض أصحاب الأعمال في المدن الكبرى بتعزيز الحواجز والنوافذ بممتلكاتهم، وتحصين المداخل بأبواب إضافية لمواجهة أي أعمال نهب أو شغب محتملة. ووضعت العديد من المتاجر والمطاعم خططاً للطوارئ لضمان حماية العاملين والزوار خلال فترة الانتخابات.
أهمية الاستعدادات الأمنية وسط مخاوف من تكرار سيناريو 2020
وتحذر السلطات من أن المخاوف قد لا تنتهي بمرور يوم الانتخابات، بل تمتد إلى فترة ما بعد الانتخابات حين يستمر فرز الأصوات في بعض الولايات مثل أريزونا وبنسلفانيا. ويعتبر المحللون أن مخاوف تكرار سيناريو انتخابات 2020، والتي شهدت رفض ترامب لنتائجها وحشد أنصاره للاحتجاج، قد أضافت ضغطاً كبيراً على السلطات لفرض هذه الإجراءات الأمنية المكثفة.
وفي سياق الاحتجاجات السابقة، تجددت الدعوات إلى ضرورة تطبيق الشفافية وإعلان النتائج الانتخابية بشكل محايد وسريع، لضمان استقرار البلاد وتجنب أي تصعيد. ويترقب الأمريكيون على مختلف توجهاتهم هذا السباق الانتخابي، الذي أصبح معركة سياسية حاسمة ومؤشراً على مستقبل المشهد السياسي في الولايات المتحدة.
تعليقات 0