“الشيطان 2” تحت الاختبار.. انفجار جديد يثير تساؤلات حول مستقبل الصاروخ الروسي العابر للقارات
تعرض مشروع الصاروخ الروسي “الشيطان 2” لضربة قاسية جديدة بعد انفجار الصاروخ خلال محاولة إطلاقه، مما أثار تساؤلات جدية حول جدوى هذا السلاح الذي يُعد أحد أعمدة استراتيجية موسكو النووية المستقبلية.
فشل متكرر ومشكلات تقنية
أفادت وكالة الأنباء الروسية “تاس” أمس الأربعاء بأن موسكو لا تزال تعمل على نشر صاروخ “سارمات” الباليستي العابر للقارات في الخدمة القتالية، على الرغم من التأخيرات المتكررة والمشكلات التقنية التي تعترض تطويره.
ووفقًا للتقارير، فإن الصاروخ قد تعرض لسلسلة من الإخفاقات، بما في ذلك انفجاره الأخير أثناء إعادة التزود بالوقود في قاعدة بليسيتسك الفضائية.
صور الأقمار الاصطناعية كشفت عن حفرة ضخمة في موقع الإطلاق، مع أضرار واضحة للطرق والمباني المحيطة، وفقًا لصحيفة “التليجراف” البريطانية. كما أوضح تقرير مفتوح المصدر أن الحادث تسبب في اندلاع حريق غابات بالقرب من الموقع.
مواصفات “الشيطان 2” وأهدافه الاستراتيجية
يتميز صاروخ “الشيطان 2″، المعروف أيضًا باسم RS-28 Sarmat، بمداه البعيد الذي يصل إلى أكثر من 11 ألف كيلومتر، مما يجعله قادرًا على ضرب أهداف في الولايات المتحدة وأوروبا بسهولة.
الطول: أكثر من 35 مترًا.
القطر: 3 أمتار.
السرعة: 15 ضعف سرعة الصوت.
الحمولة: قادر على حمل عشرة رؤوس حربية نووية أو أكثر.
وتم تصميم الصاروخ للتغلب على أنظمة الدفاع المضاد للصواريخ الحديثة، وفقًا لتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصفه بـ”السلاح الذي لا مثيل له”.
التحديات السياسية والتقنية
في سبتمبر الماضي، شهد الصاروخ فشلًا ذريعًا هو الرابع من نوعه، حيث انفجر أثناء الاختبار، مما تسبب في إلحاق أضرار جسيمة بموقع الإطلاق. ويأتي هذا الفشل بعد أسبوع من تهديدات من مسؤولين روس باستخدام الصاروخ لضرب البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ خلال أقل من أربع دقائق.
التزام روسيا بتطوير الصاروخ
على الرغم من الانتكاسات المتكررة، تؤكد روسيا التزامها بمواصلة تطوير الصاروخ، الذي أُطلق بنجاح مرة واحدة فقط في أبريل 2022. يعتبر الصاروخ جزءًا من جهود روسيا لتعزيز قدراتها النووية بعيدة المدى، وهو ما يعكس تصميم الكرملين على المضي قدمًا في تعزيز استراتيجيتها الدفاعية وسط التوترات الجيوسياسية.
مستقبل محفوف بالمخاطر
مع استمرار المشكلات التقنية والانتكاسات المتكررة، يبقى مستقبل “الشيطان 2” غامضًا، مما يطرح تساؤلات حول مدى فعالية هذا المشروع في تحقيق أهداف روسيا الاستراتيجية وتعزيز مكانتها كقوة نووية عظمى.
تعليقات 0