الصحة العالمية تكشف مأساة غزة في أرقام.. 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض و492 هجومًا على المنشآت الصحية
أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرًا صادمًا في 23 سبتمبر 2024، يكشف عن واقع إنساني مرعب، وذلك في ظل الصراع الدائر في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
التقرير يسلط الضوء على مأساة غير مسبوقة تتكشف في غزة والضفة الغربية، حيث يعيش الشعب الفلسطيني على حافة الهاوية، محاصرًا بين ويلات الحرب والأزمات الصحية والإنسانية.
منذ بداية الأعمال العدائية في 7 أكتوبر 2023 وحتى 18 سبتمبر 2024، قُتل أكثر من 41 ألف فلسطيني وأُصيب 95 ألفًا، مع وجود أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وتعاني المساحة الإنسانية في قطاع غزة من انكماش مستمر، مع صعوبات في إيصال المساعدات للسكان.
وفي ظل الصراع المستمر الذي يكتنف الأراضي الفلسطينية المحتلة، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرًا صادمًا في 23 سبتمبر 2024، يكشف عن واقع إنساني مرعب. يُسلط التقرير الضوء على مأساة غير مسبوقة تتكشف في كل من غزة والضفة الغربية، حيث يعيش الشعب الفلسطيني على حافة الهاوية، محاصرًا بين ويلات الحرب والأزمات الصحية والغذائية.
منذ بداية الأعمال العدائية في 7 أكتوبر 2023 وحتى 18 سبتمبر 2024، قُتل أكثر من 41 ألف فلسطيني وأُصيب 95 ألفًا، مع وجود أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل تمثل مأساة حقيقية تمس حياة الآلاف من الأشخاص، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، مما يجعل الوضع أكثر مأساوية.
يعكس التقرير كيف تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق. تعاني المساحة الإنسانية المتاحة في قطاع غزة من انكماش مستمر، مع صعوبات متزايدة في إيصال المساعدات إلى السكان.
تشير التقارير إلى أن القدرة على توصيل المساعدات الإنسانية أصبحت تتقلص بشكل كبير، مما يترك السكان في حالة من عدم الاستقرار والقلق الدائم. الوضع الأمني المتدهور، بما في ذلك القصف الجوي المتكرر والعمليات العسكرية، يزيد من تفاقم الأوضاع، مما يعيق جهود الإغاثة.
تُظهر التقديرات أن 1.9 مليون شخص (أي 9 من كل 10 أشخاص) في غزة قد نزحوا، مما يزيد من أزمة الموارد الأساسية. ونظرًا للاكتظاظ الشديد، حيث تبلغ الكثافة السكانية في بعض المناطق 30-34 ألف فرد لكل كيلومتر مربع، فإن السكان يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية. هذا الاكتظاظ أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، وجعل من الصعب على الناس التكيف مع الظروف المتزايدة الصعوبة.
من جهة أخرى، تعرضت المنشآت الصحية في غزة لهجمات متكررة، حيث سجلت 492 هجومًا على الرعاية الصحية في غزة، أسفرت عن مقتل 747 شخصًا. وفي الضفة الغربية، حدث 520 هجومًا أدى إلى 23 قتيلاً. وقد أثر هذا العنف على كل مستشفى في غزة، حيث لم يعد أي منها يعمل بكامل طاقته، مما أدى إلى انهيار النظام الصحي. وفقًا للتقارير، كانت هناك 17 مستشفى تعمل جزئيًا حتى 11 سبتمبر 2023، بينما لا تزال 19 من أصل 36 مستشفى خارج الخدمة، مما زاد من معاناة المرضى.
تشير الإحصائيات أيضًا إلى أن عمليات الإجلاء الطبي للمرضى المصابين بأمراض خطيرة والجرحى خارج غزة ظلت معطلة بشكل عام، مما يعني أن حوالي 12 ألف مريض لم يتمكنوا من تلقي الرعاية الطبية اللازمة منذ بداية النزاع. هذا الإغلاق المفروض على الرعاية الصحية يجعل الأوضاع أكثر تعقيدًا ويعرض حياة الناس للخطر.
أدى تدهور الأوضاع الصحية إلى انتشار الأمراض، حيث تكافح المناطق المزدحمة مع ارتفاع كبير في عدد البالغين والأطفال الذين يعانون من أمراض منقولة بالمياه، مثل التهاب الكبد الوبائي والإسهال. وقد أُدخل 165 مريضًا بسبب سوء التغذية الحاد الشديد مع مضاعفات. ومنذ بداية العام، تم فحص حوالي 237000 طفل لسوء التغذية الحاد، مع إدخال 14692 طفلًا للعلاج. ورغم هذه الأعداد الكبيرة، انخفضت عمليات تسليم المساعدات الغذائية الإنسانية بشكل كبير في يوليو 2024، لتكون من بين أدنى المستويات منذ بداية النزاع.
تتجلى الصعوبات المعيشية في غزة في مجموعة من الأزمات، حيث يستمر النزوح المتكرر في تآكل قدرة الناس على التكيف والحصول على المساعدات الإنسانية، مما يزيد من هشاشة المجتمعات بشكل عام. كما تشير التقارير إلى أن الوضع في جنوب غزة يزداد سوءًا، حيث يتم تقييم نتائج الطوارئ في ظل تحولات سريعة في عمليات المداهمة والتطهير وأوامر الإخلاء.
في الضفة الغربية، تشير الأرقام إلى أن 772 فلسطينيًا قُتلوا، بما في ذلك في القدس الشرقية، منذ بدء النزاع. وتشهد البلدات والمخيمات، مثل مخيم جنين، تدميرًا للبنية التحتية، حيث تم تدمير حوالي 70% من شبكات الطرق. ويعاني سكان مخيم جنين من انقطاع الماء، فيما يواجه حوالي 80% من سكان المدينة ظروفًا مشابهة.
في المقابل، يعكس الوضع في الجانب الإسرائيلي أيضًا واقعًا مؤلمًا، حيث قُتل أكثر من 1540 إسرائيليًا وأجنبيًا منذ بداية النزاع، بما في ذلك 340 جنديًا خلال العمليات العسكرية في غزة. هذه الأرقام تشير إلى أن العنف ليس له طرف واحد، بل يمتد تأثيره ليشمل الجانبين.
تتطلب هذه الأوضاع المأساوية تحركًا عاجلاً من المجتمع الدولي، ليس فقط لتقديم المساعدات الإنسانية، ولكن أيضًا لوضع حلول شاملة تؤدي إلى إنهاء النزاع وإعادة بناء الحياة في هذه الأرض المنكوبة. إن الجهود الإنسانية يجب أن تترافق مع خطوات جدية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع، من خلال الالتزام بالقانون الدولي وحقوق الإنسان. إن مستقبل الفلسطينيين يحتاج إلى رؤية جديدة تسعى لتحقيق العدالة والسلام الدائم.
تعليقات 0