الطبيب المصري محمد توفيق يدخل التاريخ للمرة الثانية.. رمز الإنسانية يهزم نقص الامكانيات في غزة
برز اسم الدكتور محمد توفيق، استشاري العيون والشبكية، كبطل غير عادي في قطاع غزة المحاصر، في واحدة من أبهى صور التضحية والإبداع التي تعكس روح الأطباء المصريين.
وتمكن توفيق من التغلب على نقص المعدات الطبية بطريقة غير مسبوقة، حيث أجرى عملية جراحية معقدة للعين باستخدام أدوات بسيطة للغاية، منها قطعة قماش ولاصق طبي وكيس بلاستيكي. هذا الابتكار الطبي البسيط ولكنه الفعال، الذي تم توثيقه في مقطع فيديو انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، خطف أنظار العالم وأشاد به الملايين.
يظهر توفيق في الفيديو وهو يحول الأدوات البسيطة إلى أدوات إنقاذ حياة، مشيرًا إلى قدرة الأطباء المصريين على الإبداع في أحلك الظروف وأصعبها. ابتكار الطبيب المصري لم يكن مجرد إنجاز طبي، بل رسالة إنسانية عالية القيمة تثبت أن الإرادة والضمير المصري قادران على تحويل المستحيل إلى ممكن.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتصدر فيها الطبيب المصري المشهد؛ فقد انتشرت في منتصف أكتوبر 2024 صورة مؤثرة له، وهو يجلس منهكًا في زاوية غرفة العمليات بالمستشفى الأوروبي في غزة بعد أن أنهى سلسلة من العمليات الجراحية الصعبة لجرحى القصف الإسرائيلي.
هذه الصورة، التي جسدت لحظة إنسانية مؤثرة ورمزًا للعطاء الذي لا يعرف حدودًا، أثارت موجة من التعاطف والإعجاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون تجسيدًا للبطولة الحقيقية.
أهل غزة بدورهم لم يتوانوا عن التعبير عن امتنانهم لهذا الطبيب المخلص، الذي لم يتردد للحظة في تقديم حياته ووقته لخدمتهم. عبّر الطبيب الفلسطيني محمد عزمي أبو طبق عن حزنه البالغ عند رحيل توفيق قائلاً: “الدكتور محمد توفيق كان أكثر إنسان خدم مرضى غزة في أصعب الأوقات، أجرى عشرات العمليات في نفس اليوم، وكان الأمل للعديد من المرضى. الجميع يبكيك الآن، وحفظك الله وجزاك كل الخير.”
ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي كانت غامرة بالثناء والفخر، حيث قال أحد النشطاء المصريين: “الدكتور يمثل الشعب المصري كله… ليعلم أهل غزة أن مصر تحمل هم القضية مثلهم تمامًا”. وأردف آخر: “فخورون بك يا دكتور توفيق. أنت مثال للإخلاص والعمل النبيل.”
الطبيب محمد توفيق يُظهر لنا أن البطولة ليست في الكلمات فقط، بل في المواقف والإنجازات التي تخدم الإنسان وتُظهر قوة الإرادة والعطاء. ففي زمنٍ قد تطغى فيه مشاهد المعاناة، يظهر مثل هذا النموذج ليعيد الأمل ويؤكد أن بيننا أبطالاً حقيقيين يضيئون دروب الإنسانية ويُشرفون بلادهم بأعمالهم النبيلة.
تعليقات 0