الفلبين مسمار جحا الأمريكي ضد الصين.. مانيلا تسعى لتحويل علاقاتها الأمنية مع واشنطن إلى فوائد اقتصادية
في ظل تصاعد التوتر مع الصين حول بحر الصين الجنوبي، تُخطط الفلبين بالتعاون مع حلفائها، خاصة الولايات المتحدة، لاستكشاف موارد الطاقة في المياه المتنازع عليها. وتهدف مانيلا من خلال هذه الخطوة إلى تحويل علاقاتها الأمنية المتعمقة مع واشنطن إلى فوائد اقتصادية أوسع نطاقًا.
تبحث الفلبين عن خيارات للاستفادة من بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد، بينما تؤكد الصين سيطرتها الكاملة على هذه المياه.
صرح خوسيه مانويل روموالديز، سفير الفلبين لدى الولايات المتحدة، أن بلاده تعتمد على الولايات المتحدة وحلفائها في خططها لاستكشاف موارد الطاقة في بحر الصين الجنوبي. وذكر أن مانيلا تسعى لتحويل علاقاتها الأمنية المتعمقة مع واشنطن إلى فوائد اقتصادية أوسع.
وأوضح روموالديز أن الفلبين ستعمل مع حلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، لتأمين بعثات الاستكشاف. وذكر أن مانيلا قد تدعو الشركات الأمريكية للاستثمار في جهود الاستكشاف والتطوير، وأنها ستجري مناقشات مع دول أخرى مثل فيتنام، التي لديها أيضًا مطالبات متداخلة مع الصين.
تستورد الفلبين معظم احتياجاتها من الوقود، وحاولت لسنوات استكشاف الطاقة في المياه المتنازع عليها، بما في ذلك من خلال شراكة مع الصين. لكن المفاوضات بين مانيلا وبكين توقفت وسط تصاعد التوترات، مع تصادم سفن خفر السواحل مرة أخرى في البحر مؤخرًا.
وبسبب الخلاف مع الصين، تعمل الفلبين على استراتيجية جديدة للدفاع عن أراضيها ومصالحها الاقتصادية. كما وقعت عدة صفقات أمنية مع دول مثل المملكة المتحدة وأستراليا وكندا.
يتحرك روموالديز وحلفاؤه “بطريقة محسوبة” في الوقت الحالي، بينما يرفضون تقديم المزيد من التفاصيل حول خطة الطاقة. لكن من المتوقع تنفيذ الخطة خلال فترة رئاسة فرديناند ماركوس، التي تنتهي في عام 2028.
تهدف الفلبين من خلال تعزيز تحالفاتها الأمنية مع الولايات المتحدة إلى تحفيز التجارة والاستثمار. ويسعى ماركوس إلى استغلال نفوذه المتزايد على الساحة العالمية للفوز بصفقات للبلاد.
ومن المقرر أن يلتقي ماركوس بجينا رايموندو، وزيرة التجارة الأمريكية، اليوم الإثنين، قبل أن يتوجه إلى ألمانيا لعقد اجتماعات مع المستشار أولاف شولتس وقادة جنوب شرق آسيا الآخرين.
ستقود رايموندو وفدًا إلى مانيلا يضم نحو 20 من كبار التنفيذيين الأمريكيين من شركات مثل مايكروسوفت ويونايتد إيرلاينز وجوجل وبعض شركات الطاقة. وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية وتحفيز الاستثمار في الفلبين.
بينما تُعد العلاقات القوية للفلبين مع الولايات المتحدة ميزة، تواجه مانيلا منافسة شديدة من دول جنوب شرق آسيا الأخرى لجذب الاستثمار.
يجب على ماركوس إثبات أن حكومته يمكن أن توفر بيئة عمل مواتية تشمل قلة البيروقراطية وانخفاض تكاليف الكهرباء، حسبما قال السفير روموالديز.
تسعى الفلبين إلى استغلال موارد بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه بالتعاون مع الولايات المتحدة. وتهدف مانيلا من خلال هذه الخطوة إلى تحويل علاقاتها الأمنية مع واشنطن إلى فوائد اقتصادية أوسع نطاقًا. لكن تواجه مانيلا تحديات كبيرة، بما في ذلك المنافسة من دول جنوب شرق آسيا الأخرى والحاجة إلى إصلاح بيئة الأعمال.
تعليقات 0