22 نوفمبر 2024 17:50
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

القرن الأفريقي على حافة الهاوية بعد تعيين إثيوبيا سفيرًا في صوماليلاند.. وأديس أبابا تفجر أزمات 30 عامًا

تشهد منطقة القرن الأفريقي توترًا متزايدًا بعد إعلان إثيوبيا عن تعيين سفير لها في إقليم “صوماليلاند” أرض الصومال غير المعترف به، وهي خطوة اعتبرت تصعيدًا جديدًا في الأزمة المتفاقمة بين أديس أبابا من جهة، ومصر والصومال من جهة أخرى.

جاء هذا التطور بعد فترة قصيرة من إرسال مصر معدات عسكرية إلى الصومال وتوقيع اتفاقية دفاع مشترك بين القاهرة ومقديشو، ما أثار انتقادات واسعة من الحكومة الإثيوبية التي اعتبرت الخطوة تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي.

القرن الأفريقي على حافة الهاوية بعد تعيين إثيوبيا سفيرًا في صوماليلاند.. وأديس أبابا تفجر أزمات 30 عامًا

إثيوبيا تعين سفيرًا في أرض الصومال وتصعد ضد مصر والصومال

في خطوة مفاجئة، أعلنت إثيوبيا أن رئيس إقليم أرض الصومال، موسى بيهي عبده، تسلم أوراق اعتماد السفير الإثيوبي الجديد “تيشومي شوندي هاميتو” الذي تم تعيينه مؤخرًا في الإقليم.

هذه الخطوة جاءت في وقت حساس للغاية، حيث تشهد العلاقات بين إثيوبيا ومصر والصومال توترًا ملحوظًا بسبب سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها هذه الدول في الأسابيع الأخيرة.

القرن الأفريقي على حافة الهاوية بعد تعيين إثيوبيا سفيرًا في صوماليلاند.. وأديس أبابا تفجر أزمات 30 عامًا
اجتماع وتصريحات تصعيدية

عقب تسلم أوراق اعتماد السفير الإثيوبي، عقد رئيس إقليم أرض الصومال اجتماعًا مع السفير ناقشا فيه قضايا الأمن في منطقة القرن الأفريقي وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الإقليم وإثيوبيا.

وهذا الاجتماع أسفر عن بيان صادر من حكومة أرض الصومال، أدانت فيه بشدة إرسال قوات مصرية إلى الصومال، معتبرة أن هذا الإجراء يهدد استقرار المنطقة ويزيد من توتر الوضع الأمني الهش في الصومال.

وأشار البيان إلى أن إرسال قوات عسكرية إلى الصومال دون تقييم شامل للأوضاع يعكس عدم اعتبار لاستقرار وأمن منطقة القرن الأفريقي بأكملها.

وأعربت حكومة أرض الصومال عن قلقها من أن إدخال قوات عسكرية إلى الصومال “إقليم أرض الصومال “- قد يؤدي إلى تصعيد التوترات وتقويض جهود السلام التي تم تحقيقها بشق الأنفس على مدى السنوات الماضية.

رد فعل إثيوبي غاضب

لم تكتفِ إثيوبيا بتعيين سفير في أرض الصومال، بل أصدرت وزارة خارجيتها بيانًا غاضبًا انتقدت فيه بشدة الخطوات المصرية الأخيرة، متهمة الصومال بالتواطؤ مع قوى خارجية تسعى إلى زعزعة استقرار إثيوبيا. وأعربت الحكومة الإثيوبية عن قلقها البالغ من التشكيل الجديد لبعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال، والتي تم تعزيزها بالمعدات العسكرية المصرية.

اتفاقية دفاع مشترك بين مصر والصومال

يذكر أن هذا التصعيد يأتي بعد توقيع الرئيسين المصري والصومالي اتفاقية دفاع مشترك في القاهرة، والتي وافق عليها مجلس الوزراء الصومالي في 20 يوليو الماضي.

القرن الأفريقي على حافة الهاوية بعد تعيين إثيوبيا سفيرًا في صوماليلاند.. وأديس أبابا تفجر أزمات 30 عامًا

وتشمل الاتفاقية التعاون العسكري بين البلدين وتنسيق الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.

كما بدأت مصر بالفعل في إرسال معدات عسكرية إلى الصومال، في خطوة تمثل جزءًا من تنفيذ هذه الاتفاقية، حيث أعرب السفير علي عبدي أواري، سفير الصومال لدى مصر، عن ترحيبه ببدء وصول المعدات والوفود العسكرية المصرية إلى مقديشو. ومن المتوقع أن تشارك هذه القوات في بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال، والتي ستبدأ عملياتها في يناير 2025.

تحركات إثيوبية جديدة

وفي رد سريع على التحركات المصرية، أفادت مصادر إثيوبية أن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، يعتزم نقل قواعد عسكرية إلى إقليم أوجادين في الصومال الإثيوبي، مما يعكس تصعيدًا إضافيًا في الأزمة المستمرة بين الدول الثلاث.

القرن الأفريقي على حافة الهاوية بعد تعيين إثيوبيا سفيرًا في صوماليلاند.. وأديس أبابا تفجر أزمات 30 عامًا

Ethiopia’s Prime Minister Abiy Ahmed talks to Somalia’s President Hassan Sheikh Mohamud during his inauguration in Mogadishu, Somalia June 9, 2022. REUTERS/Feisal Omar

أرض الصومال والتوترات الإقليمية

إقليم أرض الصومال، الذي أعلن انفصاله عن الصومال منذ أكثر من 30 عامًا، لا يزال غير معترف به دوليًا كدولة مستقلة، وتعتبره الحكومة الصومالية جزءًا من أراضيها.

وقد أدى تعيين إثيوبيا سفيرًا في الإقليم إلى تعقيد الوضع أكثر، حيث يعتبر هذا التحرك تحديًا كبيرًا لمصر والصومال ويزيد من حدة التوترات الإقليمية في القرن الأفريقي.

ختام

إن التصعيد المستمر بين إثيوبيا ومصر والصومال يثير قلقًا دوليًا متزايدًا، حيث يخشى المراقبون أن يؤدي هذا التوتر إلى تفاقم الصراع في منطقة القرن الأفريقي التي تشهد بالفعل تحديات كبيرة على صعيد الاستقرار والأمن. ويبقى السؤال المطروح هو: كيف ستتطور هذه الأزمة في الأيام والأسابيع القادمة؟ وهل ستتمكن الدول المعنية من إيجاد حلول سلمية لتجنب مزيد من التصعيد؟