الملك بيبي بين فكي كماشة.. دماء غزة و الفساد يرسمان مستقبل نتنياهو
بين محاكمات الفساد والحرب على غزة ترسم ملامح المستقبل السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “الملك بيبي” كما يحب أن يناديه مؤديه، في ظل تراجع شعبيته وانقلاب ورقة الحرب على غزة إلى ضده.
حرب غزة ومحاكمة نتنياهو
وطالب نتنياهو إلى تأجيل محاكمته ،حيث يواجه اتهامات بتلقي رشوة والاحتيال وإساءة الأمانة، بدعوى التركيز على الحرب في غزة.
نتنياهو يُطالب بحجب بعض الأدلة الرئيسية في محاكمته بحجة الانشغال بالحرب، بعد اسئناف المحكمة المركزية محاكمته في 4 ديسمبر الجاري، بعد توقف لمدة شهرين، بسبب الحرب المدمرة التي يشنها جيش الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
تهرب نتنياهو
وطالب محامي نتنياهو قد طلب رفض شهادة بعض الشهود، مشيرًا إلى عدم إمكانية استعداد نتنياهو للاستجواب خلال فترة الحرب، وفقًا لتقرير القناة “13” الإسرائيلية.
وحسب القناة، الشهود هم وزير العدل ياريف ليفين، وعضو الكنيست زئيف إلكين، والمستشارة القانونية لمكتب رئيس الوزراء شلوميت بارنياع، والرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجي (الموساد) تامير باردو، والرئيس السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك) يوفال ديسكين، والوزيرة السابقة تسيبي ليفني، وناشرة صحيفة “إسرائيل هيوم” ميريام أديلسون، وديفيد شيمرون ابن عم نتنياهو.
ويحاول مكتب المدعي العام التجنب مناقشة هذا الطلب خشية أن يؤدي إلى تأخير المحاكمة لعدة أشهر، وفقا للتقرير العبري.
إطالة أمد الحرب
وتفيد التقارير بأن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب على غزة، من أجل بقائه في منصبه، إذ ذكرت شبكة “أيه بي سي نيوز” الإخبارية الأمريكية، الأحد الماضي، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أمضى الأسابيع القليلة الماضية في المناورة للاحتفاظ بالسلطة وتعزيز الدعم الشعبي، في ظل هجمات يتعرض لها من منافسيه السياسيين، وضغوط من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وتنامي الانتقادات الدولية لحربه على قطاع غزة.
تراجع حاد في شعبية “الملك بيبي”
لكن إطالة أمد الحرب وفشل نتنياهو في تحرير الرهائن وارتفاع القتلى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي جاءت بعكس ما كان يطمح إليه ملك إسرائيل كما كان يلقب.
يعود الفضل في نجاح نتنياهو، البالغ من العمر 73 عاما، بشكل أساسي إلى الصورة التي رسمها عن نفسه باعتباره الشخص الأفضل لحماية إسرائيل من أي عدوان من قوى معادية في الشرق الأوسط.
وولكن نتائج استطلاع للرأي أجرته هيئة البث الإسرائيلية أظهرت تراجعا حادا في شعبية نتنياهو وحزبه الليكود لصالح عضو مجلس الحرب بيني غانتس الذي يتزعم حزب معسكر الدولة.
وبحسب الاستطلاع، فإنه لو جرت الانتخابات اليوم فإن حزب الليكود سيحصل على 18 مقعدا في الكنيست مقابل 37 مقعدا لحزب معسكر الدولة.
ووفقا لنتيجة الاستطلاع، فإن شعبية حزب (هناك مستقبل) الذي يقوده يائير لابيد شهدت هي الأخرى تراجعا ومن المتوقع أن يحصل على 15 مقعدا مقابل 24 مقعدا حصل عليها في الانتخابات الأخيرة.
قضايا فساد نتنياهو
في 11نوفمبر عام 2019 طالب النائب العام الإسرائيلي برفع دعوى قضائية ضد نتنياهو في ثلاث ملفات فساد مختلفة بتهم “الرشوة” و”خيانة الأمانة” واستغلال المنصب لمطامع شخصية”.
شهدت محكمة القدس في 24 مايو عام 2020 أول جلسات محاكمة نتنياهو الذي بات أول رئيس وزراء إسرائيلي يتم محاكمته وهو بالمنصب.
وتضمنت تحقيقات الفساد اتهامات بمنح نتنياهو امتيازات مالية بقيمة 276 مليون دولار لشركة اتصالات اسمها “بيزك” مقابل المبيعات الحالية.
وتوضح المعلومات المجمعة في إطار الرشوة بتلقي نتنياهو شمبانيا وسيجار ومجوهرات وتذاكر طائرة بقيمة 283 ألف دولار كهدايا من الملياردير الأسترالي، جيمس باكر، ومنتج الأفلام، أرنون ميلشان، وتفيد مذكرة الادعاءات أن هناك أدلة كافية بشأن منح الهدايا فائدة سياسية لنتنياهو.
وزعم أيضا أن أرنون موزيس، مالك صحيفة يديعوت أحرونوت، ونتنياهو جادلا بقوة بأن السياسة التحريرية للصحيفة قد تم تغييرها من قبل زعيم الليكود مقابل لوائح قانونية تخدم القدرة التنافسية لصحيفة إسرائيل هايوم المنافسة.
هذا ويرفض نتنياهو الادعاءات ويصر على براءته في الملفات الثلاثة التي قد يقضي بسببها 10 سنوات خلف القضبان حال إدانته بها.
تعليقات 0