اليمين المتطرف في إسرائيل يهدم حل الدولتين.. توسيع الاستيطان وتهجير الفلسطينيين يهدد أمن المنطقة
تتسارع وتيرة الدعوات من قادة اليمين المتطرف في إسرائيل لإنشاء مستوطنات جديدة بالضفة الغربية وقطاع غزة، في مسعى واضح لعرقلة حل الدولتين. ويقود هذه الحملة وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا صراحة إلى توسيع الاستيطان في المناطق الفلسطينية ودفع العرب إلى الرحيل عنها.
يقود هذا التوجه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يمثل رأس حربة الداعين لإنشاء مستوطنات جديدة في عمق الأراضي الفلسطينية، متجاهلًا بذلك التبعات السياسية التي قد تعزل إسرائيل على الصعيد الدولي.
وفي تصريح له، وصف سموتريتش محاولات الوصول إلى حل الدولتين بأنها “خاطئة” و”غير قابلة للتنفيذ”، مشددًا على أن إسرائيل يجب أن تتبنى موقفًا صارمًا بعدم السماح بوجود دولة فلسطينية.
كما دعا إلى إنشاء تجمعات استيطانية ضخمة تستوعب مئات الآلاف من المستوطنين الجدد في مناطق عدة من الضفة الغربية، مؤكدًا على ضرورة الاستفادة من ما أسماه “مكاسب إسرائيل الحربية” لترسيخ السيطرة الإسرائيلية على كامل الأراضي.
هذا التوجه التحريضي تماهى معه زميله وزير الأمن القومي، إيتمار بن جفير، الذي اعتبر أن “تشجيع الهجرة الفلسطينية” خارج المناطق هو الحل الأكثر “أخلاقية” للنزاع، مقترحًا إجراءات لدفع الفلسطينيين لمغادرة الضفة الغربية، في خطوة قد تشعل توترات إضافية في المنطقة وتثير تنديدًا عالميًا.
ومن جانبه، حث جدعون ساعر، وزير آخر في الائتلاف الحاكم، على ضرورة رفض أي تنازلات تجاه الجانب الفلسطيني، داعيًا إلى بناء ما أسماه “جدارًا سياسيًا حديديًا” يحصّن إسرائيل ضد الضغوط الدولية ويمنع إحياء مساعي حل الدولتين.
ساعر الذي انضم إلى الائتلاف كوزير بلا حقيبة ويُعتبر من الشخصيات الصاعدة، يؤيد تعزيز القبضة الإسرائيلية عبر إجراءات متشددة، مضيفًا أن الائتلاف الحكومي يجب أن يكون موحدًا في رفضه لمشروعات الحل السياسي للصراع.
تجاهل للعزلة الدولية واستعراض ثقة بالتوسع الإقليمي
وعلى الرغم من المواقف الصارمة التي يتبناها اليمين الإسرائيلي، والتي يُرجح أن تزيد من عزلة إسرائيل الدولية، يؤكد سموتريتش وساعر قدرتهما على توسيع الشراكات الإقليمية، في إشارة إلى بعض الدول في المنطقة التي تملك علاقات مع إسرائيل، رغم الصراع المستمر.
ومع هذا، يحظى الفلسطينيون بدعم واسع من قبل المجتمع الدولي، إذ اعترفت بهم 138 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة كدولة ذات سيادة، في حين تؤكد القوى الغربية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، على دعمها المستمر لحل الدولتين كوسيلة وحيدة لإحلال السلام في المنطقة.
وفي إشارة إلى أهمية حل الدولتين، شدد المستشار الألماني مؤخرًا على ضرورة إيجاد حل دائم يُحقق الاستقرار، موضحًا أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة بجوار إسرائيل يمثل السبيل الأمثل للوصول إلى سلام مستدام لا يهدد أمن إسرائيل.
وهذا الموقف تتفق عليه العديد من الدول الأوروبية، حيث أصدرت كل من أيرلندا وإسبانيا ومالطا وسلوفينيا بيانًا مشتركًا يشير إلى أن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه إلا عبر تنفيذ حل الدولتين.
تأييد دولي مستمر وضغوط دبلوماسية متزايدة
ويأتي هذا التأييد الدولي ضمن جهود مستمرة لإنهاء الصراع الممتد منذ عقود. فقد أعادت الدول العربية والاتحاد الأوروبي التأكيد على حل الدولتين خلال اجتماعات متعددة، كان آخرها اجتماع في إسبانيا حيث اتفقت الأطراف على أن هذا الحل يُمثل الخيار الأمثل للصراع، وهو ما يطرح تساؤلات حول مستقبل إسرائيل في ظل سياساتها التوسعية الحالية.
كما دعت الخارجية الأمريكية المجتمع الدولي إلى العمل بجدية لدعم حل الدولتين، مؤكدةً أن مثل هذه الحلول هي السبيل لضمان أمن إسرائيل، لكنها حذرت من أن استمرار السياسات الاستيطانية سيعزل إسرائيل عن شركائها الدوليين ويدفعها نحو مواجهات سياسية غير محسوبة.
عواقب محتملة وتأثيرات على السلام الإقليمي
وفي ظل إصرار اليمين المتطرف الإسرائيلي على المضي قدمًا في توسع استيطاني، تتصاعد المخاوف من تفاقم الوضع الإقليمي، خاصة وأن تشجيع الاستيطان في الضفة الغربية قد يعزز من موقف الفصائل الفلسطينية الرافضة للتسويات، ما يُنذر بتصعيد متجدد.
تعليقات 0