انتخابات تاريخية في بريطانيا.. توقعات بفوز حزب العمال بعد 14 عامًا من الغياب.. والأزمة الاقتصادية أبرز التحديات
تتجه أنظار العالم اليوم الخميس نحو المملكة المتحدة، حيث تجري انتخابات عامة مصيرية من المتوقع أن تغير المشهد السياسي بشكل جذري. بعد 14 عامًا من حكم حزب المحافظين، تشير استطلاعات الرأي إلى احتمال فوز كاسح لحزب العمال المعارض، ما يفتح الباب أمام تحول تاريخي في القيادة السياسية.
انتخابات مصيرية قد تعيد تشكيل السياسة البريطانية
في ظل التوترات السياسية والاقتصادية غير المسبوقة التي تمر بها المملكة المتحدة، تكتسب هذه الانتخابات أهمية استثنائية. منذ استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) في 2016، وحتى فضيحة “بارتي جيت” التي أطاحت برئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون، شهدت البلاد فترة من الاضطرابات أثرت بعمق على وعي الناخبين وتوقعاتهم.
النظام الانتخابي البريطاني: الفائز يأخذ كل شيء
تتميز المملكة المتحدة بنظام انتخابي فريد يعكس تاريخها العريق في الديمقراطية البرلمانية. تنقسم البلاد إلى 650 دائرة انتخابية، يمثل كل منها مقعدًا في مجلس العموم. يتم اختيار الممثل البرلماني في كل دائرة وفق نظام الفائز الأول، حيث يفوز المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات. رغم الانتقادات التي يواجهها هذا النظام من دعاة التمثيل النسبي، إلا أنه يميل إلى إنتاج حكومات قوية ذات أغلبية واضحة.
أحقية التصويت وإجراءات الاقتراع
تشير الإحصاءات الرسمية إلى وجود نحو 49 مليون ناخب مسجل في المملكة المتحدة. ليكون الشخص مؤهلًا للتصويت، يجب أن يكون مسجلًا في سجل الناخبين وأن يبلغ من العمر 18 عامًا أو أكثر في يوم الانتخابات، إضافة إلى كونه مواطنًا بريطانيًا أو مواطنًا مؤهلًا من دول الكومنولث أو جمهورية أيرلندا. تفتح مراكز الاقتراع أبوابها من الساعة السابعة صباحًا حتى العاشرة مساءً، مما يتيح للناخبين فرصة واسعة للإدلاء بأصواتهم.
الإثارة تتصاعد مع إعلان النتائج
تبدأ عملية فرز الأصوات وإعلان النتائج في الدوائر الانتخابية المختلفة بعد انتهاء التصويت. من المتوقع أن تعلن أول دائرة انتخابية نتيجتها في نحو الساعة 11:30 مساءً، مع توقع إعلان نتائج نحو 440 مقعدًا بين الساعة الثالثة والخامسة صباحًا، وانتهاءً بإعلان جميع النتائج بحلول الساعة الثامنة صباح اليوم التالي. الإثارة الحقيقية تبدأ مع إعلان نتائج الاستطلاع من مراكز الاقتراع في الساعة العاشرة مساءً، الذي يعتبر مؤشرًا قويًا على اتجاه النتائج.
توقعات بتغيير جذري في المشهد السياسي
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى احتمال حدوث تحول كبير في المشهد السياسي البريطاني. وفقًا لمتوسط استطلاعات الرأي في الأيام العشرة الأخيرة، يتمتع حزب العمال بتقدم كبير على حزب المحافظين، حيث حصل على 40.7% من نوايا التصويت، مقابل 20.7% للمحافظين. إذا ترجمت هذه النسب إلى مقاعد برلمانية، فقد يحصل حزب العمال على 428 مقعدًا، ما يشكل زيادة هائلة قدرها 225 مقعدًا عن الدورة البرلمانية السابقة.
قادة الأحزاب في مواجهة مصيرية
يتنافس في هذه الانتخابات شخصيات سياسية بارزة. يترأس حزب المحافظين ريشي سوناك، رئيس الوزراء الحالي الذي تولى منصبه في أكتوبر 2022، ويقدم نفسه كقائد يمكن الوثوق به بعد فترة من الاضطرابات. في المقابل، يقود حزب العمال المعارض السير كير ستارمر، المحامي السابق ومدير النيابات العامة، الذي يسعى لتقديم صورة معتدلة لحزب العمال متخليًا عن النهج اليساري الراديكالي لسلفه جيريمي كوربين.
ختام ملحمة انتخابية
هذه الانتخابات ليست مجرد عملية ديمقراطية تقليدية، بل هي ملحمة ستحدد مستقبل المملكة المتحدة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة. من المتوقع أن تسفر هذه الانتخابات عن نتائج تعكس رغبات الشعب البريطاني وتطلعاته نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
تعليقات 0