9 يناير 2025 12:22
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

انفراجة تاريخية في لبنان.. وجوزيف عون من قيادة الجيش إلى قصر بعبدا

في ظل أزمات خانقة ضربت لبنان على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يبرز اسم العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني، كأبرز المرشحين لملء الفراغ الرئاسي الذي عصف بالبلاد منذ أكتوبر 2022. ومع تصاعد التوافقات السياسية، يقترب عون من تحقيق نقلة تاريخية في مسيرته العسكرية، مع احتمال وصوله إلى قصر بعبدا كرئيس جديد للجمهورية اللبنانية.

فرنجية ينسحب من السباق لصالح عون
في تطور سياسي بارز، أعلن رئيس تيار “المردة”، سليمان فرنجية، اليوم الأربعاء، سحب ترشيحه من السباق الرئاسي، معلنًا دعمه الكامل لترشيح العماد جوزيف عون.

وقال فرنجية في بيان له: “إنني أرى في العماد جوزيف عون شخصية قادرة على توحيد اللبنانيين، فهو يتمتع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى، وتضمن العبور بلبنان من أزماته.”

وأضاف: “سحب ترشيحي ليس انسحابًا من المشهد، بل هو دعم لمصلحة لبنان العليا، أشكر كل من منحني ثقته خلال الفترة الماضية، وأتمنى للمجلس النيابي التوفيق في انتخاب رئيس يليق بالوطن، وللبنان أن يجتاز هذه المرحلة بالوعي والوحدة والمسؤولية.”

أخبار تهمك

13 قرارا وافقت عليهم الحكومة فى اجتماعها..أبرزهم إنشاء مؤسسة جامعية واعتماد 31 محضر تصالح وتسوية

13 قرارا وافقت عليهم الحكومة فى اجتماعها..أبرزهم إنشاء مؤسسة جامعية واعتماد 31 محضر تصالح وتسوية

انفراجة تاريخية في لبنان.. وجوزيف عون من قيادة الجيش إلى قصر بعبدا

جلسة البرلمان المرتقبة: نقطة تحول
غدًا الخميس، ينعقد البرلمان اللبناني في جلسته الثالثة عشرة، في محاولة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، بعد سلسلة جلسات سابقة لم تُفضِ إلى نتيجة. هذه الجلسة تأتي بعد 26 شهرًا من الفراغ الرئاسي، الذي ترك المنصب الأول في البلاد شاغرًا منذ مغادرة الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022.

رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أعرب عن تفاؤله، قائلًا: “للمرة الأولى منذ الفراغ في سدة الرئاسة، أشعر بالسرور والأمل بأننا سنشهد غدًا انتخاب رئيس جديد للجمهورية.”

جوزيف عون: رجل الأزمات وصمام الأمان
وُلد العماد جوزيف عون في بلدة “العيشية” بجنوب لبنان عام 1964، وانضم إلى صفوف الجيش اللبناني عام 1983 كطالب ضابط. خلال مسيرته العسكرية، تدرج في المناصب حتى تولى قيادة الجيش عام 2017.

تميزت فترة قيادته بإطلاق معركة “فجر الجرود”، التي حققت انتصارًا كبيرًا على التنظيمات الإرهابية المنتشرة في جرود عرسال والقاع. وبالرغم من الأزمات المتلاحقة التي ضربت لبنان، أبرزها الانهيار الاقتصادي وانفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، تمكن عون من الحفاظ على استقرار المؤسسة العسكرية، لتبقى صامدة وسط الانهيار العام الذي أصاب الدولة اللبنانية.

تصفه صحيفة “النهار” اللبنانية بأنه “رجل التوازنات”، إذ نجح في الحفاظ على علاقة متوازنة بين القوى الدولية الداعمة للبنان، لا سيما الولايات المتحدة، وبين القوى المحلية مثل حزب الله.

دعم دولي مشروط واستراتيجية دقيقة
حصل جوزيف عون على تدريبات عسكرية متقدمة في الولايات المتحدة، مما أكسبه علاقات وثيقة مع الدوائر الغربية. وفي عهده، استمر تدفق المساعدات الأمريكية للجيش اللبناني، كجزء من استراتيجية تهدف إلى دعم مؤسسات الدولة اللبنانية وتقليص نفوذ حزب الله.

في المقابل، تمكن عون من تحاشي الصدام المباشر مع حزب الله، مع الحفاظ على دور الجيش كضامن للأمن والاستقرار. أبرز المحطات التي أظهرت قدرته على إدارة التوازن كانت خلال أحداث “عين الرمانة”، التي شهدت اشتباكات دموية بين أنصار حزب الله والقوات اللبنانية على خلفية التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت.

انفراجة تاريخية في لبنان.. وجوزيف عون من قيادة الجيش إلى قصر بعبدا

الرئاسة بين التحديات والآمال
تاريخيًا، شغل ثلاثة قادة سابقين للجيش اللبناني منصب الرئاسة: إميل لحود، ميشال سليمان، وميشال عون.

وإذا نجحت جلسة الغد في انتخاب جوزيف عون، فإنه سيصبح القائد العسكري الرابع الذي يتولى هذا المنصب، في بلد يئن تحت وطأة أزمات اقتصادية وصفها البنك الدولي بأنها “من بين أشد ثلاث أزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر”.

الآمال معقودة على أن يكون العماد جوزيف عون هو “رجل المرحلة”، الذي يعيد لبنان إلى طريق الاستقرار والازدهار، مستفيدًا من خبرته العسكرية وقدرته على التوازن بين الداخل والخارج.

الخاتمة
بين فراغ دام أكثر من عامين، وصراع سياسي أعاق انتخاب رئيس جديد، يقف لبنان على أعتاب لحظة تاريخية قد تعيد رسم مسار البلاد. العماد جوزيف عون، الذي وُصف بأنه “صمام الأمان”، قد يكون القائد الذي تنتظره الجمهورية للخروج من النفق المظلم. فهل ستشهد جلسة البرلمان غدًا انتخابًا ينهي الفراغ، أم أن التحديات السياسية ستعيد لبنان إلى دائرة الجمود؟