بحيرة نبع الحمراء.. جوهرة وادي النطرون تمزج سحر الطبيعة بالعلاج والتاريخ
في قلب صحراء وادي النطرون وعلى بُعد ساعات قليلة من القاهرة، وتحديدا جنوب محافظة البحيرة تقع بحيرة نبع الحمراء، واحدة من أبرز الكنوز الطبيعية التي تجمع بين الجمال الساحر والقيمة التاريخية والدينية، مما يجعلها مقصدًا فريدًا للسياحة العلاجية والاستشفائية.
سر الملوحة وخصائصها العلاجية
تُعرف البحيرة بمياهها شديدة الملوحة التي تفوق ملوحة مياه البحر بـ 9 أضعاف، ما يمنحها خصائص علاجية استثنائية، إذ أثبتت الدراسات فعالية المياه والطين الغني بالعناصر الطبيعية في علاج أمراض جلدية مثل الصدفية وأمراض الرمد والعظام. على ضفاف البحيرة، يتوافد الزوار للاستفادة من حمامات المياه المالحة والطين العلاجي، إلى جانب نبع المياه العذبة الذي ينبثق وسط البحيرة.
ينبوع مريم.. أسطورة العائلة المقدسة
تكتسب البحيرة أهمية دينية خاصة بفضل ارتباطها برحلة العائلة المقدسة إلى مصر. وتقول الأسطورة إن السيدة مريم العذراء دعت الله لتوفير الماء لها ولطفلها السيد المسيح أثناء رحلتهم، فظهر النبع العذب في قلب البحيرة المالحة، والذي يعرف الآن بـ “ينبوع مريم”.
وجهة سياحية فريدة
مع مساحة تمتد لحوالي 300 فدان، تُعد بحيرة نبع الحمراء من أبرز مواقع السياحة العلاجية في مصر، حيث تتردد عليها الأسر من مختلف المحافظات، لا سيما أيام الجمعة، للاستمتاع بجمال الطبيعة والسباحة في مياهها الفريدة. إلى جانب ذلك، توفر البحيرة بيئة هادئة تحيط بها أشجار النخيل ورمالها الحمراء التي تُعزز التجربة العلاجية.
سبب التسمية وسحر الطبيعة
ترجع تسمية البحيرة إلى ظهور كائن الأرتينيا الأحمر على جانبي البحيرة في فصل الصيف، مما يضفي عليها لونًا مميزًا يجعلها وجهة ساحرة تجمع بين الجمال الطبيعي والقيمة التاريخية.
تحديات وفرص غير مستغلة
رغم مقوماتها الفريدة، لا تزال البحيرة تحتاج إلى استغلال أفضل لتعزيز مكانتها كمزار سياحي عالمي. مع تطوير الخدمات والبنية التحتية، يمكن أن تصبح بحيرة نبع الحمراء وجهة عالمية للسياحة العلاجية، خاصة في ظل تزايد اهتمام الزوار المحليين والدوليين بمواقع الطبيعة والتاريخ.
بحيرة نبع الحمراء ليست مجرد وجهة للاستشفاء، بل هي شهادة حية على تنوع الطبيعة المصرية وتاريخها العريق، مما يجعلها مزارًا يستحق الاكتشاف لكل من يبحث عن الجمال والعلاج في آنٍ واحد.
تعليقات 0