21 نوفمبر 2024 21:03
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

بشهادة الأمم المتحدة: الفلسطينيون في غزة يأكلهم الجوع ويقايضون ملابسهم بالطعام

غزة ـــ شبح المجاعة يلوح بمناطق في غزة
غزة ـــ شبح المجاعة يلوح بمناطق في غزة

أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من نصف الأسر في غزة اضطرت إلى بيع أو تبديل ملابسها للحصول على الطعام، في ظل تفاقم خطر المجاعة جراء العدوان الإسرائيلي. وذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي أشار إلى أن واحدًا من كل خمسة من سكان غزة، أي أكثر من 495,000 شخص، يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك النقص الشديد في الغذاء والمجاعة والإرهاق.

وأشار التقرير إلى أن الوضع في غزة يتدهور مع استمرار العدوان الإسرائيلي وتقييد وصول المساعدات الإنسانية، مما يزيد من خطر المجاعة في جميع أنحاء القطاع. وأفادت أكثر من نصف الأسر في غزة بأنها لا تملك أي طعام في المنزل، وأن أكثر من 20% منها تقضي أيامًا وليالي كاملة دون تناول الطعام.

ومنذ بداية العدوان في 7 أكتوبر الماضي، فرضت إسرائيل حصارًا كاملًا على غزة، ما أدى إلى تدمير قدرة القطاع على إنتاج الغذاء. وتفاقمت أزمة الجوع في الجنوب بشكل خاص بعد التوغل العسكري الإسرائيلي في رفح، الذي خنق طرق الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية.

وتُظهر المرحلة الخامسة من الجوع، التي تؤثر على 22% من سكان غزة، أن المنطقة تعاني من مجاعة عندما تواجه 20% من الأسر نقصًا شديدًا في الغذاء، و30% من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، ويموت يوميًا شخصان بالغان على الأقل أو أربعة أطفال لكل 10,000 شخص.

وصرح مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة قد ترقى إلى “جريمة حرب” تتمثل في التجويع المتعمد. وأوضح أن سلطات الاحتلال تسيطر على الدخول إلى غزة، وتتطلب التحركات الحصول على إذن عسكري، كما أن الطرق مدمرة والأنقاض تعوق الحركة والوقود شحيح، وشبكات الكهرباء والاتصالات بالكاد تعمل.

وأكدت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة صعوبة الوصول إلى معبر “كرم أبو سالم” بسبب القيود الإسرائيلية، وأنه من المستحيل معالجة الأزمة دون وقف كامل لإطلاق النار. وذكر تقرير عن الأمن الغذائي صدر في يونيو أن أشهر الجوع الشديد في غزة أدت إلى وفاة العديد من الفلسطينيين، وألحقت أضرارًا دائمة بالأطفال من خلال سوء التغذية.

وأشارت شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة إلى أن “من الممكن، إن لم يكن من المحتمل، أن تبدأ المجاعة في شمال غزة في أبريل”. وذكرت منظمتان تابعتان للأمم المتحدة أن أكثر من مليون شخص “من المتوقع أن يواجهوا الموت والجوع” بحلول منتصف يوليو. وحذر برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة من الخسائر البشرية الناجمة عن الجوع في تقريرهما عن بؤر الجوع الساخنة.

وأصدر منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ومنسق الأزمات في الاتحاد الأوروبي، يانيز لينارسيتش، بيانًا مشتركًا هذا الأسبوع، قالا فيه: “لقد وصلت الأزمة في غزة إلى نقطة انهيار. أصبح تسليم أي مساعدة إنسانية ذات معنى داخل غزة مستحيلًا تقريبًا. ونسيج المجتمع المدني ذاته يتفكك”.

وأشارت كيت فيليبس باراسو، نائبة رئيس السياسة العالمية والمناصرة في منظمة ميرسي كوربس، قبل إصدار تقرير التصنيف المرحلي المتكامل حول غزة، إلى أن “الناس يعانون من ظروف لا إنسانية، ويلجأون إلى إجراءات يائسة مثل غلي الأعشاب الضارة، وتناول أعلاف الحيوانات، وتبادل الملابس مقابل المال لدرء الجوع وإبقاء أطفالهم على قيد الحياة”.

وأضافت: “إن الوضع الإنساني يتدهور بسرعة، ولا يزال شبح المجاعة يخيم على غزة. المساعدات الإنسانية محدودة، ويجب على المجتمع الدولي أن يمارس ضغوطًا لا هوادة فيها لتحقيق وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام الآن. لم يعد السكان قادرين على تحمل هذه الصعوبات بعد الآن”.