أعلنت وزارة الداخلية البريطانية عن إطلاق جهود جديدة لمحاربة تهريب البشر، حيث سيتم نشر مئات من ضباط الشرطة البريطانية في جميع أنحاء أوروبا. هذا الإجراء يأتي كجزء من قيادة أمن الحدود الجديدة في المملكة المتحدة، والتي يرأسها رئيس الوزراء الجديد، السير كير ستارمر، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “التليجراف”.
تشكيل القيادة الجديدة
أعلنت وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، عن الخطوات الأولى لتشكيل القيادة الأمنية الجديدة، حيث سيتم بدء البحث عن رئيس سابق للشرطة أو الجيش أو المخابرات ليرأسها. وأوضحت كوبر أن هذه الخطوة تأتي لمكافحة عصابات التهريب التي تجني الملايين من تهريب البشر عبر القوارب الصغيرة، مما يعرض حياة الناس للخطر ويقوض أمن الحدود.
توظيف وتنسيق واسع
سيتم تجنيد ما يصل إلى 1000 ضابط إضافي من قبل الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة (NCA) وقوة الحدود وجهاز الأمن الداخلي MI5. هؤلاء الضباط سيتمركزون في جميع أنحاء أوروبا، بالتعاون مع “اليوروبول” وقوات الشرطة الأوروبية، لتعطيل شبكات الاتجار بالبشر وتقديم المجرمين للعدالة.
التمويل والإجراءات الجديدة
سيتم تمويل القيادة الجديدة من الأموال التي تم توفيرها من خلال إلغاء مخطط رواندا لرئيس الوزراء السابق، ريشي سوناك، والذي من المتوقع أن يوفر حوالي 75 مليون جنيه إسترليني في العام الأول. سيتم نشر الضباط لدعم زملائهم في بلدان العبور والحدود مثل فرنسا وبلجيكا وتركيا وبلغاريا وإيطاليا واليونان، إضافة إلى مناطق مثل أراضي الأكراد في سوريا وتركيا والعراق.
تحقيق وتعاون دولي
كلفت كوبر وزارة الداخلية والوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة بإجراء تحقيق في أحدث الأساليب التي تستخدمها عصابات تهريب البشر في أوروبا. كما سيتم تعيين رئيس جديد للقيادة في غضون أسابيع لتنسيق عمل جهات إنفاذ القانون وتقديم تقاريره مباشرة إلى وزيرة الداخلية.
ستستغل كوبر اجتماعها مع الزعماء الأوروبيين في المملكة المتحدة في 18 يوليو للتوصل إلى اتفاق جديد مع الاتحاد الأوروبي للاشتراك في نظام بصمات الأصابع، مما سيمكن من تحديد طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين في القارة وتسريع عملية ترحيلهم.
صلاحيات معززة
ستمنح التشريعات الجديدة الضباط والمحققين صلاحيات مشابهة لسلطات مكافحة الإرهاب، بما في ذلك الإيقاف والتفتيش وفحص الهواتف المحمولة والحصول على أوامر تفتيش للمباني ومصادرة الأشياء قبل ارتكاب الجريمة. كما سيتمكنون من استخدام أوامر منع الجرائم الخطيرة لتقييد الوصول إلى الإنترنت والخدمات المصرفية وسفر المهربين المشتبه بهم قبل إدانتهم.
نموذج الأمن ومكافحة الإرهاب
تم تصميم القيادة الجديدة على غرار “مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب”، الذي أنشأته حكومة حزب العمال الأخيرة لإصلاح وتنسيق النهج المتبع في الأمن القومي. ومن المتوقع أن يتقدم نيل باسو، الرئيس السابق لشرطة مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة، لشغل منصب رئيس القيادة الجديدة.
و يعمل فريق أساسي في وزارة الداخلية على تحديد الاختصاص الدقيق للقيادة والحوكمة والتوجه الاستراتيجي، لضمان تنفيذ الإجراءات بفعالية ومكافحة جرائم الهجرة المنظمة بشكل حازم ومتكامل.
