نقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن ستايسي جيلبرت، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية، تصريحات مثيرة كشفت فيها عن تزوير تقرير رسمي لإعفاء إسرائيل من مسؤولية منع تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
وقالت جيلبرت، التي استقالت من منصبها كمسؤولة مكتب السكان واللاجئين والهجرة، إن تقرير الخارجية الأمريكية الذي نشر في 10 مايو الماضي كان مضللًا وغير مطابق للحقائق.
تزوير تقرير الخارجية الأمريكية
وأكدت جيلبرت أن التقرير، المنصوص عليه بموجب مذكرة الأمن القومي رقم 20، قد تم تزويره لتبرئة إسرائيل من تهمة منع أو تقييد نقل المساعدات الإنسانية الأمريكية إلى غزة، وهو أمر بالغ الخطورة نظرًا لأن القانون الأمريكي يلزم بخفض مبيعات الأسلحة والمساعدات الأمنية لأي دولة تعيق وصول المساعدات الإنسانية.
وأوضحت جيلبرت أن خبراء وزارة الخارجية الأمريكية الذين تمت استشارتهم بشأن التقرير اتفقوا على أن إسرائيل تلعب دورًا كبيرًا في الحد من كمية المواد الغذائية والإمدادات الطبية التي تعبر الحدود إلى قطاع غزة.
وأشارت إلى أنه في نهاية أبريل، تم سحب التقرير من أيدي الخبراء، وتم تحريره على مستوى أعلى، ما أدى إلى حذف أي إشارات إلى مسؤولية إسرائيل عن منع المساعدات.
استقالات احتجاجية
وتأتي استقالة جيلبرت بعد سلسلة من الاستقالات في إدارة بايدن احتجاجًا على السياسة الأمريكية تجاه غزة. ألكسندر سميث، المتعاقد مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، استقال أيضًا بعد إعداد عرض تقديمي حول وفيات الأمهات والأطفال بين الفلسطينيين، الذي تم إلغاؤه في اللحظة الأخيرة. سميث وجيلبرت هما ضمن تسعة مسؤولين أمريكيين استقالوا علنًا بسبب السياسة الأمريكية بشأن غزة، وسط تقارير عن مغادرة عشرين آخرين بهدوء.
وجاءت هذه الاستقالات في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يعاني السكان من المجاعة وقلة المساعدات الإنسانية بسبب القيود المفروضة على المعابر البرية التي تسيطر عليها إسرائيل.
وفي الوقت ذاته، تواصل الحكومة الإسرائيلية هجماتها على رفح الفلسطينية، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين الذين يعانون بالفعل من الأوضاع المأساوية في القطاع المحاصر.
