تحركات عربية مكثفة لمواجهة مقترح ترمب بشأن غزة ورفض التهجير
تعمل عدة دول عربية على بلورة خطة شاملة للرد على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن مستقبل قطاع غزة، وسط تأكيدات على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وكشفت مصادر مصرية وعربية أن الخطة الجاري إعدادها ستشمل إعادة إعمار القطاع، وتنفيذ برامج للتعافي المبكر، إلى جانب مقترحات لتحقيق السلام الشامل، على أن يكون التطبيع مع إسرائيل مشروطًا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذا السياق، أكدت وزارة الخارجية المصرية أن الوزير بدر عبد العاطي شدد، خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، على أن القاهرة بصدد تقديم تصور متكامل لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانه.
أخبار تهمك
وأوضح أن هذا التصور يستهدف مساعدة الفلسطينيين من خلال تنفيذ مشاريع تنموية وإزالة الركام وإعادة الإعمار مع ضمان بقائهم في أراضيهم.
كما أجرى عبد العاطي لقاءات منفصلة مع عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث أكد التزام القاهرة بتقديم رؤية شاملة للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة، مشددًا على أهمية البدء في تنفيذ هذه الخطة لضمان استقرار الأوضاع في القطاع.
من جانبها، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر عربية أن هناك تحركات مكثفة لصياغة موقف عربي موحد لمواجهة مقترح ترمب، الذي يهدف إلى تحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” عبر إخلائها من سكانها الفلسطينيين.
وفي هذا الإطار، أكد الخبير الاستراتيجي السعودي، اللواء محمد الحربي، أن الدول العربية تتحرك ككتلة واحدة لرفض أي مخطط يهدف إلى التهجير القسري، مشددًا على أن الموقف العربي سيركز على ضرورة إعمار غزة في ظل وجود سكانها، مع وضع ضمانات تحول دون تكرار عمليات التدمير.
كما أشار إلى أن الدول العربية ستتمسك بحل الدولتين على حدود 1967 باعتباره الحل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة.
على صعيد متصل، كشفت مصادر دبلوماسية أن قادة خمس دول عربية سيعقدون اجتماعًا قريبًا لبحث خطة الرد العربي على مقترح ترمب، وذلك قبل انعقاد القمة العربية المرتقبة في القاهرة يوم 27 فبراير الجاري.
وأوضحت المصادر أن القمة الخماسية ستؤكد رفض تهجير الفلسطينيين من غزة، وستضع تصورًا واضحًا لكيفية إعادة إعمار القطاع ضمن إطار حل سياسي شامل.
من جانبه، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال لقاء مع صحافيين في واشنطن، أن مصر ستقدم رؤية واضحة بشأن غزة، مشيرًا إلى أن الدول العربية ستعمل على تنسيق موقفها المشترك في هذا الملف.
وفي السياق ذاته، أوضح مصدر دبلوماسي عربي أن هناك مشاورات مكثفة بين الدول العربية لصياغة مقترح متكامل للرد على خطة ترمب، وسط توقعات بأن يتم تقديم هذا المقترح خلال القمة الطارئة بالقاهرة نهاية الشهر الجاري.
كما أشار إلى أن واشنطن أبدت استعدادًا لمناقشة الطرح العربي، وهو ما يعكس أهمية التنسيق المشترك لمواجهة أي ضغوط دولية قد تُفرض في هذا الملف.
تعليقات 0