ترامب يضع ثروات أوكرانيا على طاولة التفاوض لإنهاء الحرب.. والصين في قلب المشهد

يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحركاته لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، لكن رؤيته للحل لا تقتصر فقط على إقرار السلام، بل تتجاوز ذلك إلى مصالح استراتيجية تتعلق بالثروات الطبيعية لأوكرانيا.
ففي تصريحات مثيرة، أكد ترامب أنه طلب من كييف تقديم ما قيمته 500 مليار دولار من المعادن النادرة مقابل الدعم الأمريكي المقدم لها خلال الحرب.
وخلال الأسبوع الجاري، تصاعد الحديث عن تسوية محتملة للصراع، حيث أعلن ترامب عن لقاء مرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المملكة العربية السعودية لمناقشة سبل إنهاء الحرب.
أخبار تهمك
هذا الإعلان جاء بعد أيام من مطالبته لأوكرانيا بسداد “ثمن” المساعدات التي تلقتها من واشنطن.
وأكد ترامب أنه لا يتوقع أن تتمكن أوكرانيا من استعادة كامل أراضيها، مشيراً إلى أن عضويتها في حلف الناتو قد لا تكون خياراً عملياً.
وأضاف: “يتوجب على أوكرانيا اللجوء إلى السلام قبل أي شيء”، مشدداً على أن واشنطن تتطلع إلى صفقة تتيح لها الحصول على المعادن النادرة الموجودة في أوكرانيا كتعويض عن الدعم الأمريكي.
وخلال مقابلة مع “فوكس نيوز”، أوضح ترامب موقفه قائلاً: “أخبرت كييف أنني أريد ما قيمته 500 مليار دولار من المعادن النادرة.
أوكرانيا تمتلك أراضي ذات قيمة هائلة من حيث الموارد المعدنية، النفط، والغاز”، مضيفاً: “قد يعقدوا صفقة أو قد لا يعقدوا، وقد يكونوا روساً يوماً ما أو لا، لكننا سنحصل على هذه الأموال”.
ثروات أوكرانيا.. ورقة ترامب الرابحة في مواجهة الصين
تضم أوكرانيا مخزونات ضخمة من المعادن الهامة، حيث تشير تقارير حكومية إلى أنها تحتوي على 117 من أصل 120 نوعاً من المعادن المستخدمة عالمياً، بما في ذلك الليثيوم والتيتانيوم، وهما عنصران أساسيان في صناعة الهواتف الذكية والطائرات المقاتلة.
كما تمتلك البلاد ثاني أكبر احتياطي من الغاز بعد روسيا، فضلاً عن كميات كبيرة من اليورانيوم، البريليوم، والزركونيوم.
ويعتمد الاقتصاد الأمريكي حالياً بشكل كبير على الصين في استيراد المعادن النادرة، حيث تستورد واشنطن 80% من احتياجاتها من بكين.
وإذا تمكن ترامب من إبرام صفقة مع أوكرانيا، فقد تتمكن الولايات المتحدة من تقليل اعتمادها على الموارد الصينية، ما يمنح ترامب هامشاً أكبر للمناورة في حربه التجارية مع بكين.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن ترامب يسعى إلى تحقيق أكثر من مجرد وقف الحرب، فهو يضع ثروات أوكرانيا في صلب استراتيجيته الاقتصادية والجيوسياسية، محاولاً تأمين مصالح واشنطن في مواجهة خصومها الدوليين، وعلى رأسهم الصين.
تعليقات 0