تصاعد التوتر بين القوى الكبرى يدق طبول حرب عالمية.. أمريكا وروسيا على حافة مواجهة جديدة

17 يوليو 2024
تصاعد التوتر بين القوى الكبرى يدق طبول حرب عالمية.. أمريكا وروسيا على حافة مواجهة جديدة

تتميز العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا بِتاريخ طويل من التوتر والصراع، يعود إلى القرن الثامن عشر. مرّت هذه العلاقات بمراحلٍ مختلفة، من التعاون إلى العداء المُعلن، تاركةً بصمتها على مجريات الأحداث العالمية.

أبرز نقاط الخلاف:

الحرب الباردة:
كانت أطول وأشد فترات الخلاف بين البلدين، حيث انقسم العالم إلى معسكرين رأسمالي بقيادة الولايات المتحدة، واشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي. تميزت هذه الفترة بسباق التسلح النووي، والحروب بالوكالة، والتجسس، والدعاية.

انهيار الاتحاد السوفيتي:
انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 أدى إلى تغيرات جذرية في العلاقات الدولية، وانحسار حدة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا. لكن سرعان ما عادت الخلافات إلى الظهور، خاصةً مع توسع حلف الناتو شرقاً، وازدياد نفوذ روسيا في مناطق نفوذ تقليدية للولايات المتحدة.

الحرب في أوكرانيا:
الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022 شكّل نقطة تحول رئيسية في العلاقات بين البلدين، حيث أدى إلى فرض عقوبات اقتصادية غربية قاسية على روسيا، وتقديم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية واسعة لأوكرانيا.

وفي 12 يوليو 2024، تلقى العالم بقلق نبأ الاتصال الهاتفي بين وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف ونظيره الأمريكي لويد أوستن. هذا الاتصال الذي جاء عقب إعلان واشنطن عن نيتها نشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا، يعكس تصاعد التوتر بين القوى الكبرى. أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المباحثات الهاتفية تناولت سبل احتواء خطر التصعيد وتجنب التهديدات الأمنية. وجاء هذا الاتصال كإشارة واضحة على التنافس الدولي الحاد الذي يسعى إما للحفاظ على الوضع الراهن أو تغيير النظام الدولي نحو التعددية القطبية.

مؤشرات التصعيد المتزايد
إعلان الولايات المتحدة نشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا:
في بيان مشترك بتاريخ 10 يوليو 2024، أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا خلال قمة حلف الناتو في واشنطن عن بدء نشر أسلحة بعيدة المدى عام 2026 في ألمانيا. هذه الخطوة تهدف إلى زيادة الردع ضد روسيا لكنها أثارت جدلاً وانتقادات حتى داخل الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني.

التهديد الروسي باستهداف عواصم أوروبية:
في 13 يوليو 2024، هدد الكرملين باستهداف عواصم أوروبية ردًا على نشر الصواريخ الأمريكية في ألمانيا. حذر ديمترى بيسكوف من أن العواصم الأوروبية قد تكون الضحية الكبرى في أي صراع محتمل.

مناورات البحر المشترك 2024:
أعلنت وزارة الدفاع الصينية عن مناورات بحرية مشتركة مع روسيا تزامنًا مع قمة الناتو، لتأكيد الدعم الغربي لأوكرانيا. تهدف هذه المناورات إلى إظهار القدرة المشتركة على التصدي للتهديدات الأمنية البحرية.

اتهامات غربية للصين بمساندة روسيا:
في 11 يوليو 2024، أعرب قادة حلف الناتو في قمتهم بواشنطن عن قلقهم بشأن الدعم الصيني لروسيا في حربها ضد أوكرانيا. ودعوا الصين لوقف دعمها المادي والسياسي لموسكو.

مبادرة أوروبية لتطوير صواريخ كروز:
في 11 يوليو 2024، أعلنت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا عن مبادرة لتطوير صواريخ كروز بمدى يزيد على 500 كيلومتر، لتعزيز الترسانات الأوروبية وكشف الثغرات التي أبرزتها الحرب في أوكرانيا.

التداعيات المحتملة
تزايد الاستقطابات والانشقاقات الدولية:
تصاعد التوتر بين القوى الكبرى سيؤدي إلى إعادة اصطفاف القوى الإقليمية، مما يعكس على الاستقرار الإقليمي والدولي.

سباق تسلح عالمي:
الصراع الروسي الغربي دفع العديد من الدول إلى زيادة إنفاقها العسكري، بما في ذلك إعلان ألمانيا عن أكبر موازنة عسكرية في تاريخها لعام 2024.

تراجع معدلات التنمية العالمية:
وفقًا لمؤشر السلام العالمي 2024، شهد العالم تدهورًا في مستوى السلام مع نشوب 65 صراعًا دوليًا، وهو أكبر عدد من الصراعات منذ الحرب العالمية الثانية.

مجمل القول
إن تصاعد التوتر بين القوى الكبرى واستخدام الصراع الروسي الأوكراني كمجال لاختبار النفوذ والتحالفات، يسعى إلى تغيير النظام الدولي. هذا التصعيد قد يؤدي إلى سباق تسلح عالمي على حساب التنمية العالمية، ويزيد من الاستقطابات الدولية.