14 نوفمبر 2024 19:39
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تعيينات ترامب تدمر السياسة الأمريكية.. قادة عسكريون: اختيار هيجسيث لوزارة الدفاع يشعل سباق تسلح نووي

في لحظة مفصلية في تاريخ السياسة الأمريكية، تقف الولايات المتحدة أمام مفترق طرق قد يغير معالم العلاقات الدولية التي أرستها على مدار عقود.

مع بداية انتخابات عام 2024، تلوح في الأفق سياسات قد تهز استقرار التحالفات الدولية التي نشأت في ظل هيمنة الولايات المتحدة على النظام العالمي.

وهل سيؤدي التوجه نحو “أمريكا أولاً” إلى تقليص التزاماتها تجاه حلفائها وترك فراغ قد يملؤه خصومها، مما يهدد بتفجر سباق تسلح نووي عالمي؟

تعيينات ترامب تدمر السياسة الأمريكية.. قادة عسكريون: اختيار هيجسيث لوزارة الدفاع يشعل سباق تسلح نووي

ترامب والتوجهات الجديدة: سياسة أمريكا أولاً
منذ توليه منصب الرئيس، تبنى دونالد ترامب سياسة “أمريكا أولاً” التي لا تقتصر فقط على إعادة النظر في الاتفاقات التجارية والاقتصادية، بل تشمل أيضًا إعادة تقييم العلاقات العسكرية والدفاعية مع الحلفاء.

وفي تصريحاته، أظهر ترامب رغبة قوية في تقليص التورط الأمريكي في الصراعات الخارجية، معتبرًا أن الولايات المتحدة لا يجب أن تكون شرطية العالم.

وفي هذا السياق، بدأ الرئيس الأمريكي المنتخب في تعيين أفراد من أقرب مساعديه، مثل بيت هيجسيث، الذي يعبر عن دعم قوي لأجندة ترامب “أمريكا أولاً”.

لكن تعيين هيجسيث أثار قلقًا كبيرًا بين العسكريين الأمريكيين، الذين وصفوا التعيين بأنه “سخيف” و”كابوس”، محذرين من أن مثل هذه التعيينات قد تكون جزءًا من خطة أكبر لتغيير السياسة الخارجية الأمريكية بشكل جذري.

تعيينات ترامب تدمر السياسة الأمريكية.. قادة عسكريون: اختيار هيجسيث لوزارة الدفاع يشعل سباق تسلح نووي

انسحاب من المعاهدات: تهديدات لأسس الأمن العالمي
في سياق موازٍ، يبدو أن ترامب لا يلتزم بنهج التحالفات التقليدية. وقد أبدى مرارًا رغبته في إعادة تقييم الالتزامات العسكرية التي تربط الولايات المتحدة بحلفائها في أوروبا وآسيا، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي (الناتو).

فقد سبق وأن أشار إلى أنه قد يسعى للخروج من الناتو أو حتى إلغاء التزامه بالمادة الخامسة من معاهدة الدفاع المتبادل في الحلف، التي تضمن الدفاع العسكري بين أعضائه.

وهذا التحول قد يشعل موجة من القلق في أوروبا وآسيا، حيث يخشى القادة العسكريون أن يؤدي انسحاب أمريكا من هذه المعاهدات إلى دفع بعض الدول إلى تطوير أسلحة نووية خاصة بها لتأمين أمنها القومي.

تعيينات ترامب تدمر السياسة الأمريكية.. قادة عسكريون: اختيار هيجسيث لوزارة الدفاع يشعل سباق تسلح نووي

قوات حلف الناتو

تهديد سباق تسلح نووي جديد
يعد هذا التحول في السياسة الأمريكية بمثابة تحذير خطير من عواقب قد تكون غير محسوبة.

إذا قررت دول مثل كوريا الجنوبية واليابان أو دول أخرى في أوروبا استبدال الأمن المظلي النووي الأمريكي بتطوير أسلحة نووية خاصة بها، فإن ذلك سيؤدي إلى تعزيز سباق تسلح نووي في المنطقة.

ولا يقتصر الأمر على هذه الدول فقط، بل قد يتسبب ذلك أيضًا في تقوية ترسانات الدول المنافسة مثل روسيا والصين، مما قد يساهم في زيادة التوترات العالمية.

روسيا والصين: مصالح متناقضة واستراتيجيات جديدة
في ظل سياسة “أمريكا أولاً” قد يرى كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ فرصة لزيادة نفوذهما على الساحة الدولية. فقد أبدى ترامب استعدادًا لإجراء مفاوضات مع موسكو وبكين على أساس تحقيق “مكاسب للطرفين”، وهو ما قد يعني تحولات في معادلة القوة العالمية.

لكن، وبحسب الخبراء، فإن هذا النهج قد يتجاهل الواقع الاستراتيجي، حيث تسعى كل من روسيا والصين إلى إضعاف النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة لصالح تعزيز مصالحهما.

التهديد الأوكراني وتداعياته
القلق يزداد في ظل الأزمات الجارية، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا. بينما تسعى أوكرانيا للدفاع عن نفسها ضد الهجوم الروسي، تتسائل الأوساط السياسية حول احتمالية قيام ترامب بتقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا، أو حتى التوقف عن تقديم المساعدات العسكرية التي تحتاجها البلاد لمواجهة العدوان الروسي.

وقد أعرب مستشار الأمن القومي السابق، جون بولتون، عن قلقه من أن المفاوضات مع روسيا تحت هذا النهج قد تؤدي إلى تقديم تنازلات لأعداء الولايات المتحدة على حساب حلفائها.

تعيينات ترامب تدمر السياسة الأمريكية.. قادة عسكريون: اختيار هيجسيث لوزارة الدفاع يشعل سباق تسلح نووي

الاستنتاج: سياسة غير مؤكدة وتحديات عالمية
إذا استمر الرئيس ترامب في اتباع سياسة “أمريكا أولاً” بنكهتها الجديدة، فقد تتغير خارطة التحالفات الدولية بشكل جذري. ومع تعالي التحذيرات من المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين، تظل تساؤلات كبيرة قائمة حول تأثير هذه السياسات على استقرار الأمن الدولي.

وعلى الرغم من أن العالم قد يكون بحاجة إلى التحول نحو السلام والتفاوض، فإن التوقعات تشير إلى أن سياسات ترامب قد تؤدي إلى تزايد سباق التسلح النووي وتفاقم التوترات الدولية، ما قد يغير شكل العلاقات العالمية لعقود قادمة.