تفاصيل الانسحاب من محور نتساريم في الساعات الأخيرة و حجم الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية
![](https://www.sinai.news/wp-content/uploads/2025/02/تفاصيل-الانسحاب-من-محور-نتساريم-في-الساعات-الأخيرة-و-حجم-الدمار-الواسع-الذي-طال-البنية-التحتية.jpg)
يستكمل جيش الاحتلال انسحاب قواته من محور نتساريم في الساعات الأخيرة، وسينتشر في محيط المنطقة. وبعد انسحاب القوات، سيتم نقل الفرقة 99، التي كانت تعمل على محور نتساريم في الأشهر الأخيرة، إلى القيادة الوسطى. وبهذه الطريقة، سيترك الجيش قوات من فرقتين في غلاف غزة وداخل محور فيلادلفيا: فرقة غزة والفرقة 162.
وفي الساعات المقبلة، ستتولى الفرقة 162 أيضًا مسؤولية محيط محور نتساريم.
ويأتي ذلك في إطار وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحماس. بدأت عملية إخلاء الجزء الشرقي من محور نتساريم قبل عدة أيام. خلال نهاية الأسبوع والليلة الماضية ” السبت والأحد ” ، زاد الجيش من عدد المخارج من الطريق السريع .
وخلال الليل، أعطى المستوى السياسي الموافقة النهائية على إخلاء محور نتساريم. وكما ذكرنا، فمن المفترض أن يستكمل عملية الإخلاء بحلول فترة الظهيرة. قامت قوات الجيش الإسرائيلي بتفكيك عدد من المواقع على طول المحور. لكن من بين أمور أخرى، لم يقم الجيش بتفكيك الطريق الذي شقه على طول المحور .
أخبار تهمك
يقول الجيش إن نشر القوات في محيط القطاع كثيف، ويهدف إلى الرد على سيناريوهات مختلفة قد تهدد المستوطنات المحيطة بغزة .
وبموجب الاتفاق، أصبح لزامًا على الكيان الصهيوني، في نهاية المرحلة الخامسة من إطلاق سراح الأسرى، مغادرة المحور المصري والانتشار في محيطه. ومن المقرر أن يتم نشر عناصر شركة الأمن الأميركية، بدلاً من قوات الجيش، على محور نتساريم. قبل أسبوعين، انسحب الجيش من الجزء الغربي من المحور، مما سمح بحركة سكان غزة من الجنوب إلى الشمال.
وكشف الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي من “محور نتساريم” وسط غزة، عن حجم الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية، والمنازل، والمنشآت الفلسطينية، جراء الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل على مدار أكثر 15 شهراً.
ونشر نشطاء فلسطينيون مقاطع فيديو تبرز حجم الدمار الواسع في بلديات النصيرات، جحر الديك، المغراقة، الزيتون، حيث بدت معالم هذه المناطق مدمرة بفعل القصف العشوائي الإسرائيلي المكثف والتجريف الواسع الذي طال الأراضي الزراعية والممتلكات المدنية .
ودمر جيش الاحتلال الإسرائيلي شبكات الكهرباء والمياه، فيما بدت الصدمة واضحة على وجوه النازحين الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم، التي لم يجدوا منها سوى أطلال وأنقاض.
ومن جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية ” حماس ” ، اليوم الأحد، أن انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم، الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، يمثّل ” انتصارًا ” لإرادة الشعب الفلسطيني وتتويجًا لصمود المقاومة وبطولاتها، مشددة على أن هذا الانسحاب دليل واضح لفشل أهداف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .
وقالت حماس في بيان إن صمود الشعب الفلسطيني وثباته على أرضه وتضحيات المقاومة وبطولاتها، وعلى رأسها كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة ” أسقط أوهام الاحتلال وقيادته الفاشية بالسيطرة العسكرية على القطاع وتقسيمه. كما أفشل الاحتلال في محاولاته فرض أمر واقع عبر عمليات الإبادة الجماعية والتجويع والتدمير الممنهج ” .
عودة النازحين وتبادل الأسرى
وأكدت الحركة أن إتمام هذا الانسحاب وإعادة ربط وسط قطاع غزة بشماله، واستمرار عودة النازحين إلى ديارهم في مناطق شمال القطاع، والمضي في عمليات تبادل الأسرى وتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، يعكس تصميم الشعب الفلسطيني على التمسك بحقوقه الوطنية.
وشدَّد البيان على أن هذه التطورات تؤكد عزم المقاومة على إفشال كل مخططات الاحتلال الهادفة إلى تهجير الشعب الفلسطيني، ومواصلة النضال حتى تحقيق تطلعاته في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وبدوره اعتبر المتحدث الرسمي باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أن الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي، من محور نتساريم يمثل، استكمالا لفشل أهداف حرب الإبادة على قطاع غزة، مؤكدا أن عودة النازحين واستمرار عمليات تبادل الأسرى والانسحاب من نتساريم دحض كذبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووهمه بتحقيق النصر الكامل.
من جانبه، قال سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس، إن مشهد الانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم ” هو إعلان هزيمة وفشل نتنياهو في تحقيق أهدافه أو البقاء على أرض غزة ” .
وأضاف: ” تتكرر الغزوات؛ لكن النتيجة واحدة؛ وهي أن غزة عصية على الغزاة “.
وعلى جانب آخر، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الاحتلال يجري مفاوضات حول تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
فيما أكدت هيئة البث الإسرائيلية، الأحد، أن المجلس الوزاري المصغر سيبحث المرحلة الثانية للاتفاق خلال اجتماعه الثلاثاء أو الخميس المقبلين.
فيما أفادت صحيفة هآرتس عن مصادر إسرائيلية، أن الفريق الذي يزور الدوحة لن يدفع باتجاه المرحلة الثانية مع إعلان نتنياهو عدم رغبته فيها.
في الضفة الغربية، يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي عدوانه العسكري على محافظات جنين وطوباس وطولكرم شمال الضفة المحتلة، في ظل إجبار آلاف العائلات على ترك منازل والنزوح من مناطق سكنهم، وتدمير البنية التحتية وتجريف الطرقات وتفجير وتدمير عشرات المنازل.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الأحد، استشهاد المواطنة سندس جمال ” 23 عاما ” وهي حامل بالشهر الثامن، وإصابة زوجها بجروح حرجة برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المستمر على مخيم نور شمس، في وقت واصلت قوات الاحتلال تشديد حصارها على طولكرم وتوسيع عدوانها على المخيمات والبلدات في شمال الضفة الغربية.
ووسعت قوات الاحتلال الاسرائيلي من عمليات نسف المنازل وتدمير البنية التحتية في مخيمات الفارعة بطوباس ومخيمي طولكرم وجنين، تزامنا مع منع الصحفيين من دخول تلك المناطق، ما يفرض تعتيمًا إعلاميا على الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون هناك.
ولليوم الـ 20، تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي عدوانها على جنين ومخيمها، في ظل استمرار عمليات التدمير والتخريب وإطباق الحصار على المخيم ومحيطه.
وسجل مخيم جنين أكبر حركة نزوح خلال العدوان المتواصل على شمال الضفة الغربية، حيث أجبرت قوات الاحتلال الاسرائيلي عدد من الفلسطينيين على مغادرة منازلهم، وتفجير وحرق وهدم عدد كبير منها.
ودخل عدوان الاحتلال الاسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيمها يومه الـ14، حيث وسّعت قوات الاحتلال نطاق عدوانها ليشمل مخيم نور شمس شرق المدينة، في تصعيد خطير أسفر عن دمار واسع في البنية التحتية، وإجبار السكان على الخروج من منازلهم.
ودفعت قوات الاحتلال الاسرائيلي، فجر الأحد، بتعزيزات عسكرية كبيرة، تضم آليات وجرافات ثقيلة، إلى مخيم نور شمس، وشنت عمليات اقتحام ومداهمة طالت عشرات المنازل في محيطه، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وسماع أصوات انفجارات ضخمة، مع تحليق لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
وتواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي، لليوم الـ8 على التوالي، عدوانها على مخيم الفارعة قرب طوباس، تزامنًا مع إجبار العائلات على النزوح من المخيم.
في تل أبيب، شن رئيس حزب “عوتسما يهوديت”، إيتمار بن جفير، هجومًا حادًا على سياسة حكومة بنيامين نتنياهو في قطاع غزة، متهمًا المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، بالخضوع للضغوط الدولية في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية.
وطالب بن جفير الذي استقال مؤخرا من الحكومة الإسرائيلية، في مقابلة إذاعية أجراها صباح الأحد، بتسريع عملية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، واعتبر أن إسرائيل “تحولت إلى نكتة في الشرق الأوسط”.
جاء ذلك فيما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن بن جفير وافق على طلب من الحكومة بتأجيل طرح مشروع قانون تشجيع هجرة الفلسطينيين من قطاع غزة لمدة أسبوعين، والذي كان من المقرر مناقشته اليوم في اللجنة الوزارية للتشريع.
وبحسب القناة، فإن هذا الطلب جاء بهدف إفساح المجال أمام المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية، لمناقشة مشروع القانون الذي يأتي بموازاة طرح الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بتهجير قطاع غزة من سكانه الفلسطينيين.
وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل الإسرائيلية ، أن الجيش الإسرائيلي انسحب بالكامل من محور نتساريم وسط قطاع غزة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، وبدأ الفلسطينيون في العودة إلى الجزء الشرقي من المحور.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية انسحبت من مواقعها في الجزء الغربي من محور نتساريم منذ أسبوعين تقريبًا بعدما سمحت القوات للنازحين من قطاع غزة بالرجوع إلى شمال القطاع سيرًا على الأقدام عبر الطريق الساحلي وبواسطة السيارات على طريق صلاح الدين وسط غزة.
وبموجب الاتفاق ، في اليوم الـ21 من وقف إطلاق النار، ستنسحب إسرائيل بالكامل من الممر الذي يقسم القطاع وتحتفظ فقط بوجود منطقة عازلة تصل إلى حوالي كيلومتر داخل غزة.
تفاصيل الانسحاب والآثار
- الانسحاب من محور نتساريم:
– تم إخلاء الجزء الشرقي من المحور قبل عدة أيام.
– في نهاية الأسبوع والليلة الماضية، زاد الجيش من عدد المخارج من الطريق السريع.
– تم إعطاء الموافقة النهائية على إخلاء المحور خلال الليل.
– من المتوقع أن يتم إكمال عملية الإخلاء بحلول فترة الظهيرة.
- البقاء في محيط القطاع:
– سيترك الجيش قوات من فرقتين في غلاف غزة وداخل محور فيلادلفيا: فرقة غزة والفرقة 162.
– الفرقة 162 ستتولى مسؤولية محيط محور نتساريم.
- الآثار على حركة السكان:
– على طول الطريق البحري، يُسمح لسكان غزة بالتنقل سيرًا على الأقدام دون قيود كبيرة.
– على طريق طنجة (طريق صلاح الدين)، يُسمح للغزيين بالسفر بالسيارات، ولكن يتم تفتيشهم من قبل الأميركيين.
– انسحاب الجيش من المحور سيسمح لسكان غزة بالتحرك بحرية أكبر من جنوب القطاع إلى شماله.
الخلفية السياسية والعسكرية
- وقف إطلاق النار:
عملية الانسحاب تأتي في إطار وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحماس.
- التفاوض على المرحلة الثانية:
– تم الاتفاق على أن الكيان الصهيوني سيغادر المحور المصري وينتشر في محيطه في نهاية المرحلة الخامسة من إطلاق سراح الأسرى.
– من المقرر أن يتم نشر عناصر شركة الأمن الأميركية على محور نتساريم بدلاً من قوات الجيش.
- الرسائل العسكرية:
– ترك الجيش الطريق الذي شقه على طول المحور يُعتبر رسالة قوية لحماس، تهدف إلى إظهار أن الكيان الصهيوني لا يزال قادرًا على التحرك بسرعة في المنطقة إذا لزم الأمر.
تحليل التطورات
- الرسالة العسكرية:
ترك الجيش الطريق الذي شقه على طول المحور يُعتبر رسالة قوية لحماس، تهدف إلى إظهار أن الكيان الصهيوني لا يزال قادرًا على التحرك بسرعة في المنطقة إذا لزم الأمر.
- الحفاظ على الوجود العسكري:
رغم الانسحاب من محور نتساريم، سيظل الجيش يحافظ على وجوده في محيط القطاع، مما يوفر له القدرة على الرد على أي تهديدات محتملة.
- تحسين حياة السكان:
انسحاب الجيش من المحور سيسمح لسكان غزة بالتحرك بحرية أكبر من جنوب القطاع إلى شماله، مما يساهم في تحسين الظروف المعيشية للسكان.
- دور الولايات المتحدة:
نشر عناصر شركة الأمن الأميركية على محور نتساريم يعكس دورًا أكبر للولايات المتحدة في إدارة الوضع في غزة.
انسحاب الجيش من محور نتساريم يمثل خطوة مهمة في إطار وقف إطلاق النار مع حماس. بينما يهدف الكيان الصهيوني إلى الرد على سيناريوهات مختلفة قد تهدد المستوطنات المحيطة بغزة، فإن تركه الطريق الذي شقه على طول المحور يُعتبر رسالة قوية تهدف إلى إبقاء حماس في حالة خوف ورعب.
ففي الوقت نفسه، يُساهم الانسحاب في تحسين حياة السكان في غزة، مما يعزز من فرص تحقيق الاستقرار في المنطقة.
تعليقات 0