تقرير إسرائيلي يكشف الإخفاقات العسكرية في 7 أكتوبر.. ونتنياهو يهاجم جيشه

تنشغل إسرائيل حالياً بنتائج التحقيقات الأولية حول فشل الجيش والأجهزة الأمنية في منع هجوم 7 أكتوبر 2023، حيث كشف التقرير الصادر انتقادات حادة لأداء المؤسستين العسكرية والاستخباراتية، متّهماً إياهما بالاستهانة بقدرات الفصائل الفلسطينية.

ورغم الاعتراف بالأخطاء، إلا أن التقرير تبنى النهج ذاته، معتبرًا أن الحل يكمن فقط في تعزيز القوة العسكرية والاستخباراتية لمنع تكرار ما حدث مستقبلاً.

50 غارة إسرائيلية على الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر

وأشار محللون إلى أن إسرائيل وقعت في نفس الفخ الذي تكرر بعد حرب أكتوبر 1973، حينما وضعت خططًا ضخمة لتعزيز قدراتها العسكرية، لكنها لم تمنع الإخفاقات التي تكررت بعد نصف قرن بالضبط.

أخبار تهمك

اتفاق أمريكي أوكراني مرتقب لاستغلال معادن بمئات المليارات وسط توترات الحرب

مكالمة استراتيجية بين بوتين وشي.. التحالف بين روسيا والصين في مواجهة الضغوط الغربية

وأكدوا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استغل نشر التحقيق لتوجيه اللوم إلى قادة الجيش والمخابرات، متّهماً إياهم بإخفاء التقرير عنه قبل نشره، رغم أن الأدلة تثبت أن أحد مستشاريه العسكريين اطلع عليه منذ أن كان في مرحلة المسودة.

وزاد نتنياهو من حدة التوتر عندما صرح، وفقاً لما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت، بأن “مجموعة يسارية” تسيطر على الجيش الإسرائيلي وتُضعف أداءه، كما هاجم المحكمة العليا، متهماً إياها بتقييد حرية الجنود في الدفاع عن أنفسهم على الحدود.

ووفقاً لما ورد في التقرير، فقد اعتمد الجيش الإسرائيلي على افتراضات خاطئة أدت إلى مفاجأته في 7 أكتوبر، إذ نجحت “حماس” في الترويج لصورة زائفة بأنها غير معنية بالتصعيد العسكري، مما مكّنها من بناء قوتها العسكرية سرًا استعدادًا للهجوم.

وأظهرت التحقيقات أن هذا الخطأ الاستراتيجي بدأ منذ انتهاء عدوان 2014، حيث تبنّى الجيش تصورًا بأن “حماس” منظمة عقلانية تسعى إلى الحفاظ على الاستقرار من أجل التنمية المدنية في غزة، وهو ما جعل الاستخبارات العسكرية تتجاهل الإشارات الواضحة لتغيير استراتيجيتها العسكرية تحت قيادة يحيى السنوار منذ 2017.

وأوضح التقرير أن “حماس” أنشأت قيادة عسكرية مركزية بعد 2014، وتحت إشراف رائد سعد، بدأت التخطيط لهجوم واسع النطاق بمشاركة آلاف المقاتلين، بينما استمرت الاستخبارات الإسرائيلية في الاعتقاد بأن الحركة تركز فقط على بناء الأنفاق الدفاعية.

وبعد حرب غزة 2021، عززت إسرائيل اعتقادها الخاطئ بأنها حققت الردع، في حين رأت “حماس” أنها سجلت انتصارًا بفضل قدرتها على قصف القدس، كما بدأت في التنسيق مع “حزب الله” اللبناني لمعركة متعددة الجبهات ضد إسرائيل.

ومن بين أبرز أوجه القصور التي كشفها التقرير، كان توجيه الموارد العسكرية بشكل غير متوازن، حيث ركزت إسرائيل بشكل أكبر على الضفة الغربية والجبهة الشمالية على حساب غزة، ما أدى إلى تقليص التركيز على “فرقة غزة” في الجيش الإسرائيلي، في حين زاد عدد القوات في الضفة الغربية بنسبة 40% خلال السنوات الأخيرة.

أما أحد الأخطاء الاستراتيجية الكبرى، فكان الإفراط في الاعتماد على السياج الأمني الفاصل، الذي اكتمل بناؤه في 2021، لكنه لم يكن مصممًا للتصدي لهجوم مفاجئ واسع النطاق كالذي وقع في 7 أكتوبر.

كما كشف التحقيق كيف استطاعت “حماس” تنفيذ عملية خداع استراتيجي، حيث تجنبت أي تصعيد مع إسرائيل خلال عامي 2022 و2023، حتى أثناء جولات القتال بين الاحتلال و”الجهاد الإسلامي”، وهو ما جعل إسرائيل تعتقد خطأً أن الحركة غير معنية بالمواجهة.

التقرير الذي كان من المفترض أن يكون مراجعة جادة للأخطاء، انتهى إلى تكرار نفس النهج الذي قاد إلى الإخفاقات، حيث اعتبر أن الحل الوحيد هو تعزيز القوة العسكرية والاستخباراتية، دون إعادة النظر في جدوى الرهان المطلق على القوة العسكرية في مواجهة صراع متجذر سياسيًا وأمنيًا.