5 يناير 2025 01:19
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

تهديد وجودي يواجه غزة.. إسرائيل تلوح بتقسيم قطاع غزة واحتلاله 10 سنوات

يشهد قطاع غزة تصعيداً خطيراً في التوترات مع استمرار التهديدات الإسرائيلية التي باتت تشير بشكل متزايد إلى احتمالية تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق تهدف إلى احتلال القطاع وتقسيمه إلى مناطق عسكرية منفصلة.

وتأتي هذه التطورات بعد مرور 15 شهراً على المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ما يعكس نوايا إسرائيلية واضحة لتغيير معادلات الصراع في المنطقة وإضعاف المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس.

تهديد وجودي يواجه غزة.. إسرائيل تلوح بتقسيم قطاع غزة واحتلاله 10 سنوات

تصعيد متكرر ومخططات معلنة
وفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية، تدرس الحكومة الإسرائيلية إصدار أوامر للجيش بتنفيذ عمليات واسعة النطاق تستهدف السيطرة على أجزاء كبيرة من غزة.

وذكرت القناة الإسرائيلية 14 أن المناورات العسكرية الأخيرة شمال القطاع كانت بمثابة اختبار ميداني ناجح لخطط أوسع، حيث تمكن جيش الاحتلال من تحقيق مكاسب استراتيجية ضد المقاومة الفلسطينية.

وأضافت القناة أن التقديرات في الأوساط العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أن الطريقة الأكثر إيلاماً لحماس تكمن في استهداف المناطق التي تسيطر عليها داخل القطاع.

وتوضح التقارير أن الخطط تشمل تقسيم غزة إلى محاور جغرافية بهدف تسهيل السيطرة العسكرية، مع إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود الشرقية بعرض كيلومتر داخل أراضي القطاع.

تهديد وجودي يواجه غزة.. إسرائيل تلوح بتقسيم قطاع غزة واحتلاله 10 سنوات

خطط طويلة الأمد لاحتلال غزة
التصعيد الإسرائيلي الحالي لا يقتصر على العمليات العسكرية الفورية، بل يمتد إلى مخططات طويلة الأمد.

صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” كشفت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخطط لإبقاء قوات الاحتلال داخل القطاع لعشر سنوات كاملة.

وأوضحت الصحيفة أن المرحلة الأولى من هذه الخطة تهدف إلى القضاء على حركة حماس واستعادة السيطرة على غزة، وهي مرحلة قد تستغرق سنة إلى سنتين.

وأشارت إلى أن المرحلة التالية تتضمن بقاء الجيش الإسرائيلي في غزة لمدة 8 سنوات إضافية، بهدف ضمان استقرار حكومة بديلة بعد تدمير حماس.

ويعتقد نتنياهو أن هذه الخطة ستضمن أمن إسرائيل على المدى الطويل، لكنها تثير مخاوف كبيرة بشأن مصير سكان القطاع الذين يواجهون بالفعل كارثة إنسانية غير مسبوقة.

تهديد وجودي يواجه غزة.. إسرائيل تلوح بتقسيم قطاع غزة واحتلاله 10 سنوات

تدمير ممنهج وتهجير قسري
إلى جانب التهديدات العسكرية المباشرة، تواصل إسرائيل تنفيذ سياسات تهدف إلى تهجير سكان غزة قسراً.

ويدفع مسؤولون إسرائيليون متطرفون مثل إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش نحو “الهجرة الطوعية” لسكان القطاع، وهو مصطلح يستخدم لتغطية مخططات تهجير قسرية تشمل تشجيع الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم وتوطين مستوطنين إسرائيليين مكانهم.

وأوضحت تقارير صحفية أن هذه السياسات ليست مجرد تصريحات، بل تأتي في إطار خطة واسعة لتفريغ القطاع من سكانه، بدأت فعلياً في المناطق الشمالية حيث تعرضت آلاف المنازل للهدم خلال العمليات العسكرية الأخيرة.

وتشير الإحصائيات إلى أن عدد السكان في تلك المناطق انخفض من مليون إلى نحو 20 ألف شخص فقط، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية.

تهديد وجودي يواجه غزة.. إسرائيل تلوح بتقسيم قطاع غزة واحتلاله 10 سنوات

الواقع الميداني في ظل التصعيد
مع استمرار التصعيد الإسرائيلي، يواجه سكان غزة وضعاً معقداً وصعباً. العمليات العسكرية الأخيرة دمرت مناطق واسعة في شمال القطاع، بينما تعاني المناطق الجنوبية من ضغط سكاني متزايد بسبب النزوح الجماعي.

وعلى الرغم من التحديات، تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لهذه التهديدات، حيث تُظهر تقارير أن حماس تستعد لمرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال.

مخاوف دولية وصمت عالمي
في ظل هذه التطورات، تتزايد المخاوف من تداعيات التصعيد الإسرائيلي على الاستقرار في المنطقة، خاصة مع انشغال المجتمع الدولي بأزمات أخرى.

وعلى الرغم من التحذيرات الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان، لا يزال الصمت الدولي يخيّم على المشهد، مما يمنح إسرائيل غطاءً لمواصلة سياساتها العدوانية.

المجاعة تهدد الحياة في غزة

المجاعة تهدد الحياة في غزة

غزة في مهب الريح
إن التهديدات الإسرائيلية الحالية تمثل تهديداً وجودياً لسكان غزة، حيث تشير المعطيات إلى أن الاحتلال يسعى لإعادة رسم الخريطة الجغرافية والديمغرافية للقطاع.

وبينما تلوح في الأفق احتمالية تنفيذ هذه الخطط، يبقى التساؤل الأبرز: هل ستتحرك القوى الإقليمية والدولية لوقف هذا التصعيد أم أن غزة ستبقى وحيدة في مواجهة العاصفة؟

الأيام المقبلة تحمل إجابات قد تكون مفصلية في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث ستحدد التطورات القادمة مصير القطاع وسكانه أمام واحدة من أخطر المراحل التي يمر بها الشعب الفلسطيني.