توتر بين الجامعة العربية وحماس حول مستقبل غزة بعد الحرب

تصاعد الخلاف بين جامعة الدول العربية وحركة حماس بشأن مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وذلك عقب تصريحات للسفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة، اعتبر فيها أن “المصلحة الفلسطينية تقتضي خروج حماس من المشهد”، وهو ما قوبل برفض شديد من الحركة، التي أكدت تمسكها بدورها في الساحة الفلسطينية وفق توافق وطني.

وفي بيان رسمي، أعرب الناطق باسم حماس، حازم قاسم، عن استغراب الحركة من تصريحات زكي، مؤكداً أنها أبدت مرونة كبيرة في الحوارات السياسية، لا سيما مع مصر، حيث وافقت على تشكيل حكومة توافق وطني وقبلت بالطرح المصري المتعلق بـ”لجنة الإسناد المجتمعي”.

وأضاف أن الحركة ستواصل اتخاذ قراراتها بما يخدم المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، بعيداً عن أي تدخلات خارجية.

أخبار تهمك

نتنياهو يواجه ضغوطاً داخلية ويواصل تنفيذ صفقة التبادل رغم التفجيرات

نتائج صادمة لتشريح جثمان يحيى السنوار.. غياب المخدرات وكميات كبيرة من الكافيين تثير التساؤلات

من جانبه، رأى السفير معتز أحمدين، الممثل المصري السابق لدى الأمم المتحدة، أن رد حماس طبيعي ومتسق مع موقفها المعلن بعدم التمسك بالحكم، لكنه أشار إلى أن التصريحات قد تكون فُسرت على أنها استجابة لضغوط إسرائيلية وأمريكية تهدف إلى القضاء على الحركة.

كما أوضح أن الموقف العربي لم يتبنَّ رسميًا طرحًا يقضي بإخراج حماس من غزة، وإنما الحديث يدور حول عدم مشاركتها في إدارة القطاع.

بدوره، اعتبر السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن تصريحات زكي لم تكن موفقة، مشيرًا إلى عدم وجود إجماع عربي على ضرورة خروج حماس من القطاع، بل إن الحل المطروح حاليًا يتمثل في تشكيل لجنة توافقية للإشراف على الإعمار والإغاثة دون مشاركة الفصائل.

في المقابل، تواصل إسرائيل والولايات المتحدة ضغوطهما لإبعاد حماس عن أي دور مستقبلي في غزة، وهو موقف تدعمه بعض الدول العربية، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا الخلاف إلى تعقيد الجهود الرامية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

من جانبه، أكد مصدر مصري مطّلع أن القاهرة تجري اتصالات مكثفة لتشكيل لجنة مؤقتة تتولى إعادة إعمار القطاع، مشددًا على أن حماس أبلغت الوسطاء التزامها بوقف إطلاق النار وفق مراحله الثلاث، وعدم سعيها للمشاركة في إدارة غزة خلال المرحلة المقبلة.

ومع استمرار الخلاف حول تفسير التصريحات والمواقف، يرى مراقبون أن الجدل الحالي لن يؤثر على المسار العام للمفاوضات، لكنه يعكس التعقيدات المحيطة بملف غزة ومستقبلها السياسي في مرحلة ما بعد الحرب.