حرب الليثيوم.. صراع جديد على “الذهب الأبيض” في أوكرانيا.. وروسيا تواجه العقوبات بالسيطرة على مناجم

24 يونيو 2024
الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

تدخل الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، لتتخطى ساحات القتال التقليدية وتشتعل رحاها على جبهة جديدة: صراع “الذهب الأبيض” أو الليثيوم.

فمع تصاعد وتيرة التنافس على الطاقة النظيفة والتحول نحو المركبات الكهربائية، برز الليثيوم كمعدن استراتيجي لا غنى عنه، مما دفع روسيا إلى تركيز جهودها على السيطرة على مناجمه في أوكرانيا، تعويضًا عن خسائرها الاقتصادية الفادحة الناجمة عن الحرب والعقوبات الغربية.

خسائر اقتصادية فادحة لروسيا

تُشير التقديرات إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد كلّف موسكو 250 مليار دولار حتى الآن، بينما تُرجّح نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس أن تصل الخسائر الاقتصادية الإجمالية لروسيا إلى 1.3 مليار دولار بحلول عام 2025.

الليثيوم.. مفتاح المستقبل أم الذهب الأبيض

يُوصف الليثيوم بـ “مادة المستقبل” و “الذهب الأبيض” و “نفط القرن الحادي والعشرين” لِما يتمتع به من خصائص استثنائية تجعله عنصرًا أساسيًا في بطاريات السيارات الكهربائية وتقنيات الطاقة المتجددة.

وتُقدّر احتياطيات الليثيوم في أوكرانيا بثالث رواسب الليثيوم المستكشفة في أوروبا، مما يجعلها كنزًا استراتيجيًا يسعى الاتحاد الأوروبي للسيطرة عليه لتقليل اعتماده على الصين، التي تُهيمن على 97% من واردات الليثيوم في أوروبا.

شراكة موارد استراتيجية بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا:

وفي عام 2021، وقّع الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا اتفاقية شراكة موارد استراتيجية لتحديد 30 موردًا طبيعيًا ضروريًا للتحول الأخضر، يمكن الحصول على ثلثيها من أوكرانيا.

روسيا تُكثّف جهودها للسيطرة على مناجم الليثيوم الأوكرانية

تُدرك روسيا قيمة الليثيوم الاستراتيجية، وتسعى جاهدة للسيطرة على مناجمه في شرق أوكرانيا، خاصةً في منطقتي كوراخوف وزابوريجيا.

وتشير الدراسات إلى وجود أربعة مناجم لليثيوم في أوكرانيا، حصل مستثمر أسترالي على رخصة تعدين أحدهم قبل بدء الحرب بفترة وجيزة.

عقوبات جديدة على روسيا

في ظلّ استمرار الحرب وتزايد مخاطرها، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على روسيا، تشمل استهداف واردات الغاز الطبيعي المسال من أجل الضغط على اقتصادها.

وتُسلّط حرب الليثيوم الضوء على أهمية الموارد الطبيعية في الصراع الجيو-سياسي، وتُبرز حاجة الدول الغربية إلى تنويع مصادرها وتقليل اعتمادها على خصومها.

وتُعدّ هذه الحرب بمثابة اختبار حقيقي لقدرة الاتحاد الأوروبي على تحقيق أهدافه للتحول الأخضر دون الوقوع في فخّ الاعتماد على روسيا أو الصين.