خروقات الاحتلال الإسرائيلي لوقف النار في لبنان خطر انهيار الهدنة وضرورة تدخل فرنسي
أثار استمرار الاحتلال الإسرائيلي في اختراق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان قلقًا كبيرًا بعد خمسة أيام فقط من دخوله حيز التنفيذ فجر الأربعاء الماضي.
هذه الانتهاكات المستمرة قد تؤدي إلى انهيار الهدنة وعودة التصعيد العسكري مع حزب الله، مما يهدد الاستقرار في المنطقة.
وحسب الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أحمد أنور فؤاد، فإن الاحتلال يسعى لتكييف الجانب اللبناني على قبول هذه الاختراقات، مما قد يفضي في النهاية إلى إجبار لبنان على خرق الاتفاق، وبالتالي إسقاط الهدنة، إذا استمرت الانتهاكات بشكل متزايد.
وأوضح أن “أي هدنة تعتمد على عدة عوامل، أبرزها كونها مؤقتة، ومع احتمالية اختلال موازين القوى من جانب الطرف الذي يشعر بأنه الأقوى”.
تجدر الإشارة إلى أن التطورات في سوريا قد زادت من شهية الاحتلال الإسرائيلي للخروقات، مع اعتقاده بأن تراجع حزب الله يمكن أن يستثمر سياسيًا في لبنان.
ويشير أنور إلى أن هناك تحليلات داخل الرأي العام اللبناني تستشعر إمكانية استغلال هذا التراجع.
دور فرنسا
يعتبر أنور أن فرنسا قد تلعب دورًا حيويًا في السيطرة على الخروقات الإسرائيلية.
وصف الاتفاق الحالي بـ”الهش”، مشيرًا إلى أنه لم يثبت صموده أمام الانتهاكات الإسرائيلية، والتي شملت قصف القوات الجوية الإسرائيلية لمناطق في قلب لبنان واستهداف المدنيين، مما حال دون عودة النازحين إلى منازلهم.
أوضح أن فرنسا تمتلك القدرة والخبرة للتدخل في الساحة اللبنانية، وإذا توفرت الإرادة السياسية، قد تلتزم إسرائيل بوقف الانتهاكات. ومع استمرار صفارات الإنذار بسبب الاستهدافات من العراق وسوريا واليمن، يبدو أن هناك حاجة ماسة لضغوط سياسية دولية.
حسب تقرير من صحيفة “يديعوت أحرونوت”، رصدت فرنسا 52 خرقًا إسرائيليًا خلال 24 ساعة لم تمر عبر آلية المراقبة، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة لبنانيين.
وقد حذرت فرنسا إسرائيل من خطر انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بسبب هذه الانتهاكات المتكررة.
الحل في غزة
على الرغم من الخروقات اليومية، يشير أنور إلى وجود تصور لما بعد فترة الستين يومًا من الهدنة، خاصة فيما يتعلق بالمناطق الحدودية التي تحتلها إسرائيل.
وقال إن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو تجاوز هذه الفترة مع استمرار الخروقات، ثم الانتقال إلى مرحلة جديدة، خصوصًا إذا تم حل المشكلة الأساسية المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة.
وأشار أنور إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يرغب في التوغل في لبنان كما حدث قبل عام 2000، مما قد يسهل التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في لبنان.
وقد أعلن الجيش اللبناني عن انتهاكات إسرائيلية متعددة لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى الخروقات الجوية واستهداف الأراضي اللبنانية بأسلحة مختلفة.
في ظل هذه الظروف المعقدة، تبرز الحاجة الملحة لتدخل دولي فعّال، خصوصًا من قبل فرنسا، لوضع حد لهذه الانتهاكات وحماية الهدنة الهشة في لبنان.
تعليقات 0