دونالد ترامب يحطم أحلام النساء.. فوز تاريخي للمرشح الجمهوري يبعد أول رئيسة عن البيت الأبيض للمرة الثانية
حقق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري فوزًا تاريخيًا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، مجددًا انتصاره السابق على حساب مرشحة ديمقراطية. بعد أن أطاح بهيلاري كلينتون في انتخابات 2016، عاد ترامب مرة أخرى ليحرم كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية الطامحة لأن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة، من تحقيق هذا الحلم التاريخي، مسجلًا بذلك سابقة جديدة في تاريخه السياسي الذي غالبًا ما كان عنوانه المفاجآت والمفارقات.
اتسم السباق الانتخابي هذه المرة بالكثير من التوتر والانقسامات السياسية، حيث خاض ترامب وهاريس جولات مناظرات شرسة وجولات انتخابية حامية شهدت تنافسًا محمومًا، خاصة في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وويسكونسن، والتي كانت كما في عام 2016 مفتاح النصر لصالح ترامب.
وبرغم الفارق الضئيل في النتائج النهائية، استطاع ترامب تأمين الأصوات اللازمة في المجمع الانتخابي ليعود إلى البيت الأبيض، محققًا مفارقة لافتة عبر هزيمته لمنافسة امرأة ثانية على التوالي.
هذا الانتصار الجديد للرئيس الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية، يحمل دلالات عميقة تتجاوز نتائج الانتخابات نفسها. فترامب الذي بات يمثل رمزًا للتحدي أمام طموحات النساء الأمريكيات في كسر الحواجز للوصول إلى البيت الأبيض، يظهر مجددًا ليبقي الحلم بعيدًا عن التحقق.
وتعد هذه الانتخابات دليلًا على أن الطريق نحو الرئاسة الأمريكية لا يزال مليئًا بالتحديات أمام النساء، رغم الدعم الواسع الذي تلقته هاريس من شريحة كبيرة من الناخبات اللاتي اعتبرنها الأمل الذي طال انتظاره لتحقيق المساواة.
وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجرتها عدة وسائل إعلام أمريكية، بما في ذلك “سي إن إن” و”إيه بي سي نيوز”، أن التصويت اتخذ طابعًا مختلفًا هذه المرة حيث كان الرجال أكثر ميلًا لدعم ترامب، بينما كانت النساء أكثر دعمًا لهاريس، إلا أن النتائج النهائية أظهرت أن ترامب ما زال يمتلك قدرة على جذب أصوات الشرائح المحافظة، خاصة في المناطق الريفية وبعض الولايات المتأرجحة، ما منحه الفارق الذي يحتاجه للعودة إلى السلطة.
ويعد فوز ترامب الثاني بهذا الشكل غير التقليدي حدثًا تاريخيًا أيضًا لكونه الرئيس الأمريكي الأول منذ أكثر من قرن يعود إلى البيت الأبيض بعد انقطاع عن الرئاسة. فآخر رئيس تمكن من تحقيق هذا الإنجاز كان جروفر كليفلاند في أواخر القرن التاسع عشر، ما يضفي بُعدًا جديدًا على تأثير ترامب في السياسة الأمريكية وقدرته على العودة رغم كل الانتقادات والمعارضة.
في النهاية، يشكل هذا الانتصار لحظة فارقة في تاريخ الانتخابات الأمريكية، إذ يبرز ترامب ليس فقط كزعيم قوي، بل أيضًا كحاجز أمام محاولات النساء للوصول إلى منصب الرئاسة.
ومع انطلاق حملة هاريس كانت هناك آمال كبيرة بأن تكون السيدة الأولى التي تكسر السقف الزجاجي، لكن ترامب استطاع مرة أخرى أن يقوض هذه الآمال ويدفع بحلم النساء بعيدًا عن البيت الأبيض، تاركًا الباب مفتوحًا أمام مرحلة جديدة قد تكون أكثر صعوبة في السعي لتحقيق المساواة في أعلى منصب بالبلاد.
تعليقات 0