رؤية حزب الجبهة الوطنية الجديد..تسعى لإيجاد البديل لمن فقدوا الثقة في الحياة السياسية

جاء إعلان تدشين حزب الجبهة الوطنية تحت شعار “مصر للجميع”، ليضم في هيئتة التأسيسية، نخبة وطنية تعبر عن مختلف شرائح المجتمع المصرى بعدد 54 اسما يتنوع بين وزراء وشخصيات بارزة في العمل العام والسياسي والأهلي، فضلا عن تمثيل الشباب والمرأة وذوي الإعاقة والإعلاميين والأكاديميين والمشايخ والفنانين، وتواجد لشخصيات سياسية لها خلفيات معارضة.

ويأتي ذلك انعكاسا لرؤية الحزب المستندة بشكل رئيسي على تأكيد اتباع نهج متوازن يحتفظ فيه بمسافة واحدة بين الموالاة والمعارضة لتحقيق المصلحة الوطنية، والسعي لإيجاد أرضية مشتركة تجمع كل التوجهات والتيارات الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة.

نموذج عملي

وحمل نص البيان التأسيسي، محاور ترسم خارطة طريق الحزب خلال الفترة المقبلة وخطوطه الحمراء وخطته للعمل مع الجميع، كما شمل رسائل واضحة للساحة السياسية والحكومة والشارع المصري.

وأكد على أن تدشين حزب الجبهة الوطنية يأتي نتاجا للحاجة إلى ضخ دماء جديدة فى شرايين الحياة السياسية، محددا في ذلك أولويات الحزب خلال المرحلة القادمة والتي ترتكز على: إثراء التجربة الديمقراطية وتعزيز ثقافة الحوار حتى يكون نموذجًا عمليا يجسد قيم التعاون والمشاركة والتكامل، السعى لإيجاد البديل لمن فقدوا الثقة فى الخطابات السائدة فى الحياة الحزبية، الجمع بين طاقات الشباب وخبرات الأجيال فى إطار رؤية شاملة قائمة على التعددية واحترام اختلاف الرؤى والأفكار.

ووجه البيان التأسيسي رسالة طمأنة للشعب المصري بشأن برنامج عمله الفترة القادمة، حيث شدد أن الحزب ينشد مسارا ديمقراطيا شفافا يحقق أحلام وطموحات جموع المصريين فى وطن عزيز وكريم، ويسعى من جل توفير مقومات الحياة الكريمة التى تليق بكل مصرية ومصرى من أبناء هذا الوطن، وعنوانها “قيم الحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة”، منوها بأنه سيسعى لأن يعلو صوت كل مصرى على أرض الوطن شمالا وجنوبا، شرقا وغربا.

مبادرات التغيير الإيجابي

وأكد الحزب على رسالة قاطعة في بيانه التأسيسي بقوله إنه ينطلق من قناعة راسخة بأن إعلاء مصلحة الوطن والمواطن هى الغاية الأسمى التى لا تحتمل المساومة أو الانحياز عنها، والعمل من أجل البحث عن حلول حقيقية تستند لواقعية الطرح وصدق الوعود، باعثا طمأنة للمواطن البسيط في أنه سيكون منبرا للأفكار البناءة ومبادرات التغيير الإيجابي، ومستمدا في ذلك قوته من إرادة أعضائه الذين يمثلون نسيجا متنوعا من أبناء الوطن ويتشاركون الهدف الأسمى وهو رفعة واستقرار مصر الذى ننشده جميعا.

 المعادلة السياسية

وأكد البيان التأسيسي لحزب الجبهة الوطنية على محاور رئيسية خاطب فيها الشارع السياسي بقوله  إنه لن يكون رقما يضاف إلى المعادلة السياسية دون أن يعلو ويرتقى بها من أجل مصلحة الوطن، مبديا ترحيبه بالجميع بتشديده على العمل مع كافة التيارات السياسية والفكرية الوطنية بينما لا مكان لدى الحزب للمسارات الفكرية الجامدة، مشيرا إلى أنه مستعد إلى تحمل المسؤولية والتضحية واقتحام المشكلات والأزمات التى قد ينصرف عنها الكثيرون، مسترشدين بكل ومختلف الأراء.

هدف رئيسي للحزب

وحمل البيان في ذلك الإطار محددات واضحة في تعامله مع القوى السياسية ومكانته بالساحة السياسية كمولود سياسي جديد يضم خبرات وقامات فكرية مهمة، وذلك من خلال التأكيد على:  تأسيس رؤيته على نهج متوازن يبحث من خلاله عن أرضية مشتركة مع كافة الأطياف، سيكون صوت العقل والحكمة، ولا يسعى لتحقيق الأغلبية البرلمانية بل سيخوض الإنتخابات بأكبر تحالف سياسى وطنى مع الأحزاب القائمة كون “لم الشمل في فترة لا تحتمل الشتات ” هو هدفه الأول ونؤمن بأن دورنا الأصيل هو تحقيق المصلحة العليا للوطن بعيدًا عن التجاذبات والصراعات الضيقة فى ظل ظروف إقليمية غاية فى التعقيد.

رؤية حزب الجبهة الوطنية الجديد

وتضمنت المحاور الأساسية لمسار عمل الحزب، رسائل موجهة للحكومة، بتشديده على أنه يضع نصب أعينه المساهمة الفاعلة فى بناء الجمهورية الجديدة، القائمة على أسس العدالة الاجتماعية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، وإعطاء الأولوية لتلبية احتياجات الحاضر دون المساس بحقوق الأجيال القادمة.

بيت خبرة حقيقى

وأعلن خلال البيان التأسيسي، مسار واضح لا يقبل التأويل حيث رسم خارطة طريق لعمله المرحلة المقبلة بأنه سيكون بيت خبرة حقيقى لمن يريد مصلحة الوطن لا المصالح الشخصية، وذلك بعزمه إعداد كوادر تنفيذية وسياسية ونيابية تجمع بين الكفاءة المهنية والفنية والقدرة على الإنخراط فى المجتمع والمشاركة الشعبية، كما أنه يسعى لإيجاد مسارات حزبية جديدة من شأنها تصويب النهج والتعلم من الأخطاء والاستفادة من التجارب السابقة دون استنساخها لإعلاء شأن الوطن فى مواجهة التحديات الجسيمة إيمانا منا بأن ذلك هو السبيل الأصدق لتحقيق تطلعات المواطن المصرى وضمان مستقبله الكريم.

قيم الإرادة والتصحيح

وحرص الحزب في بيانه التأسيسي على ذكر ثورتي 25 يناير و30 يونيو والتي ستكون نبراسا مضيئا يلهمنا قيم الإرادة والتصحيح مهما حاد الطريق، والتأكيد على مرتكز رئيسي وهو أنه سيبقى جيش مصر العظيم الحارس الأمين للمصريين ولكل خطواتنا والضامن لوحدة الوطن واستقراره نستمد من وطنيته العزم والثقة ونمضى فى طريقنا نحو التنمية والبناء مستندين إلى دعم لا يلين من درع الوطن وسيفه.

لا مكان للإقصاء

واختتم حزب الجبهة الوطنية بيانه التأسيسي بدعوة مهمة في مرحلة وطنية حرجة بتوجيهه رسالة لأبناء الوطن بقوله: ندعوكم للمشاركة فى مسيرتنا الوطنية..حيث لا مكان للإقصاء أو التهميش بل فرص متساوية للجميع من أجل رفعة الوطن.. فمعا نتشارك فى وضع أسس الغد نزرع بذور الأمل والحرية.. العدل والرخاء.. السلام والاستقرار.. نعمل تحت شعار…. مصر للجميع”.