رسائل حماس إلى الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية تبادل الأسرى الثانية
شهدت غزة اليوم السبت عملية تبادل الأسرى الثانية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، والتي حملت في تفاصيلها دلالات سياسية وعسكرية بارزة، عكست قوة المقاومة ووحدة الفصائل الفلسطينية.
انطلقت مشاهد العملية من “ميدان فلسطين” في وسط مدينة غزة، الذي تحول إلى مسرح لاستعراض عسكري منظم شاركت فيه كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إلى جانب رجال الأمن الفلسطيني.
هذه المشاركة المشتركة جسدت التنسيق العالي بين الفصائل الفلسطينية ووحدة الصف في مواجهة الاحتلال.
أخبار تهمك
أبرزت الترتيبات الميدانية حرص المقاومة على التنظيم الدقيق، حيث أقامت حواجز مشددة لمنع اختلاط الأهالي بسيارات الصليب الأحمر، ونصبت منصة خاصة لتسليم الأسيرات الإسرائيليات.
كما شارك عدد أكبر من عناصر المقاومة مقارنة بالعملية الأولى التي تمت الأحد الماضي، في رسالة واضحة للاحتلال تؤكد صلابة المقاومة رغم شراسة الحرب.
وحدة ورسائل قوة
وصلت مركبات ودراجات نارية تقل عناصر من كتائب القسام وسرايا القدس إلى الميدان، في مشهد أظهر التنظيم والانضباط. في الوقت نفسه، توافد المواطنون الفلسطينيون حاملين الأعلام إلى الميدان، معبرين عن دعمهم الكبير للمقاومة.
وقد لفتت الأنظار سيدة فلسطينية ألقت الورود على الميدان، لتجسد بهذا المشهد عمق التلاحم بين الشعب ومقاومته.
وجهت المقاومة من خلال هذا الحدث رسائل متعددة إلى الاحتلال الإسرائيلي. أولها رسالة القوة والسيطرة، حيث أظهر الاستعراض العسكري الانتشار المنظم والكثيف لعناصر المقاومة، ليؤكد أن الحرب لم تنل من قوتها.
أما الرسالة الثانية فكانت رسالة الوحدة، التي تجسدت في المشاركة المشتركة بين كتائب القسام وسرايا القدس.
زينت المنصة بشعارات مثل “الصهيونية لم تنتصر”، بالإضافة إلى أسماء كتائب إسرائيلية تلقت ضربات قاسية خلال الحرب.
لماذا ميدان فلسطين
ختيار “ميدان فلسطين” لإتمام العملية لم يكن عشوائيًا؛ فهذا الموقع يحمل رمزية تاريخية لسكان غزة، إذ كان شاهدًا على محاولات الاحتلال فرض سيطرته بالدبابات، ليعود اليوم كرمز للصمود الفلسطيني.
تفاصيل تسليم المجندات
في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ الأحد الماضي، سلمت المقاومة الفلسطينية أربع مجندات إسرائيليات لفريق الصليب الأحمر، وهن: كارينا أرئيف، دانييل غلبوع، نعمة ليفي، وليري إلباغ، وفق ما أعلنه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام.
ظهر عناصر النخبة في كتائب القسام خلال العملية، حاملين أسلحة استحوذوا عليها من الجيش الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر 2023. وارتدت المجندات الأربع الزي العسكري الإسرائيلي ووقفن على المنصة أمام حشود كبيرة من الجماهير الفلسطينية، في مشهد يعكس الدعم الشعبي الكبير للمقاومة والاعتزاز بإنجازاتها.
عملية تبادل الأسرى الثانية لم تكن مجرد حدث عابر، بل جاءت لترسم صورة متكاملة عن قوة المقاومة الفلسطينية وقدرتها على فرض شروطها وإرسال رسائل واضحة للاحتلال الإسرائيلي بأن المقاومة لا تزال في أوج قوتها.
تعليقات 0