رسائل وطنية من مسجد الروضة.. وزير الأوقاف يلتقي أهالي شمال سيناء في الذكرى الـ7 لرحيل الشهداء
وسط أجواء تجمع بين الروحانية والوطنية والوفاء لدماء الشهداء، شهد مسجد الروضة في بئر العبد بمحافظة شمال سيناء اليوم مراسم مهيبة لإحياء الذكرى السابعة لمجزرة الروضة التي أدمت قلوب المصريين عام 2017.
وفي هذا المكان الطاهر، الذي كان مسرحًا لجريمة إرهابية غادرة، تجمعت قيادات الدولة وشيوخ القبائل وأهالي سيناء لإحياء ذكرى الشهداء وتأكيد أن إرادة الحياة أقوى من الإرهاب.
قيادات بارزة في قلب المشهد
شارك في هذه المناسبة التاريخية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، واللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، وفضيلة الشيخ مسعد حامد أبو جرير، شيخ الطريقة الأحمدية الجريرية، والدكتور محمد أبو هاشم، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب.
كما حضر اللقاء عدد من قيادات المحافظة، وشيوخ الطرق الصوفية، وشيوخ وعواقل شمال سيناء، في رسالة تؤكد أن وحدة الصف هي السلاح الأهم لمواجهة كل تحديات الوطن.
بدأت الفعاليات بأداء شعائر صلاة الجمعة في مسجد الروضة، حيث ألقى فضيلة الشيخ محمود مرزوق، مدير مديرية أوقاف شمال سيناء، خطبة بعنوان “أنت عند الله غال”، أكدت على قيمة الإنسان وكرامته في الإسلام.
رسائل الوحدة والوفاء من وزير الأوقاف
في كلمته المؤثرة، قال الدكتور أسامة الأزهري:
“هذا اليوم محفور في وجدان كل مصري، ففي هذه البقعة الطاهرة امتدت يد الغدر والخيانة لتقتل المصلين وهم ساجدون بين يدي الله، في حادث اهتز له ضمير العالم. لكن إرادة المصريين جعلت هذا المكان رمزًا للوفاء والصمود”.
ووجه الوزير ثلاث رسائل رئيسية:
الوفاء للشهداء: شدد على أن مصر لن تنسى أبدًا شهداءها الأبرار، سواء كانوا من أهالي الروضة أو من رجال القوات المسلحة والشرطة الذين ضحوا بأرواحهم للحفاظ على أمن الوطن.
وحدة الصف الوطني: دعا المصريين إلى جمع شملهم والوقوف صفًا واحدًا ضد الإرهاب والتطرف، والحفاظ على هوية الإسلام السمحة التي تدعو إلى البناء والسلام.
مكانة سيناء العزيزة: أكد أن سيناء ستظل درة تاج الوطن ومصدر فخر لكل مصري، مشيدًا بدور أبنائها في مواجهة الإرهاب ودعم مسيرة التنمية.
تكريم خاص يعكس حب أبناء سيناء
في بادرة رمزية مليئة بالتقدير، قلد فضيلة الشيخ مسعد حامد أبو جرير، شيخ الطريقة الأحمدية الجريرية، وزير الأوقاف العباءة السيناوية، التي تعتبر رمزًا للكرامة والاعتزاز، وتُمنح فقط للشخصيات التي يكن لها أهل سيناء كل الاحترام والتقدير.
إحياء لرموز سيناء وأبطالها
خصص وزير الأوقاف جزءًا من كلمته لاستذكار رموز سيناء الذين ظلوا شامخين أمام أعداء الوطن، ومنهم الشهيد الجليل الشيخ سليمان أبو حراز، الذي نشر العلم والفضيلة طيلة حياته، قبل أن يقتله الإرهاب الغادر، والشيخ سالم الهرش، الذي تحدى الاحتلال الإسرائيلي في مشهد بطولي أكد أن سيناء جزء لا يتجزأ من مصر.
مشروعات التنمية في الروضة.. شاهد على صمود الحياة
على هامش الاحتفال، استعرض اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء المشروعات التنموية التي شهدتها قرية الروضة بعد الحادث الإرهابي، مشيرًا إلى تطوير المسجد ومحيطه بتكلفة تجاوزت 2.5 مليون جنيه، إضافة إلى تحسين البنية التحتية من طرق وشبكات كهرباء ومياه وصرف صحي. كما أشار إلى رفع كفاءة منازل القرية وبناء وحدات سكنية جديدة في إطار جهود الدولة لدعم أهالي الروضة وتعزيز استقرارهم.
رسالة حب ووفاء لأبناء سيناء
اختتمت الفعاليات برسالة مؤثرة وجهها وزير الأوقاف إلى أهالي سيناء:
“أنتم أهلنا وأشقاؤنا، وما قدمتموه من تضحيات سيظل محفورًا في ذاكرة مصر إلى الأبد. سيناء ليست مجرد أرض، بل هي روح هذا الوطن، وستبقى دائمًا منارة للبطولة والتضحية”.
في هذا اليوم، أثبت المصريون مجددًا أن الإرهاب لن ينال من عزيمتهم، وأن ذكرى الشهداء ستبقى وقودًا لمسيرة البناء والتنمية، ليظل وطنهم عزيزًا شامخًا عبر الأزمان.
تعليقات 0